ينقضي اليوم الأسبوع الأول من عمر الحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة، التي يجمع المترشحون على تميزها عن حملات سابقة، من خلال الخطاب المسؤول والنظيف الهادف إلى استعادة ثقة المواطن في العملية الانتخابية، وطغيان الجهد الفردي والعمل الجواري، والحضور اللافت لعنصري الشباب والنساء وللإطارات الجامعية.
يختتم المترشحون للانتخابات التشريعية الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، وكلهم استعداد لتكثيف العمل الميداني لاستمالة أصوات الناخبين للفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، مجمعين على تميز الحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة عن الحملات السابقة، نظرا لاعتمادها أكثر على الجهد الفردي للمترشحين، والاستهداف المباشر للناخبين عبر العمل الجواري والخرجات الميدانية، إلى جانب الحضور الواضح لعنصري الشباب والنساء.
 ويوضح في هذا الخصوص عضو المكتب الوطني لجبهة العدالة والتنمية عبد الناصر قيوس «للنصر»، بأن الحملة الانتخابية أصبحت تعتمد أكثر على العمل الفردي لأن القانون الجديد يمنح فرصة الفوز لكل مترشح، ليصبح العمل الجماعي عنصرا مكملا وليس أساسيا، وتمنح مساحة أكبر للعنصر النسوي والشباب، تطبيقا لمبدأ المناصفة الذي يضمنه النظام الانتخابي.
كما أضحى العمل الجواري والتجول بين الساحات و الفضاءات العامة من أسواق ومنتزهات وطرقات ومساحات تجارية، السمة الغالبة على الحملة الانتخابية الحالية، مقابل تراجع واضح للتجمعات والمهرجانات الشعبية داخل القاعات المغلقة، ويعود ذلك حسب السيد قيوس عبد الناصر إلى نجاعة اللقاءات الجوارية، فضلا عن محدودية الإمكانات المادية للمترشحين الشباب الذين انضموا إلى القوائم الحرة وكذا الحزبية.
كما سجل المصدر التزام جل القوائم بترشيد نفقات الحملة الانتخابية التي غابت عنها تماما مظاهر الإسراف والولائم وتوزيع الهدايا والهبات لاستقطاب الناخبين، فالجميع يستغل الميزانية المرصودة لتنظيم الحملة بعقلانية، لتغطية مصاريف تأجير المداومات وتوظيف شباب لتأطيرها، وكذا تأجير مركبات لضمان التنقلات اليومية.
وتتميز الحملة الانتخابية أيضا باللجوء المكثف إلى وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المشاركين في الاستحقاقات القادمة، لا سيما المترشحين الأحرار، لإعلان الترشح، أو لاستمالة الناخبين وشرح البرامج، وللترويج للحملة الانتخابية عبر نشر صور عن اللقاءات الجوارية، أو التجمعات التي تنظم في قاعات مغلقة، حيث تظل أفضل طريقة لشرح البرامج وفق العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية.
ويرى من جهته رئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني، بأن الحملة الانتخابية للاستحقاقات القادمة أظهرت منذ بدايتها الحياد التام للإدارة التي كانت تتدخل في السابق لصالح قوائم محددة، كما بينت ارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين خاصة في المناطق الداخلية، مما يؤشر حسبه على تحسن نسبة التصويت بها، بعد أن اقتنع المواطن بأن الهيئة التشريعية القادمة ستتولى الدفاع عن حقوقه.
وما يعيب على الحملة الانتخابية حسب السيد عصماني، التأخر في شرح طريقة التصويت المنصوص عليها في قانون الانتخابات الجديد، في حين أن عديد المواطنين يتساءلون عن كيفية منح الأصوات لمن سيمثلونهم في الهيئة التشريعية القادمة، معتقدا بأن الوقت قد حان لتفسير مواد القانون العضوي للانتخابات من قبل المندوبيات الولائية للسلطة المستقلة.
ويؤكد رئيس حزب صوت الشعب بأن الحملة الانتخابية التي قادها لحد الآن، تعتمد على تجمعات شعبية ولقاءات جوارية، في حين أنه قلما يلجأ إلى شبكات التواصل الاجتماعي لمخاطبة الناخبين، من منطلق أن رواد هذه المواقع يتصفون بالكسل وعدم الانخراط الفعلي في الحياة السياسية، ويفضلون التفاعل مع الأحداث عبر العالم الافتراضي فقط.
ويرى المصدر بأن نجاح الحملة الانتخابية يتوقف على التواصل المباشر مع المواطنين، والأهم من ذلك النزول إلى المناطق الداخلية وتنظيم لقاءات مع ممثلي العروش والقرى والأعيان الذين يعد إليهم الكلمة الأخيرة فيما يخص القوائم التي تستأهل منحها الأصوات.
أما بالنسبة للناطق باسم جيل جديد والمترشح ضمن القائمة الانتخابية للدائرة الانتخابية للعاصمة حبيب براهمية، فإن مجمل المترشحين أظهروا التزاما بأخلاقيات العمل السياسي، من خلال استعمال خطاب انتخابي خال من عبارات الشتم والسب والرسائل المشفرة، بفضل انشغال الجميع بشرح البرنامج وصياغة الخطاب الذي يصل مباشرة إلى المتلقين، ويلامس انشغالاتهم واهتماماتهم.
كما يعد تراجع ظاهرة تمزيق وتخريب الملصقات الإشهارية للمترشحين للانتخابات التشريعية القادمة، أهم ما ميز هذه الحملة، ويعتبر هذا مؤشرا على بداية عودة الثقة ما بين المواطن والعملية السياسية، وفق المتحدث.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى