قدم المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي عبد الحفيظ ميلاط أمس تقييما إيجابيا لتقدم تنفيذ البرامج عبر عديد الجامعات، التي بلغت أسبوعها الخامس من الدراسة، بفضل نجاح المزاوجة بين التعليمين الحضوري وعن بعد، متوقعا إنهاء السداسي الأول في ظروف عادية شهر مارس المقبل.
وقال عبد الحفيظ ميلاط في رده على استفسارات «النصر» بشأن التقدم الذي أحرزته مختلف المؤسسات الجامعية في تنفيذ البرامج منذ انطلاق الموسم الجاري، إن الوضع يبعث على الارتياح، لأن الكثير من المؤسسات الجامعية حققت لحد الآن ما بين 4 إلى 5 أسابيع من الدراسة عبر التعليم الهجين، أي الحضوري وعن بعد، مما يؤشر إلى إمكانية إنهاء السداسي الأول وإجراء الامتحانات شهر مارس المقبل.
وتوقع الأستاذ ميلاط إنهاء الموسم الجامعي في الموعد دون الحاجة إلى تقليص أو اختصار البرامج الدراسية لمختلف التخصصات خلافا للموسم المنصرم، بفضل التحكم الجيد في البروتوكول الصحي، مما حال حسبه دون تسجيل بؤر للوباء، ما عدا بعض الإصابات المنعزلة، أغلبها لم يكن مصدرها الاحتكاك ما بين الطلبة، بل المحيط الخارجي.
وأوضح المصدر بأن الحد الأدنى للدراسة خلال السداسي الواحد  هو 12 أسبوعا، أما الحد المسموح به في الظروف الاستثنائية هو 10 أسابيع فقط، وبالنظر إلى التقدم الذي أحرزته العديد من المؤسسات الجامعية التي حققت إلى غاية اليوم ما بين 4 إلى 5 أسابيع من الدراسة، وبعضها دخلت الأسبوع السادس، يمكن الحديث عن إنهاء السداسي الأول في أريحية تامة شهر مارس القادم، دون الحاجة إلى تقليص البرنامج.
وأكد المصدر التحكم في المزاوجة ما بين التعليم الحضوري وعن بعد، وفي تفويج الطلبة، والتداول فيما بينهم على القدوم إلى الجامعة لتلقي الدروس الحضورية في إطار الإجراءات الوقائية التي تم ضبطها من طرف القطاع بعد تشاور مع الشركاء الاجتماعيين، من ضمنهم المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، مما خفف الضغط على المؤسسات الجامعية والإقامات وحتى النقل الجامعي، وقلص فرص التواجد المكثف للطلبة في آن واحد وفي نفس المكان.
وتجري المحاضرات وفق المتحدث في نفس التدابير الوقائية، من بينها التباعد الجسدي، وقياس حرارة الطالب قبل الدخول إلى المدرج، وفي إطار نظام التفويج، وسمحت هذه التدابير، رغم  بعض النقائص بإنجاح انطلاق الموسم الحالي وفق الأستاذ عبد الحفيظ ميلاط، بعد أن كانت بعض الأطراف تلوح بالسنة البيضاء، بدعوى خطورة الوضع الصحي، واستحالة العودة إلى مقاعد الجامعة في ظل استمرار الوباء.
وأضاف المتحدث بأن السنة الجامعية الحالية استثنائية لا يجب مقارنتها بالمواسم الماضية، وأن النتائج المحققة منذ عودة الطلبة بعد أشهر من الحجر الصحي  يمكن تقييمها بالمقبولة، لأن الدراسة تم استئنافها رغم كل المخاوف، والبرامج تسير بوتيرة مرضية دون خوف من حدوث الكارثة، بفضل تضافر الجهود من أجل استعادة الحياة الطبيعية بصورة تدريجية.
وفيما يتعلق بظروف الدراسة عن بعد ومدى تأقلم الأساتذة والطلبة مع هذه الطريقة الجديدة التي فرضتها الجائحة، مع أنها كانت معتمدة من طرف عديد الدول منذ سنوات، أوضح المنسق الوطني لنقابة كناس، بأنها تسير بوتيرة متفاوتة، بحسب إمكانات المؤسسات الجامعية، لكنه أكد بأن العائق لا يكمن فقط في سرعة تدفق الأنترنيت، الذي يمكن معالجته بموجب اتفاقية ما بين قطاعي الجامعات والبريد، وإنما في ضرورة توفير وسائل الإرسال والتلقي.
وأفاد ميلاط في هذا السياق بأن إنجاح التعليم عن بعد بالشكل المطلوب يفرض تجهيز المعاهد باستوديوهات مجهزة بالكاميرات والوسائل التقنية للبث المباشر، مع حصول الطلبة على أجهزة استقبال، لتحسين الصورة والصوت وتفادي الانقطاعات، قائلا إن الكثير من الدروس لا تبث مباشرة بسبب نقص الوسائل، ما عدا بالنسبة للجامعات الكبرى.
وتعد جائحة كورونا وفق رأي عبد الحفيظ ميلاط فرصة لتدارك بعض الجوانب، والنهوض  بالتعليم الهجين، بالنظر إلى التوقعات التي تشير إلى ارتفاع مرتقب في عدد الطلبة الجامعيين في آفاق 2030 ليبلغ 3 ملايين طالب، لذلك وجب اعتماد التقنيات الحديثة لتقليص نفقات الإيواء والإطعام والنقل، وتوجيهها لتحسين الأداء البيداغوجي للمؤسسات الجامعية.  
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى