* اعتماد ثلاثة بروتوكولات وقائية و بيداغوجية فرضها الوضع الوبائي
يلتحق حوالي 10 ملايين تلميذ على مستوى الأطوار التعليمية الثلاثة، الابتدائي و المتوسط والثانوي غدا الثلاثاء بمقاعد الدراسة عبر الوطن، في ظل ظروف صحية استثنائية بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا، ما فرض تطبيق ثلاثة بروتوكولات وقائية و بيداغوجية، على غرار السنة الدراسية الماضية مع بعض التعديلات في الجانب البيداغوجي.

فتحسبا لهذا الدخول المدرسي، الذي تم تأجيله إلى الـ 21 من شهر سبتمبر الجاري بعد أن كان مقررا ليوم 07 سبتمبر للأطوار الثلاثة، قصد تلقيح أكبر عدد من إطارات وموظفي ومستخدمي القطاع بسبب انتشار الموجة الثالثة من فيروس كوفيد-19، التي كانت الأشد والأكثر انتشارا من الموجتين الأوليين، أعدت وزارة التربية مخططات استثنائية لاستئناف الدراسة «حضوريا» في الأطوار التعليمية الثلاثة.  
وفي هذا الصدد تؤكد وزارة التربية أن السنة الدراسية 2021/ 2022 ستكون سنة عادية بثلاثة فصول وفق ظروف استثنائية وإجراءات مشددة تضمن سلامة التلاميذ وعمال القطاع على حد سواء.
وحسب ما صرح به مؤخرا، المفتش المركزي بوزارة التربية الوطنية، عباس بختاوي، فإن الركائز الأساسية التي حددتها وزارة التربية الوطنية لضمان دخول مدرسي عادي للتلاميذ تتلخص في ضمان صحة التلاميذ ومستخدمي القطاع كلهم، بناء على البروتوكول الصحي الوقائي الذي أعدته وزارة التربية الوطنية وفق توصيات اللجنة العلمية لوزارة الصحة التي تنص على ضرورة احترام تدابير وإجراءات التباعد الجسدي، تليها إلزامية مواصلة التدريس الحضوري في المؤسسات التعليمية ومواصلة وتطوير التعليم عن بعد والتعليم الذاتي.
وقد تبنت الوزارة الوصية في ذات السياق، نفس المخططات التربوية الاستثنائية لاستئناف الدراسة وتنظيم تمدرس التلاميذ الذي تم العمل به السنة الماضية، مع بعض التعديلات التي تم إدخالها بتدرجات، وأهم ما يميزها تقليص الحجم الساعي لأساتذة التعليم الابتدائي بسبب التفويج وتخفيض عدد الحصص في الطورين المتوسط والثانوي.
وتتعلق التدابير التنظيمية المتخذة بالاستمرار في العمل بنظام التفويج والتناوب، على الحجرات الدراسية بين الفترتين الصباحية والمسائية، غير أنه تم تحديد مدة الحصة التعليمية في الطورين المتوسط والثانوي هذا الموسم الدراسي، بساعة واحدة ( 60 دقيقة ) بعد أن تم تقليصها خلال الموسم الدراسي الماضي، 2020/2021 إلى 45 دقيقة بينما تم في الطور الابتدائي الاحتفاظ بنفس مدة الحصة التي كان معمولا بها العام الماضي وهي 45 دقيقة وحصصا بـ 30 دقيقة، مع التقليص في حصص بعض النشاطات.
وبخصوص البرتوكول الصحي الذي سيتم إتباعه فيشمل مرحلتين الأولى قبل الدخول المدرسي، حيث تم الشروع في تنفيذه – حسب ذات المصدر - ابتداء من يوم دخول الإداريين والعمال الذين يشرفون على تطهير وتنظيف المؤسسات التعليمية وتعقيمها ثم الشروع في التحضير لاستقبال التلاميذ بوضع اللافتات والممرات وتجهيز القاعات بالعدد الكافي من الطاولات والكراسي بما يتلاءم مع مخطط الجلوس الذي وضع في المؤسسة وتوفير أجهزة قياس درجة الحرارة والأقنعة.
 أما المرحلة الثانية « فتنطلق يوم 21 سبتمبر أي يوم غد خلال دخول التلاميذ، حيث ستتبع عديد الإجراءات انطلاقا من قياس درجة الحرارة ومنع التجمعات في الساحات وفي القاعات وتوفير المحلول المطهر وإلزامية ارتداء القناع الواقي.
وفي إطار ذات الإجراءات الوقائية الرامية لضمان صحة التلاميذ وكل مستخدمي القطاع، فقد كانت وزارة التربية، قد أطلقت بداية من 22 أوت المنصرم، حملة لتلقيح مستخدميها على مستوى وحدات الكشف و مراكز طب العمل، في انتظار نقل عملية التلقيح إلى المؤسسات التربوية بداية يوم غد الثلاثاء، ليتمكن منتسبو القطاع من تلقي اللقاح بمؤسساتهم.
بروتوكولا للتكفل النفسي بالتلاميذ المتأثرين من الحرائق
من جهة أخرى ولمرافقة تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاث والتكفل بهم نفسيا، لاسيما المتأثرين مباشرة من الحرائق التي مست مناطق في الوطن أو الذين صُدِموا من خلال مشاهدتهم لتلك الأحداث، إلى جانب أولئك الذين تأثّروا بصفة مباشرة أو غير مباشرة من جائحة كورونا – كوفيد 19 - التي شهدتها بلادنا أعد قطاع التربية بروتوكولا للمرافقة النفسية للتلاميذ بالتنسيق مع وزارة الصحة يضع الأساليب والتقنيات والآليات التي تُمكِّن من اكتشاف الحالات المتأثرة بهذه الأحداث للتكفل بها بأمثل وأنجع الطرق.
وتحسبا لحالات الشغور في المناصب فقد أكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد خلال آخر ندوة وطنية أشرف عليها عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإنجاح الدخول المدرسي المقبل مشددا في هذا السياق على أهمية ضمان تغطية التأطير البيداغوجي لجميع الأفواج التربوية على مستوى المؤسسات التعليمية عبر الوطن.
وكان بلعابد قد وجه تعليمات لمديري التربية بالولايات إلى الاهتمام بتجهيز الهياكل والمنشآت التربوية وكذا تهيئة المؤسسات التعليمية خلال العطلة الصيفية إضافة إلى توفير الكتاب المدرسي وكذا العمليات التضامنية المختلفة سيما منها منحة 5000 دينار والإطعام والنقل المدرسي.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة السكن و العمران و المدينة سلمت لوزارة التربية الوطنية بمناسبة الدخول المدرسي 2021/2022 ما يقارب 450 منشأة تربوية من بينها ما يقارب300 مدرسة ابتدائية و 92 متوسطة و 67 ثانوية و ذلك على المستوى الوطني.
و بخصوص رزنامة العطل المدرسية  للسنة الدراسية 2021-2022 فقد قررت الوزارة الوصية أن تكون عطلة الشتاء بجميع المناطق من يوم الخميس 16 ديسمبر 2021 مساء إلى يوم السبت أول جانفي 2022 مساء، بينما تكون عطلة الربيع (بجميع المناطق) من يوم الخميس 17 مارس 2022 مساء إلى يوم السبت 2 أفريل 2022 مساء.وتم أيضا تحديد عطلة الصيف (بجميع المناطق) ابتداء من يوم الخميس 7 جويلية 2022 مساء بالنسبة للأساتذة.
الدرك الوطني يضع  مخططا
أمنياً خاصاً
ولتوفير الشروط والظروف الأمنية المناسبة لفائدة المؤسسات التعليمية، أعلنت مصالح الدرك الوطني عن اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية واللازمة المتعلقة، لإنجاح الدخول المدرسي بوضعِ مخططٍ أمني وقائي بهذه المناسبة، سعياً منها للمساهمة في إنجاحه ومرافقته وذلك بالتنسيق مع السلطات المعنية عبر كامل إقليم اختصاص الدرك الوطني.
وتهدف هذه الإجراءات المتخذة على مستوى كل ولايات الوطن، – حسب بيان لقيادة الدرك الوطني-  إلى توفير الأمن بمحيط كل المؤسسات التعليمية (دور الحضانة، مدارس ابتدائية، متوسطات ثانويات وكذا الجامعات والأحياء الجامعية) وهذا بتكثيف التشكيلات الأمنية خاصة في الفترات الصباحية المتزامنة مع أوقات الدخول وكذا المسائية عند الخروج، مع تسهيل سيولة حركة المرور بالقرب من هذه المؤسسات والمحافظة على أمن وسلامة المتمدرسين والأولياء، مع الوقوف على تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من إنتشار وباء كورونا المستجد.
في هذا الإطار، تقرر انتشار عناصر الدرك الوطني ضمن تشكيلات ثابتة ومتحركة مدعومة بالتغطية الجوية لتوفير من جهة، أمن جواري أنجع، وهذا لغرض زرع الطمأنينة والسكينة في نفوس الأولياء و المتمدرسين، ومن جهة أخرى، ونظراً لزيادة تدفق حركة المرور عبر محاور الطرق المنجرّة عن هذا الدخول المدرسي، تم اتخاذ إجراءات خاصة لتأمين وضمان سيرورة حركة المرور عن طريق التواجد الفعلي والفعال للوحدات، مع التركيز على الجانب التحسيسي والتوعوي الذي يعتبر أحد الأساليب الناجعة في السلامة المرورية بصفة عامة.
وأكد ذات المصدر أن مصالح الدرك الوطني تبقى دائمة الجاهزية ومهيأة للحفاظ على الأمن العمومي بصفة مستمرة والتدخل في كل ما يتعلق بضمان السكينة العمومية، كما ستباشر عن طريق الفرق الإقليمية، وحدات أمن الطرقات وفرق حماية الأحداث بالتنسيق مع السلطات المختصة برنامجاً اتصاليا وتحسيسياً لفائدة المتمدرسين وكذا أوليائهم لحثهم على ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا والوقاية من حوادث المرور، والآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي.
عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى