* محلّلون: الاستعراض يبرز احترافية و جاهزية الجيش  وقوة الجزائر

100 تشكيلة من الجيش شاركت وجماهير غفيرة تابعته
شهدت الجزائر العاصمة أمس استعراضا عسكريا كبيرا نظمه الجيش الوطني الشعبي، بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال، تحت إشراف رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون، وبحضور كبار المسؤولين في الدولة مدنيين وعسكريين ورؤساء دول شقيقة وصديقة و ضيوف وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا، وتابعته أيضا جماهير غفيرة من المواطنين حضرت إلى مكان العرض.

وقد جرى الاستعراض العسكري بالطريق الوطني رقم 11 على مستوى جامع الجزائر الذي تزين بالراية الوطنية وبصور أبطال الثورة التحريرية المجيدة وشهدائها، و قبل الشروع في العرض جرت عملية تفتيش كافة مربعات الجيش التي ستشارك في الاستعراض من طرف رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون الذي كان مرفقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، على وقع 60 طلقة من المدفعية، وعلى أنغام موسيقى عسكرية وطنية، قبل أن يلقي كلمة بالمناسبة ويعطي إشارة انطلاق العرض. وقد استهل العرض بالسماع للنشيد الوطني الذي عزفته فرقة من الحرس الجمهوري.
 أكثر من 100 طائرة تظهر قدرات تحكم كبيرة
بعدها نفذت مختلف تشكيلات وقوات الجيش الوطني الشعبي الجزء الجوي من الاستعراض العسكري بمشاركة أكثر من 100 طائرة ومروحية، وخلاله أظهر المشاركون مدى التحكم الجيد و الدقيق في هذا السلاح، و أبانوا عن تنسيق راق جسدوا من خلاله القدرة القتالية العالية والتدريب الجيد ومدى تحكمهم في هذه الوسائل الجوية التي تملكها الجزائر، و كانت البداية لهذا الجزء بتحليق تشكيل جوي من ست طائرات للتدريب القاعدي والمتقدم زينت سماء المكان بألوان العلم الوطني.
تلاه تشكيل جوي لطائرة تدريب متقدم لطيران النقل مرفوقة بطائرتين للتدريب القاعدي والمتقدم حلق فوق المنصة الشرفية بجامع الجزائر تحت تصفيقات وإعجاب ضيوف الجزائر، ثم مر تشكيل جوي من ثماني طائرات للتدريب المتقدم والإسناد الناري وتشكيل ثلاثي لطائرات النقل التكتيكي، وتشكيل آخر لطائرات استطلاعية متعددة المهام، ونفذ نسور القوات الجوية عملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع سوخوي من طرف طائرة تموين من نوع اليوشن 78 بمرافقة طائرات مقاتلة، وفي نهاية الاستعراض الجوي تم تشكيل رباعية طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف تجسد عملية التزود بالوقود جوا، وقد شاركت في هذا الجزء من العرض طائرات من عدة أنواع منها طائرات سوخوي24  وسوخوي 30 و ميغ 29 و ياك وغيرها.
 100 تشكيلة تشارك في العرض
الجزء الثاني من العرض خصص لمرور مربعات مختلف قوات وتشكيلات الجيش الوطني الشعبي أمام المنصة الشرفية للضيوف وقد بلغ عددها في المجموع 100 تشكيلة، وكانت البداية بالفوج 11 للخيالة والمواكبة لقيادة الحرس الجمهوري، الذي جسد صنف الفرسان، الذين كانوا القوة الضاربة في عهد المقاومات الشعبية.
بعد ذلك مر مربع المجاهدين، في إشارة رمزية لأبطال حرب التحرير الفاتح من نوفمبر 1954، وقد مثله طلبة المدرسة العليا للعتاد ومدرسة تقنيات المعتمدية، تلاه مربع أشبال الأمة ومثله طلبة ثانوية أشبال الأمة بالبليدة، بالموازاة مع تشكيل للقوات الجوية متكون من 19 طائرة.
ثم مر مربع القوات البرية و مثله طلبة الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال الرئيس الراحل هواري بومدين، وطلبة مدرسة المشاة، تلاه مربع القوات الجوية ومثله طلبة المدرسة العليا لتقنيات الطيران بالدار البيضاء وطلبة مدرسة البليدة للطيران، فمربع قوات الدفاع الجوي عن الإقليم ومثله طلبة المدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم، ثم مربع القوات البحرية الذي مثله طلبة المدرسة العليا للقوات البحرية. وتوالى بعدها مرور مختلف المربعات على غرار مربع قيادة الدرك الوطني، ثم مربع المدرسة العسكرية متعددة التقنيات، فمربع المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس، ثم مربع المديرية المركزية للعتاد، فمربع دائرة الإشارة و الحرب الالكترونية، ثم مربع المديرية المركزية للصحة العسكرية، ثم جاءت مربعات المديرية العامة للأمن الوطني، والحماية المدنية، و الجمارك على التوالي، وفي الأخير مر أمام المنصة مربع القوات الخاصة ومثله طلبة المدرسة العليا للقوات الخاصة.
عتاد عسكري متطور
في الجزء الثالث من الاستعراض العسكري فسح المجال لعرض نماذج عن بعض المعدات والعتاد الذي يملكه ويستعمله الجيش الوطني الشعبي وبخاصة منه القوات البرية و قوات الدفاع الجوي عن الإقليم.
وفي هذا الصدد مرت تشكيلات عديدة أمام المنصة الشرفية من المشاة الميكانيكية وسلاح الدبابات والمدرعات، مستعرضة عدة صنوف من الدبابات وعربات القتال والعربات المدرعة المدولبة، على غرار تي 55 المعصرنة ، موازاة مع ذلك مر تشكيل جوي يضم 20 حوامة خاصة بالحماية والإسناد والنقل التكتيكي، وتم أيضا استعراض دبابات القتال تي 62،  وتي 90، وعربة بي آن.بي1 المعصرنة، وعربات نقل المشاة  والعربات المزودة بالصواريخ.
كما مرت على مضمار الاستعراض أيضا عربات للصواريخ من نوع «سميرتش»، و عربات الدفاع الجوي المزودة بمدفعين من عيار 23 ملم، وعربات «شيلكا» المعدلة والمعصرنة المضادة للطيران، و عربات ذاتية الحركة مضادة للطائرات وعربات قتالية مزودة بمنظومة صواريخ أرض جو متوسطة المدى.  كما استعرض الجيش الوطني الشعبي أيضا منظومة الدفاع الجوي المتطورة بعيدة المدى أس 300، و منظومة «بوك3» للدفاع الجوي أيضا، ومنظومات رادارات متطورة و متنوعة، و عربات خفيفة التدريع وعربات الاستطلاع والتدخل.

وفي الأخير تم عرض عتاد خاص بهندسة القتال منها منظومة سلالم اقتحام، ودبابات لنصب الجسور وعربات لفتح الطرقات، ومحطات رادار متعددة المهام، ودبابات التصليح والإخلاء وعربات إسعاف وجر مدرعة، قبل أن تدخل الاستعراض شاحنات مسطحة رباعية وسداسية الدفع وشاحنات مخصصة للقيام بمهام التصليح والميكانيك العامة وتصليح الدبابات والإخلاء والجر.
ثم فسح المجال لمرور فرقة الدراجين للدرك الوطني، و شهد الحضور إنزالا مظليا نفذه عناصر من الفريق الوطني العسكري للقفز المظلي ذكورا وإناثا.
وفي عرض البحر مقابل المنصة الشرفية مرت عدة قطع بحرية شاركت هي الأخرى في الاستعراض ممثلة في سفن حربية ومتنوعة المهام،  منها سفينة القيادة ونشر القوات والإسناد والدعم، وغواصات وفرقاطات وغرابات وكاسحات ألغام وسفينة إنزال وسفن تدريبية وأخرى للبحث والإنقاذ.
وتجدر الإشارة كذلك إلى مشاركة طائرتين دون طيار من طراز « سي.أش.4 ب» المختصة في الاستطلاع والمراقبة الجوية وهي طائرة متطورة، واختتم العرض بعروض فنية شيقة لفرقة المزاود التابعة للحرس الجمهوري.
جماهير غفيرة تنقلت إلى مكان العرض
وقد تنقلت جماهير غفيرة إلى مكان العرض بمنتزه «الصابلات» لمشاهدة مختلف تشكيلات الجيش الوطني الشعبي وقواته وآلياته وعتاده والوقوف على مدى التطور والتدريب الذي وصل إليه، وتوافد المئات منهم من العاصمة والولايات المجاورة، للمشاركة في مثل هذه الاستعراضات التي لا تأتي دائما.
 وقد اصطف هؤلاء المواطنون منذ الصباح الباكر على طول الطريق المحاذي للطريق الوطني رقم 11 ومنهم من كان يحمل الراية الوطنية، أما البعض فقد حملوا صورا لشهداء وأبطال الثورة التحريرية، و تخلل ذلك ترديد بعض النسوة الحاضرات هناك أناشيد وأغاني وطنية تعود لحرب التحرير، وواكبن العرض بالزغاريد والهتافات في ظل تنظيم جيد سهرت عليه السلطات العمومية بمختلف مصالحها. ولم يفوتوا الفرصة لتوجيه تحية خاصة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و الحاضرين في المنصة.
ونشير أن العرض العسكري الكبير الذي عرفته الجزائر العاصمة أمس شهد حضور ضيوف من مستوى عال من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة وممثليها، على غرار الرئيس التونسي، السيد قيس سعيد، رئيس دولة فلسطين، السيد محمود عباس،  رئيسة إثيوبيا، السيدة ساهلي وورك زودي، رئيس النيجر السيد محمد بازوم، رئيس جمهورية الكونغو، السيد دونيس ساسو نغيسو، ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد إبراهيم غالي.كما حضر الاستعراض العسكري أيضا رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي، السيدة ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي ، وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، ووزير التسامح الإماراتي، نهيان بن مبارك آل نهيان. أما على المستوى الداخلي فقد حضر العرض العسكري كل المسؤولين على غرار رئيسي غرفتي البرلمان والوزير الأول وأعضاء من الحكومة وقادة النواحي العسكرية، وكبار الضباط في الجيش، وممثلي المجتمع المدني وغيرهم. وقد انتهى العرض العسكري بعد أزيد من ساعتين، وجرى في ظل تنظيم جيد ومحكم وفقا لتقاليد الجيش الوطني الشعبي في هذا المجال.                        إلياس -ب

