ناشد أمس، الباحث في التاريخ، الدكتور علاوة عمارة من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، الأمين العام لوزارة المجاهدين و والي قسنطينة بضرورة تصنيف إسطبل احتضن الاجتماعات السرية لقادة الحركة الوطنية وثورة نوفمبر في بلدية زيغود يوسف، بعد أن أصبح في وضعية مزرية، في حين أحيت السلطات المحلية والجامعة ذكرى استشهاد ديدوش مراد وعرضت سيرته.
وجاءت مداخلة الدكتور علاوة عمارة في سياق إحياء الذكرى السادسة والستين لاستشهاد ديدوش مراد بعد معركة مع القوات الاستعمارية في منطقة وادي بوكركر في بلدية زيغود يوسف يوم 18 جانفي 1955، حيث استعان فيها بالمصادر الأرشيفية، على غرار التقارير الأمنية والقضائية الاستعمارية، ومصادر أخرى، وأوضح أن مرحلة دراسة الشهيد في قسنطينة بين سنتي 1942 و1943 غامضة وغير معروفة، مشيرا إلى أن الاستعانة بالأرشيف المدرسي قد تكشف عن جوانب مختلفة منها وطبيعة ما كان يدرسه، في حين لفت انتباه الأمين العام لوزارة المجاهدين و والي قسنطينة والحضور إلى أن إسطبل الشهيد محمد الصالح بن ميهوب الذي شكل مقر اجتماعات حزب الشعب وحركة انتصار الحريات الديمقراطية منذ سنة 1942، كما قضى الشهيد ديدوش مراد بعض الأوقات فيه وتردد عليه عدة مرات، لم يتم تصنيفه ويعرف وضعية مزرية حاليا، وعرض صورا عنه  تعود إلى 2016.
وذكر نفس المصدر أن السلطات الاستعمارية قد استشعرت أن أمرا ما يُدبر خلال الأشهر التي سبقت اندلاع الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن ديدوش مراد أصبح من القادة التاريخيين للمنظمة الخاصة في الشمال القسنطيني منذ عام 1948، بعدما أرسله محمد بلوزداد بالاتفاق مع محمد بوضياف لقيادة المنظمة الخاصة في المنطقة المذكورة، كما اعتبر أن الفضل يعود إليه، إلى جانب العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد في إرساء قواعد المنظمة وتأسيس المجموعات والهيكلة العامة، ما جعله حاضرا بقوة في المادة الأرشيفية باسمه المستعار «سي عبد القادر»، مثلما أكد الباحث. وتحدث نفس المصدر عن الأسماء المستعارة التي اعتمد عليها الشهيد ديدوش مراد خلال نشاطه الثوري والأعمال التي قام بها، فضلا عن الوثائق المزورة التي استعملها للتنقل وبطاقات الهوية المزورة التي وفرها لقادة كبار للثورة، على غرار أحمد بن بلة.
وذكر مدير جامعة الأمير عبد القادر، الدكتور السعيد دراجي، في كلمة افتتاحية، أن الاحتفال يندرج في إطار اتفاقية مبرمة بين الجامعة ومديرية المجاهدين لولاية قسنطينة، فيما اعتبر والي قسنطينة، أحمد عبد الحفيظ ساسي، اللقاء مندرجا ضمن جهود الدولة في الحفاظ على الذاكرة التاريخية، مثلما ينص عليه الدستور، وذكر أن السلطات المحلية ستحيي مئوية ميلاد قائد الولاية التاريخية الثانية الشهيد زيغود يوسف، يوم 18 فيفري، ليضيف أن السلطات ارتأت «الجمع بين رفقاء السلاح في مناسبة أخرى لإعلان عقد تأسيس مؤسسة الشهيد زيغود يوسف»، وصرح أنها تصب في مسار الحفاظ على ذاكرة الثورة وتلقينها لأجيال الغد، فيما أوضح أن إحياء مئوية الشهيد سيكون بمشاركة جميع الفاعلين من الوزارة والمجاهدين والجامعة.
وصرح الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ممثلا عن وزير المجاهدين، أن ذكرى استشهاد ديدوش مراد تتزامن مع الذكرى الحادية والستين لإنشاء هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني باعتبارها مؤسسة من مؤسسات الثورة التحريرية، واعتبر أنها أدت دورا رئيسيا في دحر الاستعمار إلى غاية تحقيق الاستقلال، فضلا عن مساهمتها في تكوين إطارات لبناء الجزائر المستقلة.
وذكر الأمين العام للوزارة أن ديدوش مراد كان من أبرز أعضاء المنظمة الخاصة، متحدثا عن مسيرته النضالية، في حين أوضح أن الاحتفال بمئوية ميلاد زيغود يوسف تتزامن مع ذكرى يوم الشهيد، مشيرا إلى أنها تتضمن برنامجا ثريا. ونبه نفس المصدر أن «الوثبة التنموية في الجزائر ستتحقق بفضل التعهدات الأربعة والخمسين لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون»، كما دعا الطلبة إلى «المساهمة في بناء الجزائر الجديدة واستلهام القيم من الشهداء». وقدمت المجاهدة زكية بوشريحة، شهادة عن الشهيد ديدوش مراد، عندما كان يزور شقيقها المجاهد بولعراس بوشريحة في منطقة «السمندو» خلال طفولتها.                 سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى