مقاربة جديدة حول مكافحة الحرائق تعتمد على الاستباقية والوقاية و التحسيس
لقي عون للحماية المدنية تابع لفرقة التدخل الخاصة بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء بالعاصمة، حتفه مساء أول أمس، متأثرا بدخان النيران إثر مشاركته في عملية إخماد الحريق الذي اندلع صبيحة يوم السبت على مستوى مرتفعات الشريعة بالبليدة، فيما أصيب عون آخر للحماية المدنية إلى جانب عونين تابعين لمصالح الغابات بولاية البليدة.
وأوضحت المديرية العامة للحماية المدنية في بيان تحصلت النصر على نسخة منه، نعت فيه الضحية، أن الفقيد: فريد بن علي، الذي يعمل بالوحدة الوطنية للتدريب و التدخل للحماية المدنية من مواليد 1980 وهو أب لطفلين التحق بصفوف الحماية المدنية سنة 2003.
من جهته أفاد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، رشيد بن عبد الله في تصريح للنصر، أن عون آخر للحماية المدنية وعونين من مصالح الغابات لولاية البليدة قد تعرضوا خلال مشاركتهم في إطفاء الحرائق التي اندلعت في غابة حظيرة الشريعة بولاية البليدة، لإصابات مختلفة تطلب نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات المناسبة.
وكان الحريق الذي شب في الغابات الكثيفة على مستوى مرتفعات الحظيرة الوطنية للشريعة، منذ ساعات الصباح أول أمس السبت قد امتد على نطاق أربع بؤر كبرى موزعة على مستوى كل من وادي الأبرار وواد بلاط وسيدي الكبير.
وأفاد السيد بن عبد الله أن مصالح الغابات قد سجلت أول أمس ما لا يقل عن 54 حريقا على مستوى غابات كل من ولايات البليدة وتيزي وزو وجيجل وعين الدفلى، أتت على مساحات واسعة من المساحات الغابية المتنوعة بين الأدغال والأحراش وغيرها.
وتشتبه مصالح الغابات حسب المتحدث في أن جل هذه الحرائق ، عمدية تسبب فيها فاعلون لأسباب مختلفة، من بينها إقامة ولائم الشواء في الطبيعة.
وبعد أن أشار إلى أن المرسوم التنفيذي رقم 87/44 يمنع إشعال النار داخل الغابة أو في محيطها، أكد بن عبد الله على ضرورة تشديد العقوبات ضد كل من يضبط في حالة تلبس أو تثبت وقائع معينة تورطه في إضرام النيران في الغابات.
وبخصوص الحصيلة المسجلة خلال شهري جوان و جويلية من هذه الصائفة كشف رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، أن الحرائق تسببت منذ الفاتح جوان إلى غاية 24 من شهر جويلية الجاري في إتلاف 10185 هكتار من الثروة الغابية، مشيرا إلى أن أكثر الولايات تضررا من هذه الحرائق هي ولاية خنشلة التي تسببت الحرائق التي اندلعت في غاباتها في إتلاف ما لا يقل عن 8245هكتارًا، متبوعة بولايتي تبسة وتيزي وزو.
وعن عدد الحرائق التي تم تسجيلها خلال الفترة المشار إليها ذكر المتحدث بأنه قد تم تسجيل أكثر من 400 حريق بمعدل 9 حرائق يوميا.
وتسعى المصالح المعنية بتأطير من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية خلال الفترة الحالية، إلى  تجسيد مخطط استعجالي لمكافحة حرائق الغابات من خلال اتخاذ الإجراءات الضرورية و الفورية بإشراك كافة الهيئات المعنية و المجتمع المدني و المواطنين خاصة الساكنة في الريف، باعتبار أن التهديد الذي تشكله الحرائق على الثروة الغابية الوطنية وأثارها الوخيمة على البيئة والاقتصاد الوطني يتطلب من الجميع أن يكونوا  أكثر وعيا من خلال التحلي بالمسؤولية لأخذ التدابير الضرورية، من أجل الوقاية منها و التصدي لها عند حدوثها.
وتتوقف المقاربة الجديدة التي تقرر اعتمادها مؤخرا في الاجتماع الذي تم عقده تحت إشراف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، حول حماية الغابات ومكافحة الحرائق على الاستباقية والوقاية و التحسيس بصفة دائمة.
وفي هذا الصدد يؤكد محدثنا أن الوقاية و التحسيس بصفة دائمة ومشاركة الوطن في التبليغ الحرائق، أصبحت اليوم ضرورة ملحة من أجل تضافر جهود الجميع حول حماية هذه الثروة الوطنية المهددة.
تجدر الإشارة إلى أن الحرائق قد تسببت السنة الماضية 2020 فقط، في إتلاف 43919 هكتارا وهي تتجاوز – حسب رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات-  ضعف الحصيلة المسجلة في 2019 التي تعرضت خلالها مساحات غابية كبيرة تقدر بـ 21048 هكتارا عبر الوطن، للتلف  بعد أن التهمتها ألسنة النيران، فيما كانت سنة 2018 قد سجلت حصيلة تعد الأضعف من نوعها فيما يتعلق بخسائر الغابات بسبب الحرائق، منذ الاستقلال بـ  2312 هكتار.
أما في 2017 فتم تسجيل حصيلة ثقيلة بإتلاف الحرائق لما لا يقل عن 53975 هكتارا مقابل إتلاف مساحات غابية هامة تقدر بحوالي 18380 هكتارا في 2016.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى