يتوقع أن تستقطب السياحة المحلية خلال هذه الصائفة حوالي 6 ملايين مصطاف، شرعوا في الإعداد للعطلة الصيفية لقضائها في أحسن الظروف وذلك لأول مرة منذ ظهور جائحة كورونا، في وقت أطلقت جمعيات حماية المستهلكين برنامجا لمرافقة المصطافين لمواجهة الضغط الذي ستعرفه المناطق الساحلية.

أكدت مصادر من الوكالات السياحية بأن الصائفة المقبلة ستشهد ارتفاعا محسوسا في عدد السياح المحليين الذين سيقبلون على مختلف الشواطئ والمركبات السياحية والمراكز العائلية، فضلا عن تأجير شقق ومنازل فردية بالولايات الشمالية، لقضاء العطلة السنوية في أحسن الأحوال، بعد أن حرمتهم جائحة كورونا من هذه الأجواء، جراء التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها للتحكم في الوضع الصحي.
وتوقع من جهته المكلف بالإعلام بالجمعية الجزائرية لحماية المستهلك فادي تميم في تصريح « للنصر» بأن يصل عدد السياح المحليين إلى 6 ملايين سائح خلال الصائفة المقبلة، نظرا لمحدودية الرحلات الجوية باتجاه الخارج، وكذا استمرار غلق الحدود البرية بين الجزائر والجارة الشرقية تونس في إطار الإجراءات الوقائية من انتشار فيروس كورونا.
وأكد المصدر بأن تحسن الوضع الوبائي سيحفز الأسر على التخطيط للعطلة الصيفية لقضائها بإحدى الولايات الساحلية، التي يتوقع أن تشهد ضغطا كبيرا خلافا للمواسم السابقة التي تم خلالها تقييد الأنشطة السياحية خشية انتشار الفيروس بين المصطافين.
وينتظر أن يساهم الظرف الصحي المستقر في إحياء السياحة المحلية وإعادة بعثها من جديد، وبحسب تصريح أدلى به رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية سعيد بوخليفة «للنصر» فإن ما لا يقل عن 5 مليون جزائري كانوا يسافرون إلى الخارج لقضاء العطلة الصيفية، سيستقر معظمهم هذا الموسم بإحدى الولايات الساحلية للاستجمام بشواطئها والتنزه بمدنها ومواقعها السياحية.
وأضاف المتدخل بأنه من عادة السائح الجزائري أن يختار بنفسه المنطقة التي يراها الأنسب والأفضل لقضاء العطلة، وقلما يقصد الوكالات السياحية للتكفل بطلباته، لا سيما وأن الفنادق القريبة من الشواطئ تتعامل مباشرة مع الزبائن وترفض تدخل الوكالات السياحية التي يقتصر دورها تقريبا على التكفل بمن يرغبون في السفر إلى إحدى الدول المعروفة بطابعها السياحي.
وأوضح السيد بوخليفة بأن افتتاح الموسم الصيفي من قبل وزير السياحة قد يتزامن مع إحياء اليوم الوطني للسياحة الذي يصادف تاريخ 25 جوان من كل سنة، وسيكون ذلك بإحدى الولايات الساحلية، متوقعا أيضا إقرار إجراءات جديدة تناسب تحسن الوضع الوبائي، خاصة ما تعلق بفتح رحلات خارجية إضافية.
وأضاف ممثل الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك فادي تميم في ذات السياق بأن الارتفاع المنتظر في العدد الإجمالي للسياح المحليين سيؤدي إلى الضغط على المناطق الساحلية، خاصة وأن معظم الأسر مشتاقة للراحة والاستجمام، مما يتطلب وفق تقديره، ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية لإنجاح موسم الاصطياف.
وأكد المتحدث بأن التحضير الجيد للموسم يجب أن يشمل عدة محاور، من بينها ضمان مجانية الدخول إلى الشواطئ، ومنع ظاهرة الاستغلال غير الشرعي لهذه الفضاءات، قائلا إن نصب الطاولات والكراسي يجب أن يكون بترخيص من المصالح البلدية وعلى مستوى مساحات محددة، لعدم الضغط على الأسر التي تنتظر بفارغ الصبر استغلال العطلة في ظروف مريحة.
كما تعد المنظمة لإطلاق حملة تحسيسية لضمان شروط النظافة بمحلات الأكل السريع، وللحد من التجارة الفوضوية التي تخص المواد الغذائية بالتنسيق مع مصالح الصحة البلدية والأمن، وسيتم في هذا الإطار الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي لإنجاح الحملة، لا سيما في شقها المتعلق ببيع وجبات غذائية من قبل باعة متجولين بالشواطىء.
ونصح عضو الجمعية الجزائرية لحماية المستهلكين المواطنين بالتقيد بالإجراءات الوقائية خلال قضاء العطلة السنوية، عبر تفادي أوقات الذروة وتجنب الأماكن المكتظة، وكذا الابتعاد عن استهلاك وجبات تم إعدادها دون احترام الشروط الصحية.    
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى