اقترح البروفيسور كمال جنوحات المختص في علم المناعة أمس  اعتماد الجواز الصحي لدفع الفئات التي تخلفت عن إجراء التلقيح للالتحاق بالحملة التي ترمي إلى الوقاية من فيروس كورونا، مؤكدا بأن حالة التراخي التي نعيشها هذه الأيام قد تدخلنا في  موجة أخرى يصعب توقع نتائجها.

أكد رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة البروفيسور كمال جنوحات «للنصر» تسجيل تراجع في تطبيق البروتوكول الصحي من قبل عديد المواطنين الذين تخلوا عن ارتداء الكمامة وإجراء التلقيح، وكذا احترام مسافة التباعد الاجتماعي فور أن استقر الوضع الصحي، عقب الأزمة التي أحدثها المتحور «دالتا»، ليباشر الكثيرون حياتهم الطبيعية، وكأن فيروس كورونا زال تماما ولم يهدد بالانتشار على نطاق واسع.
ويرى رئيس المخابر المركزية بأن اعتماد الجواز الصحي من قبل وزارة الصحة، على غرار عديد البلدان المتقدمة، يعتبر الحل الأنسب والأنجع لتحقيق المناعة الجماعية، من خلال توسيع حملة التلقيح لتخص 70 بالمائة من أفراد المجتمع، بعد أن تم تسجيل تراجع في الإقبال على الوحدات الصحية والصيدليات المعتمدة لتلقي الجرعات.
ويقصد بالجواز الصحي وفق المتحدث، إلزام الأفراد بإظهار بطاقة التلقيح عند التوجه إلى الإدارات أو مقرات العمل أو بعض المصالح، وهي طريقة تم اعتمادها من قبل دول أوروبية والولايات المتحدة لتحقيق المناعة الجماعية، والعودة إلى الحياة الطبيعية وتجاوز الأثار المترتبة عن الجائحة.
ويضيف البروفيسور جنوحات بأن الجواز الصحي لا يعني إجبارية التلقيح، بل هو يهدف إلى تسريع العملية وإنجاحها، وجعلها مستمرة دون أن تستقر على الأزمات الصحية حيث يهرع المواطنون إلى المراكز الصحية لتلقي الجرعات، وتحصين أنفسهم ضد الفيروس، على غرار ما عاشته الوحدات الصحية خلال الموجة الثالثة التي سببها المتحور دالتا، المعروف بسرعة انتشاره.
ولم يخف المصدر انزعاجه لعدم اكتساب المواطنين ثقافة وقائية، رغم أننا نعيش السنة الثانية للأزمة الصحية التي أحدثها كوفيد 19، الذي سبب الكثير من المآسي والآلام لعديد من الأسر، لا سيما خلال الموجة الأخيرة التي أدخلت المصالح الاستشفائية في حالة طوارئ، بسبب ارتفاع الطلب على مادة الأوكسجين وعلى أسرة الإنعاش.
وأكد البروفيسور جنوحات بأن المتحور دالتا ما يزال يعيش بيننا ويبحث عن فرائسه من غير المحصنين صحيا، ممن تخلفوا عن حملة التلقيح، ولم يحترموا التدابير الاحترازية، في حين أن الجهود المنصبة على ضمان دور اجتماعي آمن، تجنبا لأزمة صحية أخرى، لا سيما وأننا مقبلون على موسم الخريف الذي يعرف عودة ظهور الأنفلونزا الموسمية وكذا انتشار فيروس كورونا.
وشدد المتحدث على ضرورة التقيد الصارم بالبروتوكول الصحي لتفادي الكارثة، خاصة بالأماكن المغلقة، على غرار المؤسسات التربوية والإدارات، من خلال وضع الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، قائلا إن كثيرا من الأشخاص تجنبوا الموجة الثالثة التي انتهت منذ شهر تقريبا، وهم الأكثر عرضة لالتقاط العدوى في حال تسجيل موجة جديدة، وذلك في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، المتمثلة أساسا في التلقيح وارتداء القناع الواقي وتفادي التجمعات والأماكن المكتظة.
وذكر رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة بأن الإصابات الجديدة بالمتحور دالتا ما تزال تسجل يوميا عبر مختلف مناطق الوطن، فضلا عن تسجيل وفيات جديدة بسبب المضاعفات الخطيرة للفيروس، كما يتم إحالة المتضررين على مصالح الإنعاش، مما يعني بأن الخطر ما يزال قائما، وأن التخلي عن التدابير الاحترازية لا يوجد ما يبرره ميدانيا.
وبحسب المصدر فإن حملة التلقيح لم تتوقف، لكنها تسير بوتيرة جد متباطئة، خلافا لما كانت عليه في الأسابيع الماضية، مذكرا بأن المواطنين كانوا يصطفون في طوابير طويلة ويتزاحمون على المراكز الصحية للظفر بجرعتين من اللقاح، مفسرا هذا التراخي بالوضعية الصحية المريحة التي تعرفها الجزائر، التي يتوقف استمرارها على مدى وعي المواطنين، وتحليهم بروح المسؤولية.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى