كشف البروفيسور رشيد بلحاج أمس عن إطلاق مبادرة من طرف مؤسسات استشفائية لتوسيع حملة التلقيح ضد فيروس كورونا إلى فئة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، مع استهداف الأحياء السكنية ذات الكثافة التي انتشر بها الوباء بشكل مثير للقلق، للحد من انتشار العدوى بتلقيح 10 ملايين شخص على الأقل مع الدخول الاجتماعي المقبل.

أعلن رئيس النقابة الوطنية للأطباء الشرعيين البروفيسور رشيد بلحاج في تصريح «للنصر» أمس عن شروع عديد الولايات في تنظيم حملة تلقيح جماهيرية ضد فيروس كورونا، بتخصيص قاعات رياضية ومدارس وفضاءات واسعة لاستقبال الراغبين في إجراء اللقاح ضد الفيروس في ظروف مريحة، وفي إطار التقيد بالبروتوكول الصحي.
وباشرت هذه الحملة عديد الولايات من بينها العاصمة وبجاية وتيزي وزو والمدية، بعد أن ازداد الإقبال على المراكز الصحية المختصة في إجراء اللقاح، إلى درجة أضحى يصعب عليها تلبية كافة الطلبات في ظل احترام الإجراءات الوقائية، بسبب التزاحم على مداخلها منذ الساعات الأولى لصبيحة كل يوم، مقابل محدودية الكميات المستلمة من قبل مديريات الصحة.
وأفاد البروفيسور بلحاج بأن مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة قام بتنظيم حملة واسعة تخص المواطنين على مستوى المدرسة الوطنية للتكوين شبه الطبي، بعد أن كانت العملية مقتصرة في البداية على أعوان قطاع الصحة، وذلك اقتداء بما قامت به كثير من الولايات.
 كما بادرت مؤسسات استشفائية بتنظيم خرجات ميدانية تقودها فرق طبية إلى الأحياء السكنية ذات الكثافة التي رصد بها أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، لتلقيح قاطنيها وتحصينهم ضد المرض، لا سيما فئة المسنين الذين يصعب عليهم الالتحاق بالمراكز الصحية، وكذا المعاقين ذهنيا وحركيا، بينهم المصابون بمتلازمة داون، لقطع سلسلة انتشار العدوى.
وذكر المصدر كمثال على ذلك الحملة التي تخص هذه الأيام حي سيدي محمد بالعاصمة، التي شرع في تنظيمها بعد أن لوحظ توافد من قبل سكانه على المصالح الاستشفائية بسبب الإصابة بفيروس  كورونا، مؤكدا فيما يخص الفئات الهشة على غرار المعاقين والمسنين، بضرورة تمكينهم من التغطية الصحية مهما كانت الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد.
وأكد البروفيسور رشيد بلحاج بأن حملة التلقيح أصبحت تسير بوتيرة أسرع مما كانت عليه عند بدايتها، بفضل ارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين الذين أصبحوا أكثر حرصا على ضرورة حصر  مجال تحرك الفيروس لاسيما بعد الوضع الكارثي الذي سببه المتحور «دالتا»، قائلا إن وتيرة حملة التطعيم ازدادت ب 15 مرة مقارنة بشهر مارس الماضي تاريخ الانطلاق في العملية.  
وتوقع المصدر أن تتسع نسبة الأشخاص الملقحين مع الدخول الاجتماعي المقبل، استعدادا لاستئناف النشاط في قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي، وعودة الموظفين إلى مناصبهم بعد انقضاء العطلة السنوية، دون ان يستبعد إمكانية اتخاذ تدابير جديدة من قبل السلطات العمومية في حال عدم استقرار الوضع الصحي.
وفسر رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي انتقال العدوى إلى المناطق الداخلية بعد أن كان انتشارها مقتصرا تقريبا على المدن الكبرى، بحركة العائلات خلال مناسبة عيد الأضحى، وتوجه عديد الأسر إلى مناطقهم لإحياء هذه الشعيرة، لا سيما وأن الدراسات أثبتت بأن جل الإصابات عائلية.
وأوضح المتحدث بأن التغلب على الفيروس المتحور لا يتحقق إلا بنجاح حملة التطعيم، وتوجه المواطنين طواعية إلى المراكز المختصة لتلقي الجرعتين، مؤكدا بأن استمرار توافد المصابين على المستشفيات وارتفاع عدد المرضى المتواجدين بمصالح الإنعاش بسبب مضاعفات الفيروس، يؤكد عدم بلوغ الذروة وعدم استقرار الوضع الصحي.                         لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى