أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أن تسجيل بعض الإصابات «الطفيفة» بفيروس كورونا بالوسط المدرسي لا يستدعي «غلق كل المؤسسات عبر الوطن». مشيرا بأن المدارس الجزائرية ليست بؤرا للعدوى، موضحا أن أغلب الإصابات المسجلة كانت خارج الوسط الدراسي.
وصف وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد الوضع الصحي في البلاد بغير السهل، وقال في حصة «فوروم» للقناة الإذاعية الأولى، بأننا «سنخوض حربا ضد هذا الوباء». وأعرب الوزير بن بوزيد، عن تفاؤله بالتغلب عليه في موجته الثانية بعد اجتياز الموجة الأولى بنجاح و بإمكانيات لم تكن مريحة.
وأوضح الوزير بن بوزيد أن الوضعية الوبائية «لا تختلف تماما عن بقية دول العالم وقد اكتسبت الجزائر تجربة 9 أشهر لتسييرها وتجنيد العدد الكافي من الأسرة والمستلزمات الطبية والأدوية المتوفرة على مستوى المؤسسات الاستشفائية إضافة إلى تحاليل الكشف عن الفيروس المتواجدة على مستوى أزيد من 30 مخبرا بالقطاع العمومي و20 مخبرا بالقطاع الخاص».
كما أشاد الوزير بمجهودات الأطقم الطبية و شبه الطبية في المستشفيات ووقوفهم في الصفوف الأولى لمواجهة خطورة هذا الوباء الفتاك، وذكر الوزير بأن الأطقم الطبية عبر العديد من الولايات تعرضوا للتعب خصوصا في الولايات الجنوبية .
وفيما يتعلق بالاستعداد لمواجهة الوضع في حالة تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات عبر القطر، أكد الوزير بأن السلطات العمومية تهيأت لذلك من خلال تجنيد الوسائل بالمؤسسة الاستشفائية من حيث الأسرة ومادة الأوكسجين، مثمنا الدور الذي لعبه القطاع الخاص بجميع اختصاصاته في دعم القطاع من خلال التكفل بالمرضى.
واعتبر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن الوضعية الصحية في البلاد لم تصل بعد إلى درجة الاستعانة بالمستشفيات الميدانية، وهذا ردا على مطالب بتخصيص أماكن مفتوحة لاستقبال مرضى كورونا. وقال بن بوزيد “إن المستشفيات الميدانية متوفرة ولكن أتمنى أن لا نصل إلى هذه الدرجة ولما يتطلب الوضع استغلالها لا يوجد أي مشكل حيث يوجد فندق كبير جهز كمستشفى من 250 سريرا ويتم تزويده بالأوكسجين”.
   المدارس لا تنقل الوباء ولا وفيات وسط التلاميذ
وعن وضعية المدارس في ظل تفشي فيروس كورونا، أكد الوزير أن المدرسة لا تنقل الوباء، موضحا أن الأساتذة والتلاميذ و الإداريين لديهم نشاطات أخرى خارج المدرسة والتي يمكن أن ينقلوا الفيروس من خلالها، وقال بن بوزيد بأن «وزارة الصحة تتلقى تقارير دقيقة يومية من وزارة التربية الوطنية حول الحالات الجديدة للإصابة بفيروس كورونا بالوسط التربوي», معتبرا أن هذه الحالات «لا تدعو للقلق ولا تستدعي غلق جميع المؤسسات عبر الوطن».
وأضاف الوزير بن بوزيد أن كل العطل المدرسية عبر العالم «مدروسة وقد نال التلاميذ القسط الوافر من الراحة بعد فرض الحجر الصحي وغلق المؤسسات» مضيفا أنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال التضحية بمستقبل التلاميذ ما دامت العديد من المؤسسات تبنت تنظيما محكما فاق الذي جاء به البرتوكول الصحي الذي وضعته اللجنة المختصة دون استبعاد غلق بعضها اذا ظهرت بها حالات عديدة لا غير».
