أكد المكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية، إبراهيم مراد، أن الدولة تمكنت من تجسيد 52 بالمئة من المشاريع المسجلة في إطار مناطق الظل، بفضل استغلال الولاة لميزانيات خاصة بمخلفات مشاريع قديمة لم تنطلق، واصفا التغييرات التي تحدث بهذه المناطق بالثورة الحقيقية، متوقعا حدوث نزوح عكسي من المدينة إلى الريف، بعد أن أصبحت الظروف مواتية.
وصرح إبراهيم مرّاد، خلال زيارة قادته أمس، إلى مناطق الظل بولاية قسنطينة، أن رئيس الجمهورية يولي اهتماما بالغا لمناطق الظل، ويعرف أن هناك إجحافا في حق سكان الريف، مضيفا أن قرابة 8 ملايين مواطن عاشوا على هامش التنمية سابقا، حيث لم يكن حينها أحد يولي اهتماما بالريف. وأكد المتحدث أن الظروف في مناطق الظل، وعدد المشاريع الكبير جدا سواء المنجزة أو قيد الإنجاز، جعلت الريف يعيش «ثورة حقيقية»، موضحا أنه لم يكن يتوقع تحقيق كل تلك الإنجازات في ظرف وجيز لم يفق السنة، وذلك عبر كامل القطر الوطني.
وواصل في نفس السياق، بأن الدولة حددت سنة 2021 مبلغ 599 مليار دينار كحاجيات مناطق الظل من مشاريع، وتم تغطية 52 بالمئة منها، مضيفا أن الظروف المتوفرة حاليا في المناطق الجبلية والمعزولة، ستعجل بعودة أبناء الريف إلى مناطقهم، موضحا أنه يتوقع نزوحا عكسيا من المدينة إلى الريف بما أن أبناء القرى يفضلون العودة للسكن  وممارسة نشاطهم الحقيقي، في مكان به طرقات وكهرباء وغاز ومياه ومؤسسات تربوية وغيرها.
و لم يتم تخصيص مبالغ مالية من الدولة من أجل تجسيد المشاريع بمناطق الظل خلال سنة 2020، حسب المتحدث، الذي أضاف أن بعض المسؤولين ظنوا أن الدولة ستمول المشاريع، فراحوا حسبه يرفعون من عدد المناطق من أجل الاستفادة من غلاف مالي كبير، ولكن رئيس الجمهورية ألزم، مثلما أضاف، الولاة بالتكفل بجلب المصدر المالي، لتمويل المشاريع، وجعلهم يعيدون مراجعة البطاقات التنموية على مستواهم، ووجدوا مستحقات فائضة من المشاريع القديمة والتي لم تنجز منذ سنوات، حيث وجهوا تلك المبالغ إلى مناطق الظل ما سمح بتغطية عديد العمليات.
وأوضح مرّاد، بخصوص إعادة تحيين بعض المناطق غير المصنفة كمناطق ظل، من أجل إعادة تصنيفها، أنه تم فتح تطبيقة لمدة شهر، ابتداء من تاريخ 30 أفريل المنقضي، سمحت للولاة بأن يقوموا بتحيينها وإدراج بعض المناطق التي لم يدرجوها في المرة الأولى، في المقابل تسمح العملية بنزع مناطق أخرى تقع بجوار مناطق عمرانية.
وعدد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بمناطق الظل، إيجابيات الاهتمام بالمناطق الريفية، موضحا أنها أتت بثمارها، مشيرا إلى أنها مكنت من فتح ورشات بالآلاف، وبالتالي فتحت مناصب شغل لأبناء المنطقة، على مستوى كل الريف وهو ما لم يحدث من قبل، كما أصبح الريف حسبه، في كثير من الولايات مزود بالكهرباء والغاز والمياه والطرقات المعبدة، وغيرها من الظروف التي تميز المدينة. وأضاف مراد، أن الظروف المثالية جعلت من المواطنين يستغلون المنشآت الجديدة في خلق نشاطات، مثل إنتاج زيت الزيتون أو الحليب ومشتقاته وغيرها.
و رد مراد على بعض الانشغالات لمواطنين بمناطق ظل في بلديات زيغود يوسف وبني حميدان وبن زياد، وطمأن خلالها السكان، بأن إحصاء أي قرية كمنطقة ظل يعني أنه يتم التكفل بها، موضحا أن مشاريع جسدت وأخرى في طور الإنجاز وأخرى مسجلة، وسيتم التكفل بها بعد توفير الغلاف المالي.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى