أكدت مجلة "الجيش" في عددها الجديد لشهر ديسمبر الجاري أنه بإجراء انتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية يوم 27 نوفمبر الفارط تكون الدولة  قد تزودت بتقاليد جمهورية جديرة بدولة عصرية ووضع لبنة أخرى ضمن سلسلة الإصلاحات المؤسساتية الشاملة التي تضمنها البرنامج الرئاسي، و أضافت أن هذه الانتخابات تعد آخر لبنات البناء المؤسساتي للدولة وتحقق تطلعات المواطنين في حياة أفضل، وإيصال الجزائر إلى بر الآمان و الاستجابة للتغييرات المأمولة من طرف المواطنين، وشددت على أن الحرب  المعلنة والخفية على الجزائر والتكالب الشرس عليها سيكون مآلها الفشل الذريع.
 وتحت عنوان" بلادنا عصية على أعدائها" كتبت افتتاحية مجلة الجيش في عددها لشهر ديسمبر الصادر أمس عن الانتخابات المحلية التي جرت قبل أيام، وقالت إنها تأتي في سياق تعزيز الثقة بين المواطن و مؤسسات الدولة، وهي خطوة لا تقل أهمية عن الخطوات السابقة التي استهلت بالاستفتاء على تعديل الدستور ثم الانتخابات التشريعية.
وأضافت أن انتخابات نوفمبر المنصرم " تعد آخر لبنات البناء المؤسساتي للدولة وتحقيق تطلعات المواطنين في حياة أفضل وإيصال الجزائر إلى بر الآمان والاستجابة للتغييرات المأمولة من طرف المواطنين" كما أكده رئيس الجمهورية في رسالته بمناسبة الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المظفرة.
واعتبرت الافتتاحية أن  هذه الانجازات التي تحققت ضمن مسار البناء الوطني وفي وقت زمني وجيز وفق جدول زمني مدروس بعناية من شأنها، دون شك، أن تمكن الشعب من تحقيق آماله وتطلعاته تدريجيا بما ينعكس على حياته اليومية إيجابا وبما يفضح مرة أخرى نوايا دعاة التيئيس  ومن يواليهم ويقف من ورائهم، مثلما يكشف عن مآربهم الحقيقية  ومحاولاتهم اليائسة والمتكررة لاستهداف مقومات الدولة وأسسها.
وفي هذا الصدد شددت المجلة على أن  "هذه المحاولات تواجهها مؤسسات الدولة بقوة وحزم وصرامة" وقد أحبطت بعضها في المهد وكشفت عن خيوط بعضها، مصممة في ذلك على أن تسلك النهج الذي خطه شهداؤنا الأبرار بدمائهم الزكية وهو نهج  سيجعل بلادنا رغم كيد الكائدين دولة قوية مهابة الجانب  متمسكة بمبادئها سيما عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و إقامة علاقات تعاون مع الغير.
ولفتت الافتتاحية إلى أن كل هذا يحدث في وقت يتجه فيه المخزن المغربي إلى تصعيد أعماله العدائية اتجاه بلادنا، واعتبرت أنه بتحالفه مع كيان غاصب  وتمديد تعاونه معه ليشمل الجانب العسكري والأمني يثبت المخزن المغربي هذه المرة وبما لا يدع مجالا للشك أنه "ماض في آخر فصل من فصول الخيانة والتآمر على القضية الفلسطينية"  بغرض تصفيتها خدمة للصهيونية، وكتبت في هذا الشأن" جار السوء لم يبع القضية فسحب بل بلغت به العمالة حد إتاحة المجال للكيان لوضع موطئ قدم له بمنطقة ظلت وإلى وقت قريب  عصية ومحرمة عليه".
وبهذا فقد بات من الواضح أن المخزن الذي يحاول أن يظهر أمام المجتمع الدولي بمظهر الدولة المسالمة التي لا تكن العداء للكيان الصهيوني رغم اغتصابه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واحتلاله لأراضي دول عربية بل وضمها مقابل أن يغض الطرف عن احتلاله للأراضي الصحراوية وتشريد شعبها وسلب خيراتها وإتاحة المجال أمام شركات أجنبية لنهب مقدرات الشعب الصحراوي، ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع بتجاهل قرارات الشرعية الدولية التي تصب جميعها لصالح تقرير مصير الشعب الصحراوي.
 ومن كل ما سبق ذكره حذرت افتتاحية مجلة الجيش بأن الظرف الذي تمر به منطقتنا يستدعي كما أكده رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي " تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية والعمل على إبراز ما يجمعنا  والابتعاد عما يفرقنا  واستعادة الثقة في قدراتنا و إمكانياتنا وكل ذلك من أجل الحفاظ على وديعة الشهداء  الأبرار والمساهمة الفاعلة في بناء الجزائر الجديدة".
وختمت الافتتاحية بالتأكيد على أن  الحرب المعلنة والأخرى الخفية التي تشن ضد بلادنا  والتكالب الشرس عليها باستخدام ما أصبح يعرف بحروب الجيل الجديد " سيكون مآلها الفشل الذريع أمام وعي الشعب بحساسية المرحلة وقدرة بلادنا شعبا وجيشا على مواجهة التحديات ودحر كل محاولة للمساس بأمنها و استقرارها".
وأضافت أن السنة الجديدة ستكون فيها الجزائر أكثر قوة ووحدة في مواجهة كل من يحاول إلحاق الأذى بالشعب والمساس بالدولة، وسيبقى الجيش الوطني الشعبي كما عودنا في خدمة الجزائر وشعبها لا يتأثر بالشائعات ولا يأبه بالأكاذيب، عصيا على الأعداء والخونة ووفيا لمبادئ نوفمبر ومخلصا لأمانة الشهداء البررة.
إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى