ينتظر المنتخبون المحليون الجدد الذين ستفرزهم صناديق الاقتراع تحقيق وثبة في تسيير الشأن اليومي للمواطن، بالتكريس الفعلي للديمقراطية التشاركية، والانطلاق في تجسيد البرامج التنموية، من تهيئة عمرانية ونظافة المحيط وإصلاح للطرقات، والقضاء على السكنات الهشة والآيلة للسقوط، لتحسين ظروف معيشة المواطنين.
يعول الناخبون الذين توجهوا أمس إلى المراكز الانتخابية عبر مختلف ربوع الوطن على المنتخبين الجدد النهوض بالمجالس الولائية والبلدية المقبلة، وجعلها مؤسسات قادرة على تسيير الشأن المحلي، وإعادة بعث البرامج المعطلة لتحسين ظروف معيشة المواطنين، وإشراكهم في تنفيذ المشاريع وإرساء المخططات في إطار الديمقراطية التشاركية التي نص عليها الدستور الأخير.
ويفرض تراكم المشاكل التي تعاني منها عديد البلديات، بسبب عجز المنتخبين المحليين السابقين عن مواكبة تطلعات المواطنين ومطالبهم، على المنتخبين الجدد الانطلاق مباشرة بعد ترسيم نتائج الانتخابات المحلية التي جرت أمس، في تنفيذ الوعود التي قطعوها على المواطنين خلال الحملة الانتخابية، والشروع في تلبية حاجيات كل بلدية من تنمية محلية وتكفل بمشاكل الساكنة في حدود الصلاحيات المخولة لهذه المجالس في انتظار توسيعها.
وتقع على عاتق الأميار الجدد والأعضاء المنتخبين، مهمة إعادة بعث المجالس المحلية، وتفعيل دورها في تحقيق التنمية المحلية، وتلبية حاجات المواطنين، بتحسين شبكة الطرقات بين الأحياء والبلديات، وتوفير الإنارة العمومية ونظافة البيئة، وتهيئة الفضاءات التجارية للقضاء على الأسواق الموازية، ومحاربة ظاهرة مواقف المركبات العشوائية.
وينتظر أيضا من المنتخبين الذين سيحظون بثقة الناخبين، فتح ملفات مستعجلة ظلت تراوح مكانها رغم شكاوى المتضررين، وتتعلق خاصة بقضية السكنات الهشة والآيلة للسقوط والقاطنين بالأقبية، والحد من زحف الإسمنت على المساحات الفلاحية وغير الصالحة للبناء، لا سيما بالولايات الكبرى التي تضررت كثيرا من التقلبات الجوية الأخيرة، بفعل ما شهدته من انزلاقات للتربة في عديد الأحياء، كادت  تتحول إلى كارثة.
ويأمل المواطنون أيضا من المجالس المحلية التي ستفرزها الانتخابات المحلية، استحداث موارد مالية جديدة لتنفيذ البرامج المتأخرة، لا سيما ما تعلق بإنجاز الفضاءات الرياضية والتجارية وتهيئة الطرقات المهترئة، إلى جانب التكفل بالمدارس الابتدائية التي تتبع من حيث التسيير البلديات، من خلال تجهيزها وإعادة تهيئتها لتحسين ظروف التمدرس.
كما يعد تجديد المطاعم المدرسية وتموينها بالمواد الأولية التي تضمن وجبات كاملة لتلاميذ الطور الابتدائي، لا سيما بالمناطق البعيدة، من بين أهم الملفات المستعجلة التي تؤرق الأولياء، فضلا عن تحسين أداء المرفق العمومي على المستوى المحلي، خاصة المرافق الصحية التي تستقطب يوميا عشرات المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والضعيف.
ولا تقل نظافة المحيط أهمية عن التحديات التي تواجه المنتخبين الجدد، فإنشاء مساحات خضراء وضمان بيئة نظيفة وصحية توفر الراحة النفسية للسكان، ليست بالمهمة السهلة، فهي تتطلب تجنيد الوسائل ورفع مستوى الوعي والحس المدني لدى المواطنين، ليساهموا من جانبهم في تحقيق هذه الأهداف، لا سيما وأن انتشار النفايات أضحت إشكالية تؤرق المواطن عبر الكثير من البلديات.ومن شأن تفعيل دور المجتمع المدني وجمعيات الأحياء في إطار الديمقراطية التشاركية المتوقع تجسيدها الفعلي في إطار المجالس المحلية الجديدة، التي تعد اللبنة الأخيرة للبناء المؤسساتي، المساعدة في تجسيد الملفات والبرامج التي تنتظر المنتخبين الذين سيحظون بثقة الناخبين، تماشيا مع الطابع الجديد المراد منحه للمجالس المحلية، بجعلها محركا للتنمية المحلية وخلاقة للثروة وهيئة قائمة بذاتها.     
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى