يلتقي رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، السبت المقبل، مع ولاة الجمهورية، في أول لقاء منذ تعيين الحكومة الجديدة، بهدف تقييم ما تم إنجازه عبر مختلف ولايات الوطن منذ آخر لقاء جمع الرئيس تبون بالولاة في فيفري 2020، وكذا الاستماع لانشغالات المسؤولين التنفيذيين محليا، خاصة ما يتعلق بتنمية مناطق الظل، والترتيبات المتعلقة بالدخول الاجتماعي، والتحضير للانتخابات المحلية المقررة أواخر نوفمبر المقبل.
تقرر عقد لقاء الحكومة بولاة الجمهورية يومي 25 و 26 سبتمبر الجاري بقصر المؤتمرات نادي الصنوبر وهذا بحضور حوالي1100 مشارك من أعضاء الحكومة و إطارات مركزية ومحلية ومنتخبين وكذا شركاء اقتصاديين وسيتناول قضايا التنمية المحلية وتداعيات جائحة كورونا على الأداء الاقتصادي وأثاره الاجتماعية، وملفات أخرى عديدة.
وقد أنهت الحكومة، التحضير لعقد هذا الاجتماع الذي يعد الأول منذ تنصيب أيمن بن عبد الرحمان على رأس الجهاز التنفيذي، ويأتي بعد حصول الحكومة على الضوء الأخضر من البرلمان للشروع في تنفيذ مخطط عملها، والذي سيشكل ورقة طريق الجهاز التنفيذي للمرحلة المقبلة، تنفيذا للتوجيهات التي قدمها رئيس الجمهورية. كما يأتي اللقاء عقب الحركة التي آجراها رئيس الجمهورية أواخر أوت الماضي في سلك الولاة والولاة المنتدبين، والتي أنهى بموجبها مهام 6 ولاة، ويتعلق الأمر بوالي ولاية تيزي وزو، التي عرفت هذه الصائفة سلسلة حرائق مهولة تسببت في خسائر مادية وبشرية فادحة، كما شمل القرار كل من ولايات قسنطينة، وسكيكدة، والبيض والنعامة، وإن قزام، وعَيَّنَ الرئيس ولاة جدد لـ13 ولاية من أصل 58 ولاية، بينما تم تحويل 7 ولاة من ولايات إلى أخرى.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد تعهّد بمحاسبة كل من تقاعس في تطبيق مطالب المواطنين، خلال إشرافه على افتتاح لقاء اجتماع الحكومة مع الولاة الأوّل. وأضاف الرئيس تبون أن السلطات لم تلتمس في بعض الولايات أثرا كبيرا لجهود التنمية أو حتى العناية الكافية بشؤون المواطن ومحيطه وبيئته وإنجاز ما كان مطلوبا منهم.
وأكد الرئيس من جديد أنه “لن يقبل أبدا بمناظر مأساوية ومذلة لمواطنين مازالوا يعيشون في القرون الوسطى خلافا لمواطنين آخرين يعيشون في القرن الواحد والعشرين في ظروف مريحة”. كما أمر رئيس الجمهورية بتحويل البرامج البلدية للتنمية التي لم تنجز بعد لصالح احتياجات سكان البلدية الحقيقية وإعلان الحرب على التبذير والإنفاق المشبوه.
وسيخصص اللقاء لتقييم ما تم إنجازه عبر مختلف ولايات الوطن منذ آخر لقاء جمع الرئيس تبون بالولاة في فيفري 2020، وكذا الاستماع لانشغالات المسؤولين التنفيذيين محليا. كما ستكون العديد من الملفات على طاولة لقاء الحكومة بالولاة، من بينها الأزمة الصحية وتداعياتها على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، والتحضيرات الجارية للانتخابات المحلية المقررة أواخر نوفمبر، وكل ما تعلق بقطاع السكن والعمل ومناطق الظل، هذا الأخير يعتبر ضمن الأولويات ويحظى بمتابعة دورية من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
ويأتي اللقاء في إطار نظرة ترمي إلى تحليل وشرح مخطط عمل الحكومة وكذا آليات تنفيذه، ضمن مقاربة تعتمد على مشاركة السلطات المحلية ممثلة في إطاراتها و منتخبيها، بغية تجسيد الأعمال التنموية، الواردة في مخطط عمل الحكومة والتي التزم رئيس الجمهورية بإنجازها، بطريقة فعالة، مندمجة وتشاركية.
ويندرج اجتماع الحكومة-الولاة 2021 وفق المنهج الجديد للحوكمة، القائم على مقاربة تنموية مستدامة، متكاملة من شأنها تطوير النمط المعيشي للمواطن و كذا بيئته. حيث يهدف هذا الموعد  إلى بسط أرضية تصور المخطط ومجال تطبيقه، المقرر من طرف السلطات العمومية  في سبيل مسعى تنموي فعال، مدر للثروات ومناسب لخلق شبكات متكاملة من المبادرات المبتكرة لمختلف الفاعلين على المستويين الجهوي والمحلي. وسيناقش الاجتماع عديد المواضيع خلال الورشات التفاعلية التي سيتم تنظيمها بين مختلف المشاركين على مدار هذا الملتقى، ما من شأنه أن يفضي إلى سلسلة من التوصيات العملية التي يمكنها أن تترجم التوجهات الإستراتيجية للسلطات العمومية في برامج تنموية ملموسة على أرض الواقع شاملة لجميع
 القطاعات.           
             ع سمير

الرجوع إلى الأعلى