أكد وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، أول أمس، أن نسبة التلقيح ضد فيروس كورونا عبر الوطن، وصلت إلى 50 بالمائة من الفئة المستهدفة، أي ما يعادل 10 ملايين شخص من بين 20 مليون نسمة، وهو ما سيمكن الجزائر، كما قال، من تفادي تسجيل موجة رابعة من الفيروس "بالنظر إلى الحماية التي تضمنها نسبة التلقيح المتوصل إليها".
وخلال ترؤسه جلسة عمل مشتركة ضمت كل من وزراء التعليم العالي و البحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، والتربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، و التكوين و التعليم المهنيين، ياسين مرابي و الشباب و الرياضة عبد الرزاق سبقاق، استعرض البروفيسور بن بوزيد الوضعية المتعلقة بعملية التلقيح ضد فيروس كوفيد- 19 التي انطلقت في 30 جانفي، والتي تعززت بشكل أكبر منذ جويلية ، وكشف بالمناسبة، عن استفادة ما نسبته 50 بالمائة في عملية التلقيح ، أي 10 ملايين شخص من بين 20 مليون من الفئات المستهدفة»، داعيا جميع المواطنين للإقبال على هذه الحملة التي وصفها بالوسيلة الناجعة للحد من انتشار الفيروس و تفاديا لموجة رابعة، وقال " إن الإقبال المكثف على التلقيح هو ضمان حماية للأرواح ومنه الوصول إلى ضمان المناعة الجماعية وذلك من خلال تلقيح 70 بالمائة من المواطنين".
 كما دعا وزير الصحة جميع القطاعات إلى «الحث على الإقبال على التلقيح ما دامت اللقاحات متوفرة بكثرة، ونقاط التلقيح متواجدة بشكل كبير على المستوى الوطني»، وذلك لبلوغ النسبة المستهدفة من السكان والتي تتراوح حسب المنظمة العالمية للصحة ما بين 40 إلى 50 بالمائة، مجددا في ذات السياق تأكيده على أن عديد الدول تمكنت من مجابهة، كوفيد-19 بفضل التلقيح لأنه يبقى – كما أكد - أحسن و أنجع وسيلة يمكن اتخاذها لمكافحة هذا الفيروس.
و أشار بن بوزيد إلى أن اللقاء الذي جمعه يوم الخميس، مع زملائه في الحكومة يندرج في إطار دراسة وبحث السبل الكفيلة  لتعزيز الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 ، في إطار التضامن الحكومي، من خلال تمكين كل أفراد و مستخدمي هذه القطاعات من الاستفادة من التلقيح  خاصة مع الدخول الاجتماعي، كما تحدث الوزير عن "خارطة طريق سيتم اعتمادها بعد انتهاء الخبراء من وضعها"، وذكّر بالمناسبة بعدد الحالات التي عرفت تراجعا خلال الأسابيع الأخيرة بتسجيل إلى غاية يوم الأربعاء 166 حالة.
من جهتهم أجمع الوزراء المشاركون في هذا اللقاء على الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الصحة خاصة خلال الوضعية الوبائية التي تعرفها الجزائر، وأشادوا  بالمجهودات المبذولة في هذا السياق، سواء تعلق الأمر بالإمكانيات المادية أو البشرية المجندة لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، الرامية لتجنيب الجزائر تسجيل موجة رابعة من الفيروس.
التلقيح سيسمح بالعودة إلى الحياة الطبيعية للقطاع
وفي هذا الصدد وصف وزير التربية الوطنية، عملية تلقيح منتسبي قطاعه التي تتواصل على مستوى كل وحدات الكشف الـ 1433 المتواجدة عبر الوطن، إضافة إلى 41 مركزا لطب العمل و16 مركزا طبيا للخدمات الاجتماعية لعمال التربية، بالضرورة الأخلاقية والمدنية والتضامنية، التي تمكّن - كما قال- من الوصول إلى الهدف الذي سطرته السلطات العمومية حماية للمجتمع، مبرزا بأن ذات العملية تشهد إقبالا من طرف مستخدمي قطاعه خاصة بعد التحاقهم بمناصب عملهم.
وأفضت عملية تلقيح منتسبي قطاع التربية ضد فيروس كورونا،  لغاية  يوم الأحد الماضي - حسب تصريح سابق لمسؤول بالوزارة - إلى تلقيح أزيد من 80 ألف عامل وموظف وأستاذ، أي ما يقارب نسبة 11 بالمائة من مجموع 740 ألف مستخدم.
من جهته، حث وزير التكوين والتعليم المهنيين، خلال تدخله في ذات اللقاء، مستخدمي قطاعه على ضرورة الإقبال على مراكز التلقيح ضد كوفيد-19، قبل الدخول التكويني المقرر ليوم 5 أكتوبر القادم، مشيرا إلى تنصيب خلية رصد ومتابعة على مستوى كل مؤسسة تكوينية تسهر – كما ذكر - على عملية تلقيح مستخدمي وإطارات القطاع.
من جانب آخر أوضح الوزير أن القطاع بادر بعملية التلقيح لمستخدميه بالإدارة المركزية ثم انخرط في هذه العملية الأستاذة والمعلمين والإطارات مباشرة قبل الدخول التكويني الذي تم تأخيره لهذا السبب إلى غاية 5 أكتوبر المقبل، ليكون فرصة لتلقيح كل المتربصين".
و دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في تدخله جميع الشركاء الاجتماعيين إلى المساهمة في التحسيس حول حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، لكل أفراد الأسرة الجامعية للسماح للجامعة إلى العودة إلى نشاطاتها المعهودة، مؤكدا أن حملة التلقيح ضد كورونا، مسؤولية ملقاة على كل أسرة التعليم العالي والبحث العلمي وعلى الجميع التحلي بالحكمة مما سيسمح بالعودة إلى الحياة الطبيعية للقطاع".
وأشار بن زيان إلى أن قطاعه شرع في هذه العملية في 15 جويلية الماضي، مبرزا بأن التحليلات الأولية منذ الـ  22 من شهر سبتمبر الجاري، بينت إقبال الأستاذة وعمال القطاع على التلقيح في بداية العملية، فيما سجل إقبال ضعيف لدى الطلبة، أرجعه إلى اعتماد هؤلاء الطلبة نمط التسجيل عن بعد في البروتوكول الصحي الموضوع حيز التنفيذ.
كما شدد الوزير على ضرورة تكثيف العملية التحسيسية اتجاه أفراد الأسرة الجامعية خاصة وأن الطلبة يشرعون في العودة التدريجية إلى المؤسسات الجامعية وذلك تبعا للعملية التي قامت بها الوزارة من خلال وضع ومضة إشهارية لحث الطلبة على ضرورة التلقيح.
كما ذكّر بالتوجيهات التي أعطيت لكل المؤسسات الجامعية قصد التسريع في العملية بالتنسيق مع مديريات الصحة للانتهاء من العملية قبل انطلاق الدروس، مشيرا إلى «استحداث مراكز تلقيح في 98 مؤسسة جامعية شرع في تلقيح الطلبة الجدد والأساتذة خلال فترة التسجيلات النهائية، فيما سيتم تلقيح الطلبة الآخرين تدريجيا، خلال فترة إعادة التسجيل الخاصة بهم».
وأكد وزير الشباب والرياضة، من جهته على ضرورة تلقي كل منتسبي القطاع على المستوى الوطني للقاح ضد فيروس كورونا، تحسبا للموسم الرياضي الجديد وقال " إن التلقيح هو الخيار الوحيد الذي بقي لدينا لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حتى تعود الحياة لحالتها الطبيعية، داعيا كل منتسبي قطاع الشباب والرياضة للانخراط في هذه الحملة الوطنية للتلقيح».
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى