استحضر وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أمس صفحة منيرة من صفحات الدبلوماسية الجزائرية وجهودها من أجل إحلال الأمن والسلم في مختلف مناطق العالم، و هذا بمناسبة مرور 40 سنة على إنهاء أزمة الرهائن الدبلوماسيين في إيران سنة 1981.
وذكّر بوقدوم في تغريدة له أمس عبر صفحته على  «تويتر» بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية الجزائرية بقيادة المرحوم، محمد الصديق بن يحيى، من أجل إنهاء أزمة الدبلوماسيين الأمريكان في طهران بسلام، قائلا:«أربعون سنة تمر على إبرام اتفاق الجزائر الذي سمح بإطلاق سراح 52 دبلوماسيا أمريكيا كانوا محتجزين في طهران، كان ذلك ثمرة وساطة شاقة قامت بها بلادنا وأشرف عليها المرحوم والشهيد، محمد الصديق بن يحيى، وزير الشؤون الخارجية وطاقم دبلوماسي من خيرة أبناء الجزائر».
إذن وبعد مدة 444 يوما من الاحتجاز تمكنت الدبلوماسية الجزائرية في 20 يناير 1981 من  إنها أزمة الدبلوماسيين الأمريكان الذين كانوا رهائن لدى النظام الإيراني الجديد في ذلك الوقت، وهذا بعد اقتحام مبنى السفارة في الرابع نوفمبر 1979  في خضم ما عرف بالثورة الإيرانية.
وقد كللت الوساطة التي قادها في ذلك الوقت وزير الشؤون الخارجية المرحوم محمد الصديق بن يحيى بنتائج إيجابية، وتم نقل جميع الرهائن سالمين عبر طائرة للخطوط الجوية الجزائرية إلى مطار الجزائر ومن هناك عادوا إلى بلادهم.
 وقد تقدم الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغن بشكر خاص للجزائر حكومة وشعبا على الجهود التي بذلتها من أجل إنهاء ما عرف بأزمة الرهائن.
 وبهذه المناسبة استذكر أحد الدبلوماسيين الأمريكان الذين كانوا محتجزين هناك ظروف عملية إنهاء تلك الأزمة، وقدم عبر رسالة مصورة الشكر والعرفان للجزائر ولشعبها.
 وقال جون ليمبرت، الذي كان محتجزا داخل السفارة الأمريكية في ظهران والذي عمل فيما بعد دبلوماسيا في الجزائر في رسالته الصوتية التي بثها عبر صفحته الخاصة على موقع «فايس بوك» و التي حملت عنوان» شكرا الجزائر» ، « أريد أن أشكر حكومة وشعب الجزائر على عملهم الإنساني والدبلوماسي في ذلك الوقت، وكواحد من الرهائن لن أنسى أبدا الخدمة التي قدمها زملاؤنا الدبلوماسيين الجزائريين على غرار السفير الراحل رضا مالك، في واشنطن والسفير عبد الكريم غريب بطهران».
وأضاف» لا يمكنني أن أنسى الأطباء الجزائريين في طهران وطواقم طائرات الخطوط الجوية الجزائرية التي نقلتنا من إيران والاستقبال الحار الذي حظينا به على الساعة الثالثة صباحا في يوم بارد من شهر يناير في مطار هواري بومدين».
وذكر الدبلوماسي الأمريكي بأنه «وبعد خمس سنوات من ذلك كان له شرف العمل كسكريتير أول في السفارة الأمريكية في الجزائر», مضيفا «لن ننسى أنا وعائلتي اللطف و الضيافة التي لمسناها من الشعب الجزائري».
 وختم جون ليمبرت رسالته للجزائريين يقول:« وبعد أربعين سنة من ذلك اليوم المصيري, ما زالت أتذكر لطف واحترافية الأصدقاء الجزائريين.. لن أنسى أبدا خدمتكم وصداقتكم مع أطيب تمنياتي للشعب الفخور في هذا البلد الجميل».
استذكر بوقدوم هذه الصفحة الخاصة من صفحات الدبلوماسية الجزائرية في العقود الماضية والجزائر تعمل في الوقت  الحاضر من أجل ذات الأهداف والغايات على الصعيد الجهوي والدولي، و هي اليوم تبذل المزيد من الجهود من أجل إحلال السلم والأمن في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل التي تعج بأزمات خطيرة منها الأزمة الليبية على وجه الخصوص، والوضع في منطقة الساحل بكل تعقيداته، وأيضا الكفاح والثبات على الموقف الداعم لحق الشعوب في تقرير مصيرها و منها الشعب الصحراوي والشعب الفلسطيني.
إ-ب

الرجوع إلى الأعلى