حث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، الشباب من تلاميذ وطلبة في المدارس والجامعات ومراكز التكوين على شق "طريقهم نحو التألق والنجاح بالاجتهاد والعلم ومكارم الأخلاق".

و في رسالة قرأتها نيابة عنه ، وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة بمناسبة إحياء يوم العلم بالمكتبة الوطنية، قال السيد تبون: "إننا ونحن نحتفل بذكرى يوم العلم، نرفع نداءنا عاليا إلى بنات وأبناء الجزائر ليجعلوا من أيامهم كلها احتفالا بالعلم ، وسعيا وراء كل جديد في عالم المعرفة والإبداع والتكنولوجيا".

 كما ذكر رئيس الجمهورية بمناسبة يوم العلم -- و هو أحد "أهم الأيام في الذاكرة الوطنية" -- بدور الشيخ عبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلماء وشيوخ الزوايا الأجلاء "في الحفاظ على هوية الأمة ، وتراثها ومكونات الشخصية الوطنية ، ومحاربة الأساليب التدجيلية"، مبرزا أن الشعب الجزائري "يتطلع اليوم متمسكا بهويته ومعتمدا على طاقاته، إلى سياسات ناجعة للتعامل مع إشکالات الحاضر وتحديات الغد، تقوم على الاستثمار الحقيقي في الإنسان، باكتساب العلم والمعرفة، والتحكم في التكنولوجيا وخوض عالم المعلوماتية والاتصالات...".

"لقد كان هذا التوجه - يضيف قائلا- أحد أهم تعهداتنا التي باشرنا ترجمتها بالسعي إلى استجماع شروط نهضة حقيقة، عمادها الثروة الأساسية في البلاد، ثروة تتمثل في أزيد من 10 ملايين تلميذ يتابعون دراستهم في المؤسسات التربوية، وأكثر من مليون ونصف المليون طالب يرتادون جامعاتنا ومدارسنا العليا".

وقال رئيس الجمهورية : "لقد اتخذ شعبنا من تاريخ رحيل العلامة المصلح المجدد الشيخ عبد الحميد بن باديس يوما رمزيا للاحتفاء بالعلم والعلماء ، ودأب على ذلك، مکرسا هذا التقليد منارة، تذكرنا بمرحلة من تاريخ الأمة حيث انبرى شيخنا العلامة ومن معه من رجال نهلوا من العلوم وأحبوا الوطن ، متصديا لمخططات استعمارية حاقدة استهدفت طمس الهوية الوطنية، وهدم ركائزها: عقيدة ولغة وثقافة، منطلقا في هذا النهج الوطني الأصيل من محاربة الجهل والأمية وفضح الأساليب الماكرة لإشاعة الانحرافات والشعوذة وساعيا إلى تحرير العقل واستنهاض الهمم بسلاح العلم".

وفيما يخص الاستحقاقات السياسية المقبلة،  أكد رئيس الدولة "إن المسار الديمقراطي هو اختيار الجزائر السيدة الحرة وهو إلى جانب تثبيت دعائم السلم والأمن من الأهداف المرتبطة بالمصلحة العليا للبلاد التي نتوخي تجسيدها بتظافر جهود مؤسسات الدولة، والطبقة السياسية، وفعاليات المجتمع المدني".

وفي هذا الصدد دعا رئيس الجمهورية "كافة الشعب الجزائري، بكل شرائحه وفئاته إلى التعبير بكامل الحرية وبأسمى الطرق الحضارية عن اختياره لممثليه، ونحن على أبواب استحقاقات سياسية في ظل تحديات داخلية وخارجية تستوقف الجميع، لتغليب مصلحة الوطن عن ما سواها من النزعات والاعتبارات الضيقة"، معربا عن ثقته "من أن بنات وأبناء الجزائر سيمضون إلى وضع هذه اللبنة الأساسية في مسار بناء جزائر جديدة، ولن ينال من عزمهم خداع أولئك الذين سقطوا في وحل محاولات زعزعة الاستقرار، وبث الفرقة".

كما نوه السيد تبون "بجهود الوطنيين المخلصين وتثمين وقوف الشباب بالتزامه الوطني ووعيه بالرهانات الحالية، في وجه تكالب المساعي العدائية التضليلية، ومخططاتها التآمرية الرامية إلى المساس بتماسك الشعب الجزائري وقداسة الوحدة الوطنية".

الرجوع إلى الأعلى