وأشار المسؤول الأول عن القطاع، أن وزارة الصحة لا تملك صلاحيات لتأمر بغلق المدارس، موضحا أنها تقدم توصيات ضمن البروتوكول الصحي ولا تأمر بغلق المدارس، وأن عدم تطبيق البروتوكول الصحي الموصى به من قبلها يعود لقطاع التربية. وفي هذا السياق قال: «نحن نقدم تقارير يومية لوزارة التربية تتضمن عدد الإصابات عند الإداريين وعند الأطفال والأساتذة بدقة لكل ولاية». وأكد الوزير أنه لم يتم تسجيل أي وفاة لتلاميذ متأثرين بفيروس كورنا منذ بداية الدخول المدرسي لسنة 2020-2021.
وقال الوزير “كانت هناك اجتماعات مجلس الحكومة ومجلس الوزراء حول الدخول المدرسي والبروتوكول الصحي المتبع لوقاية الأطفال من الإصابة بالوباء”. وأكد وزير الصحة أن إصابات كورونا مرشحة للارتفاع، مستقبلا والجميع يتساءل هل سنترك الأولاد في المنازل أو المدرسة. وأوضح أن المجلس العلمي اشتغل مع جميع القطاعات وقدم لهم التوصيات الصحية اللازمة لمكافحة الوباء من بينها وزارة التربية. وأضاف “قررنا رفقة رئيس الجمهورية استئناف الدخول المدرسي بتوصيات شديدة وقوية وصارمة”.
وبخصوص اقتناء اللقاح المضاد لفيروس كوفيد- 19, جدد بن بوزيد استعداد الدولة لاستيراده عند توفر كل الشروط اللازمة في هذا اللقاح بعد التفاوض مع المخابر التي لديها لقاح «فعال» بالشكل الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة ومجموعة «كوفاكس» التي انخرطت فيها الجزائر لتأمينه لمواطنيها. كما كشف الوزير عن وجود اتصالات مع كل المخابر العالمية التي نجحت في تطوير اللقاح، وهي في تجارب جد متقدمة قبل إطلاقه.
لا وفيات بسبب استخدام الكلوروكين
من جانبه، نفى البروفيسور إلياس رحال عضو لجنة رصد و متابعة فيروس كورونا، تسجيل وفيات بسبب بروتوكول العلاج بالكلوروكين. و قال البروفيسور رحال، خلال فوروم الإذاعة، أنه لم يتم لحد الساعة تسجيل وفاة أو شكاوي لأعراض جانبية خطيرة، حيث تتمثل أغلب الأعراض في القيء أو الإسهال. بدوره أكد جمال فورار، تماثل 49 ألف مصاب بكورونا للشفاء بعد استعمال بروتوكول العلاج الذي اعتمدته وزارة الصحة والذي يستخدم دواء الكلوروكين ومضادات حيوية.
وأكد البروفيسور رحال، أنه تم تطبيق تعليمات الوزير من خلال توفير الأدوية التي هي موجودة في المستشفيات، بالإضافة إلى المضادات الحيوية ودواء تخثر الدم الذي عرف بعض التذبذبات، غير أن هناك اليوم 3 علامات للمنتوج. كما أشار المتحدث لوجود تذبذبات للتنظيم في مستشفيات العاصمة، غير أنه منذ 10 أيام تحسنت الوضعية.
  120 حالة وفاة و9146 إصابة وسط الأطقم الطبية
وكشف الدكتور جمال فورار الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، عن تسجيل 120 حالة وفاة و 9146 إصابة بوباء كورونا مسجلة منذ بداية الجائحة  في صفوف الأطقم الطبية و الإدارية عبر الوطن.
وقال جمال فورار، إنه يوجد عدد قليل من الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا مجددا بعد التعافي منه. وأضاف الدكتور فورار إنه “لا توجد لدينا حاليا حالات مماثلة، وعبر العالم توجد حالات تحسب على الأيادي لمرضى أصيبوا بالوباء أكثر من مرة”. وأشار الدكتور فورار، إلى أن هناك دراسات متواصلة، حول إمكانية إصابة المتعافين من الفيروس التاجي، مرة أخرى.                   ع سمير

الرجوع إلى الأعلى