أكد نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرحمان بن فرحات، أمس، على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية ، وأضاف أن هذا التحصين يكون بتقوية اللّحمة الداخلية بتطهير العملية السياسية وجعلها عملية شفافة وتتم في نزاهة كبيرة جدا من أجل بناء مؤسسات لها صداقية شعبية، مشيرا إلى  تواصل  الحركة مع مجموعة من الأحزاب وتبادل الرأي والنظر في المخرجات من أجل دعم الصف الداخلي ومواجهة كل التحديات الخارجية وفي الجانب الاقتصادي  -كما أضاف-، لابد من حوار جاد والبحث عن بدائل اقتصادية خارج الريع باشراك الجميع من خبراء ، سياسيين ، اقتصاديين ، أكاديميين وفتح المجال لكل من له القدرة على العطاء و الأداء في هذا الجانب.  
النصر: التقى وفد من حركة حمس  الخميس الماضي مع قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية، هل لديكم مبادرة سياسية جديدة، في ظل التطورات الداخلية والتحديات الخارجية؟  
عبد الرحمان بن فرحات: نحن الآن في إطار آخر وهو تقوية الجبهة الوطنية ، الجبهة الداخلية للجزائريين في مواجهة التحديات الخارجية ، حيث أن هناك تحديات كبيرة  إقليمية ودولية وغيرها ، وتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني من جهة ، والإشكالات الموجودة في ليبيا ومالي ودول الساحل بصفة عامة وهو ما يحتم علينا تقوية الجبهة الداخلية كجزائريين بغض النظر عن التنافس الحزبي ، ولكن هذه الجبهة الداخلية تقوى بالجلسات واللقاءات والحوار المفتوح، لذلك كانت الندوة الأخيرة التي نظمتها مجموعة من الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني وشخصيات وطنية أيضا، السبت الفارط وعلى إثرها نحن في تواصل مع مجموعة من الأحزاب ونتبادل الرأي وننظر في المخرجات من أجل دعم صفنا الداخلي ومواجهة كل التحديات الخارجية ، فكان هذا اللقاء الأخير مع  قيادة الأفافاس يوم الخميس الفارط ، حيث كان لقاء ايجابيا ووجدنا كثيرا من وجهات النظر المتطابقة ، تعزيز الوحدة الداخلية الوطنية والابتعاد عن المناكفات سواء العرقية أو الجهوية  أو التكتلية  بهدف واحد ووحيد وهو أن الجزائر تبقى صامدة ولها قيمتها ووزنها، كما تشاورنا في بعض الملفات الأخرى ، الراهن السياسي ، الانتخابات القادمة ، والتحديات ككل الموجودة ، ونحن منفتحين على كل الأحزاب ونلتقي في كل مرة مع الأحزاب السياسية ، وعندما نجد أن الطبقة السياسية ينتابها نوعا من الفتور نتحرك ونحرك  وهذا أمر عادي، والأكيد أنه ستكون هناك لقاءات أخرى مع تشكيلات سياسية أخرى مستقبلا.   
النصر : ماهي الأولويات في رأيكم لتحصين وتقوية الجبهة الداخلية، في ظل التحديات القائمة ؟
عبد الرحمان بن فرحات:  الأولويات بالدرجة الأولى، هي أن نحدث تقاربا كبيرا في القناعات تجاه التحولات السياسية ،  مثلا نحن مقبلين عن انتخابات قادمة وأهم شيء والقاسم المشترك بيننا هو أن تكون انتخابات  في الشفافية وتحقق المصداقية الكاملة بدون الوقوع  في الشراك المعروف  المتمثل في التزوير والاصطفاف وخدمة هذا على حساب الآخر، فيجب بناء مؤسسات لديها الشرعية وعندها قيمة تحدث الثقة المتبادلة بين المواطن وبين المسؤول، والجانب الثاني هو الجانب الاقتصادي ، فبالضرورة  أن يكون هناك حوار، فلا يمكننا الحديث عن الجانب الاقتصادي المبني على رؤية جهة واحدة فقط ، وبالتالي يجب أن يكون حوار اقتصادي ، بالنظر إلى الإشكاليات الموجودة وهي ضعف الموارد المالية ، تراجع قيمة العملة، تآكل احتياطي الصرف،  وغيرها ، والبحث عن اقتصاد بديل، هذا الأمر لا يمكن أن يتأتى من رؤية وزاوية واحدة، فيجب أن ينخرط الجميع في التفكير و استراتيجية للبحث عن مخارج لهذا الوضع الاقتصادي .
النصر :  كيف يتجسد في رأيكم المشروع الوطني الجامع   الذي ترافعون من أجله ؟
عبد الرحمان بن فرحات :  المشروع الوطني الجامع هو المشروع الذي لا يكون فيه إقصاء ، بحيث تتبلور الآراء ويكون التقارب بين الناس  ويكون تعاون من أجل إيجاد صياغة تقاربية في الرؤية والكليات الكبرى وتبقى  الأمور الأخرى كل واحد يحتفظ برأيه ويحتفظ بمنطق أدائه وعمله.  
النصر : تطبيع  المغرب مع الكيان الصهيوني يزيد من خطورة التحديات الخارجية،  كيف تقرأون ذلك ؟
عبد الرحمان بن فرحات:  أي مطبع مع الكيان الصهيوني سواء  كان المغرب أو كان من كان، نحن نرفض ذلك رفضا كليا، لأن الكيان الصهيوني هو كيان دخيل وسارق لأرض ووطن ولمقومات ولشعب ولأمة وبالتالي لن نتسامح على الإطلاق في موضوع التطبيع  وهذه قناعتنا في حركة مجتمع السلم ولا نحيد على هذا على الإطلاق ونقر أن أي تطبيع مع هذا الكيان الصهيوني هو إضعاف للبلد وإضعاف للأمة العربية والإسلامية بالجملة .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى