انتفاضة القدس تتأجج والصهاينة يردون بوحشية    *  في 5 دقائق.. “القسام” تطلق 137 صاروخا تجاه عسقلان وأسدود
  يستمرّ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين من القدس إلى غزة، حيث يواصل عدّاد الشهداء الارتفاع جراء الغارات الجوية التي يشنّها جيش الاحتلال على القطاع، إثر إطلاقه عملية عسكرية بعد يوم طويل من الانتهاكات بحق المقدسيين والمسجد الأقصى. فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية توجيه الضربة الصاروخية الأكبر لمدينتي أسدود وعسقلان المحتلتين، وذلك من خلال استهدافهما بعشرات الصواريخ على دفعات.
كثف الكيان الصهيوني من قصف غزة جوا وبحرا بعيد الإعلان عن عملية عسكرية ضد القطاع، مما أسفر عن سقوط مزيد من الشهداء، بينما أخلى الاحتلال المسجد الأقصى بعد صدامات عنيفة أسفرت عن إصابة مئات الفلسطينيين. وجاء التصعيد الإسرائيلي بعدما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال الصهيوني أطلق عملية عسكرية على غزة تحت اسم "حارس الأسوار" مشيرة إلى أن العملية شملت سلسلة غارات على أهداف متفرقة في القطاع.
وشنت طائرات حربية لجيش الاحتلال سلسلة غارات على قطاع غزة في الساعات الأخيرة مستهدفة مواقع للفصائل ونشطاء للفصائل وأراضي زراعية وبنى تحتية. كما قصفت أرضا زراعية أُخرى شرق مدينة بيت حانون، شمالي القطاع. وأكد مصدر في حماس أن “الاحتلال استهدف القيادي في كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) محمد فياض في بيت حانون في شمال قطاع غزة”، مؤكدا استشهاده.
وأفاد الدفاع المدني بغزة ووزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل إلى 26 شهيدا -بينهم 9 أطفال- و122 مصابا. وأشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي فاقم من معاناة القطاع الطبي الذي تأثر بشدة بسبب جائحة فيروس كورونا.
المقاومة تنتصر للقدس وتقصف المدن المحتلة  
من جانبها أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لـ"حماس"، و"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لـ"الجهاد الإسلامي"، في بيانين منفصلين أمس، قصف عسقلان، الواقعة ضمن ما يسمى غلاف غزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، برشقات صاروخية. واستخدمت كتائب القسام صواريخ (A120) -التي تدخل الخدمة لأول مرة- لتوجيه رسالة قوية مفادها أن المعركة من أجل القدس مختلفة عن سواها، وأنها ستستمر حتى تنتصر للمقدسيين وتتوقف اعتداءات الاحتلال ضدهم.
وقالت كتائب “عز الدين القسّام”، أنها أطلقت 137 صاروخا تجاه مدينتي عسقلان وأسدود المحاذيتين لقطاع غزة. وقال المتحدث العسكري باسم الكتائب المكنى “أبو عبيدة” في بيان، إن “هذه الضربة (الصاروخية التي تعتبر كبيرة من حيث العدد) تم توجيهها خلال 5 دقائق”. وأضاف أبو عبيدة: “ما زال في جعبتنا الكثير”، دون الإفصاح عن تفاصيل.
بدورها توعدت “سرايا القدس” الجناح المسلّح لحركة “الجهاد الإسلامي” دولة الاحتلال، برد قاس، جراء استهدافها لـ”مجاهديها، والمدنيين الآمنين”. وقال المتحدث باسم السرايا المكنى “أبو حمزة” في تغريدات على تويتر “على العدو أن ينتظرنا في كل حين”. وأضاف: “نؤكد على استمرار المعركة التي لن تتوقف ما دام العدوان قائما في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل”.
واعترضت المنظومات الجوية الإسرائيلية بعض الصواريخ لكن عددا منها سقط في كلا المدينتين وخلف بالإضافة إلى قتيلين أكثر من 80 مصابا، بعضهم بحالات هلع جراء الرشقات المتتالية. وأحدثت الصواريخ دمارا كبيرا في المباني بعسقلان وأدت إلى اشتعال النار في بعض السيارات.
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مقتل شخصين في عسقلان، الواقعة ضمن ما يسمى "غلاف غزة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء رشقة الصواريخ الأخيرة للمقاومة الفلسطينية في القطاع، كما تحدثت عن عدة جرحى، بينهم حالات خطرة، وإصابات مباشرة لمنازل في المدينة. وطلب جيش الاحتلال من سكان عسقلان البقاء في الملاجئ "حتى إشعار آخر".
