* المغرب يقوم بهجومات سيبيرانية على الجزائر بمساعدة أجنبية
أكد المحلل السياسي البروفيسور إدريس عطية ، أن المغرب يمتهن الكذب والمخادعة وتزييف التاريخ حول العديد من الحقائق ، كما أنه يقوم بالكثير من المناورات و بكل الأساليب الدنيئة، سواء في المحافل الدولية أو من خلال استعماره للصحراء الغربية وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان واستنزافه المستمر لثروات الشعب الصحراوي مضيفا أن الملك المغربي  يريد أن يقدم كل شيء من أجل بقاء عرشه، كما أشار من جهة أخرى، إلى أن دول المنطقة  تعاني من هشاشات مركبة وهذا ما يثقل الأمر على الجزائر ويضعها في قلب الإعصار من أجل  حماية حدودها ومجتمعها .
rالنصر : يشهد المحيط الجهوي مخاطر عدة  خاصة في الفترة الأخيرة،  سيما بعد السلوكات الخطيرة التي قام بها نظام المخزن،  كيف تقرأون هذه التهديدات؟
إدريس عطية : هناك تهديدات مركزة تعاني منها الجزائر سواء من خلال المزاعم المغربية التاريخية والتي لا وجود لها في المنطقة ولا أساس لها، لأن المغرب يمتهن الكذب والمخادعة وتزييف التاريخ حول العديد من الحقائق وهو يتمسك بأوهام لا أساس لها، وبالتالي المغرب يعتبر عدو كلاسيكي بالنسبة للجزائر، لكن هذا العدو مد أدرعه و ارتبط بعدو آخر واضح وهو الكيان الصهيوني الذي لا يريد خيرا للجزائر منذ وجود هذا الكيان كوحش كاسر في العالم العربي ، وبالتالي اختيار المغرب لمقاربة انفرادية لتحقيق أمنه على حساب المقاربات الجمعية المغاربية هو خرق كامل للتصورات المغاربية وللجهود المغاربية في مجال حماية الحدود أو حماية أمن المنطقة في إطار مغاربي مشترك وبالتالي تقريب عدو آخر والمتمثل  في الكيان الصهيوني ووضعه بجوار الحدود الجزائرية خاصة في الجهة الغربية وهذا إلى جانب أن المغرب في وقت سابق يقوم بالكثير من المناورات ويقوم بكل الأساليب الدنيئة، سواء في المحافل الدولية أو من خلال استعماره للصحراء الغربية وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان واستنزافه المستمر لثروات الشعب الصحراوي .
من جانب آخر ، تونس تعاني دائما من هشاشة سياسية  وأمنية واقتصادية وهي تخضع للعديد من التجاذبات، ونفس  الشيء ينسحب على ليبيا  التي لحد الآن لا تزال  بعيدة على خارطة طريق واضحة المعالم من أجل حلحلة الصراع في ليبيا والخروج نحو بناء دولة عصرية في ليبيا  ، نفس الشيء بالنسبة للهشاشة الأمنية وحالة الفراغ السياسي  والأمني  إلى جانب عدم الاستقرار السياسي في دول الساحل الإفريقي سواء  في مالي أو النيجر  وأيضا  بالنسبة لتشاد ونفس الشيء بالنسبة لموريتانيا ، كل  هذه الدول تعاني من هشاشات مركبة وهذا ما يثقل الأمر على الجزائر ويضعها في قلب الإعصار من أجل  دائما حماية حدودها وحماية مجتمعها .
وينبغي أيضا الإشارة، إلى أن المغرب يقوم بهجومات سيبرانية على الجزائر، لأنه يستعمل كل ما لديه من أساليب وحتى بمساعدة بعض الأطراف الدولية الموالية له اليوم من أجل تمرير مشروعه الوهمي نحو الصحراء الغربية ومن أجل إضعاف الجزائر وإلهاء الجزائر بنفسها، في حين أنه يتغافل عن مشاكله الداخلية، سواء المشاكل التي أصبحت مرتبطة بشكل واضح بالعرش  الملكي في المغرب أو بالمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المغربي، مثل انتشار الآفات الاجتماعية المختلفة أو فيما يتعلق بإنتاج المخدرات أو محاولة تصديرها بكل الأساليب وكل الطرق لإغراق شعوب المنطقة، بما فيها إغراق الشباب الجزائري في الإدمان  وفي تعاطي المخدرات ، وأيضا فيما يتعلق بارتفاع نسب الفقر والشعوذة والدعارة، وكلها مشاكل اجتماعية قد تفجر الأوضاع في المغرب، وهذا ما ينبغي أن نركز عليه، أن المغرب يعاني من مشاكل كثيرة  و أن المجتمع المغربي يعاني من مشاكل جمة على كل المستويات وخاصة اليوم  أن حكومة المغرب هي حكومة إخوانية والتي  وقعت في إحراج كبير جدا أمام نظيراتها من الفاعلين  أو من الأحزاب الإخوانية في الدول العربية والإسلامية ، في ظل أن الملك يريد أن يقدم كل شيء من أجل بقاء عرشه .
و ينبغي  دائما التنويه أن نكون فاعلين حقيقيين  وأن لا نبقى في موقع الدفاع ضد استراتيجيات الآخر وإنما ينبغي أن تكون لنا استراتيجيتنا الخاصة، إما لإضعاف الخصم أو لإيقاع هزائم بالعدو بطريقة أو بأخرى .    
rالنصر : ما تحليلكم لتطبيع نظام المخزن  مع الكيان الصهيوني؟
إدريس عطية : محاولة جلب الكيان الصهيوني وتقريبه من الحدود الجزائرية هو تطبيع مقابل تطبيع واحتلال يؤيد احتلال فالقضية الفلسطينية  واضحة  والإشكال أن المغرب أراد أن يفصل بين القضيتين، اعترافه بالكيان الصهيوني وتطبيعه معه مع تمسكه بالقصية الفلسطينية واعتقد أن هذا التصور صفري ، لأن الاعتراف بالكيان الصهيوني هو اعتراف أيضا  باحتلال الكيان الصهيوني أو بسيادة الكيان الصهيوني  على هذه الأراضي  .
rالنصر :  ماذا تقولون بخصوص قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية  ؟
إدريس عطية : تصورات أو تصريحات ترامب  هي تصريحات رئيس منتهية ولايته مرفوض شعبيا ارتبط عضويا بالكيان الصهيوني ولكن واقعيا فإن القادة الجدد في البيت الأبيض هم يعولون على سياسة خاصة بهم وعلى توجهات  منطقية تحفظ مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنتظم الدولي الجديد وتحفظ مكانة الولايات المتحدة الأمريكية  أمام الصين وبالتالي القضية الصحراوية بإمكانها أن تعود بقوة ، سواء في الإطار الإفريقي من خلال الاتحاد الافريقي أو أيضا  في الإطار الدولي ومحاولة  التطبيع هي محولات يائسة وربما غي نهاية المطاف قد نجد أن المطبع المغربي أضاف نقطة لصالح إسرائيل، لكنه خسر نقاط كثيرة وبالتالي في المحصلة هي نقاط ستكون لصالح القضية الصحراوية، لأنه أبان حقيقة على أه سوف يقايض من أجل استمرار عرشه واستمرار نظام المخزن بدل سقوطه   .
وترامب مرتبط بمشروع صفقة القرن، لكن الشيء الإيجابي أنه عرى مواقف الكثير من الدول العربية،  فكل الدول التي أعلنت التطبيع اليوم هي كانت تطبع مع الكيان الصهيوني في الخفاء وكانت لها استراتيجيات وكانت لها  مصالح، لكن الشيء المفيد اليوم،  نحن كجزائريين يجب أن نعرف ونعيد النظر في سياساتنا العربية العربية ونعرف مصالحنا حقيقة ونعمل على إعادة تعريف أهدافنا وأن نضع مخططا حقيقيا سواء أمني أو  استراتيجي أو  فيما يتعلق بدبلوماسيتنا الخارجية من أجل  تفعيل مفهوم المصلحة الوطنية بشكل كامل، أما  فيما يخص ترامب  كما أشرت هو رئيس منتهية ولايته يقوم بما بدأه ويسابق الزمن لكشف ما ينبغي كشفه خاصة أمام هذه الدول العربية التي تريد إسرائيل اخضاعهم والتطبيع مع إسرائيل يعني الخضوع  المنطقي والميداني لإسرائيل ولسيدتها الولايات المتحدة  الأمريكية .
 حاوره: مراد-ح

الرجوع إلى الأعلى