وطالبت الرئاسة الفلسطينية، المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإيقاف الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وإيقاف حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن الاستمرار في جرائمها وإجراءاتها الهادفة لتهويد المدينة المقدسة وترحيل العائلات من حي الشيخ جراح. وأعربت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صحافي، عن إدانتها الشديدة للجريمة الإسرائيلية البشعة التي نفذتها حكومة الاحتلال، مساء الإثنين، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وحملت الرئاسة الفلسطينية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد والجرائم التي ترتكبها في قطاع غزة والقدس.                       ع- س

أكد على ضرورة ترجمة مواقف الإدانة إلى مخرجات عملية
 بوقدوم يدعو إلى رد عربي مشترك لنصرة الفلسطينيين
دعا وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، إلى ترجمة مواقف الإدانة ومشاعر الاستهجان إزاء التطورات الخطيرة في المدينة المقدسة، إلى مخرجات عملية لنصرة الفلسطينيين وحفظ مقدساتنا الدينية. شدد وزير الخارجية على أهمية العمل على إخراج القضية الفلسطينية من الدائرة التقليدية لتسيير النزاعات ووضعها على رأس قائمة اهتمامات المجموعة الدولية
وزير الخارجية صبري بوقدوم، وفي الكلمة التي ألقاها، أمس، خلال الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ثمن الإسراع في تنظيم الاجتماع لبحث التحرك العربي والدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية في القدس المحتلة. معربا عن أمله في أن تترجم مواقف الإدانة ومشاعر الاستهجان التي تحدونا جميعا إزاء التطورات الخطيرة في المدينة المقدسة، إلى مخرجات عملية نسعى من خلالها بصوت موحد لنصرة إخواننا الفلسطينيين وحفظ مقدساتنا الدينية.
وقال وزير الشؤون الخارجية إن "ما شهدناه مؤخرا في بيت المقدس من اعتداءات عنصرية ومتطرفة ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم، ما هو إلا حلقة من مسلسل طويل عنوانه الحصانة الممنوحة للاحتلال في ارتكاب أبشع الجرائم دون حسيب أو رقيب".  وأوضح ، أن هذه الأحداث الأليمة تأتي لتذكيرنا مرة أخرى بحقيقة معاناة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال والحصار، ولإبراز مسؤولياتنا الفردية والجماعية في ظل ما تتعرض له قضيتنا المركزية من أخطار.
وفي هذا الظرف العصيب، شدد وزير الخارجية على أهمية العمل على إخراج القضية الفلسطينية من الدائرة التقليدية لتسيير النزاعات ووضعها على رأس قائمة اهتمامات المجموعة الدولية للإسراع في إيجاد حل عادل وشامل ونهائي يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وتابع يقول "كما يتوجب علينا تكثيف الجهود لحمل المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته التاريخية والقانونية والأخلاقية في حماية الشعب الفلسطيني وضمان احترام قواعد القانون الدولي. فالسكوت عن هذه الجرائم لن يسهم إلا في مزيد من تأزيم الأوضاع في منطقة مثقلة بالنزاعات والصراعات."
وقال بوقدوم إن حساسية المرحلة تستوجب علينا نبذ الفرقة والعمل على بعث روح التضامن العربي والإسلامي وتجاوز كل الخلافات والصراعات الهامشية من أجل ضمان الانسجام والتوافق الضروري لنصرة القضايا المركزية لعالمينا العربي والإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وجدد وزير الخارجية التأكيد مجددا على دعم الجزائر اللامشروط لحق الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل تمكينه من استرجاع حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف، طبقا للقانون الدولي وللشرعية الدولية، وكذا مبادرة السلام العربية.
وترأس الاجتماع دولة قطر الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، وعقد عن بعد عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وقال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن القصف الإسرائيلي على غزة، الذي أوقع شهداء وجرحى مدنيين، اعتداء إجرامي مدان ومرفوض. أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فقال: ندعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته حيال الانتهاك الإسرائيلي الصارخ للقرارات الدولية. من جانبه، دعا مندوب فلسطين بجامعة الدول العربية لتحرك عاجل لحشد موقف دولي ضاغط على إسرائيل.
ويبحث الاجتماع الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى المبارك، كما يبحث الاجتماع المخططات التي تهدف إلى الاستيلاء على منازل المقدسيين، خاصة التي في حي الشيخ جراح؛ في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها .                    ع سمير

الرجوع إلى الأعلى