أشرف على انطلاق الاستعراض العسكري المخلّد لستينية الاستقلال
الرئيس تبون يدعو إلى تثبيت مرتكزات دولة المؤسســـــــات والقانـــــون
دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، تتكرس فيها روح المواطنة وقيّم التضامن و يتجذّر فيها الشعور بالواجب الوطني. في ظرف محفوف بالتحديات،
 وأن تكون المناسبات التاريخية محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولتكون معالم مرشدة لخدمة الوطن والشعب.

جدّد رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, السيد عبد المجيد تبون، تقدير الأمة للجيش الوطني الشعبي, درع الأمة وحامل لواء جيش التحرير الوطني, الذي «نشهد معه باعتزاز ما أحرزه من مكاسب وانجازات عظيمة»، وفي كلمة له بمناسبة إشرافه على انطلاق الاستعراض العسكري بالعاصمة في ذكرى إحياء ستينية الاستقلال قال الرئيس تبون، إن «هذه اللحظات عميقة المغزى والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عالي في العلوم والتكنولوجيا العسكرية, وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة».
وتابع الرئيس تبون مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي «متلاحم مع الشعب ويزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسه اقتدارا بما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المستخدمين والمنتسبين إليه من وطنية والتزام». وأشاد رئيس الجمهورية في هذا الصدد بـ «المرابطين على الحدود ونسور العلا في أجوائنا وحفدة رياس البحر الأمجاد», مهنئا في ذات الوقت الجزائريين بهذا العيد الذي يمثل «شعلة المجد في سماء الجزائر ومنارة العزة على أرضها الطاهرة».
وأكد رئيس الجمهورية, أن الاستعراض العسكري الذي احتضنته العاصمة، يضفي «وجها استثنائيا» على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية. واعتبر الرئيس تبون في كلمة له أمام الحضور الرسمي والجماهيري في هذا الاستعراض, أن هذا المشهد المهيب يضفي «وجها استثنائيا» لعيد إحياء الذكرى ال60 لاستعادة السيادة الوطنية في وقت «وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل».
وجدد الرئيس، بالمناسبة الدعوة للمساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن و يتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني. وقال رئيس الجمهورية: «في هذه السانحة, أؤكد من جديد أننا جميعا, ومهما كانت مواقعنا ومستويات مسؤولياتنا, مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون, دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني». كما دعا إلى أن نجعل هذه المناسبات التاريخية «محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي». ولم يفوت الرئيس تبون الفرصة لتقديم جزيل الشكر والعرفان لكل ضيوف الجزائر الذين «أبوا إلا أن يقاسموا معنا الأفراح في هذا العيد المبارك عيد الاحتفاء بستينية استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها».وكانت الجزائر العاصمة، قد شهدت، أمس، تنظيم استعراض عسكري ضخم في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، بمشاركة متميزة لمختلف قوات الجيش الوطني الشعبي. وجرى الاستعراض على مستوى الطريق الوطني رقم 11 عند المدخل الشرقي للعاصمة والمحاذي لجامع الجزائر. وأشرف على انطلاق الاستعراض الرئيس عبد المجيد تبون، بحضور قادة دول يتقدمهم رؤساء تونس قيس سعيد، وفلسطين محمود عباس، وإثيوبيا ساهلي وورك زودي، والنيجر محمد بازوم، والكونغو دونيس ساسو نغيسو. كما حضر الاستعراض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأمين عام جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي، ورئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، ووزير الرياضة التركي محمد قصاب أوغلو، ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ووزير التسامح الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان.                              ع سمير

رئيس الجمهورية يؤكد أن عدد شهداء الجزائر حوالي 5,6 مليون شهيد
الجزائر تنتظر من فرنسا الاعتراف بجرائمها الاستعمارية
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن الشعب الجزائري دفع الثمن غاليا نظير نيل حريته والاستقلال منذ الثورات الشعبية إلى الثورة التحريرية المظفرة، مشيرا بأن الثورة الجزائرية تبقى مثلا للنضال من أجل الاستقلال والحرية التي استشهد من أجلها ما لا يقل عن 5,6 مليون جزائري إلى غاية نيل الاستقلال، داعيا فرنسا إلى الاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الشعب الجزائري.
دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، فرنسا إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها الآلة الاستعمارية طيلة 130 سنة، وذلك خلال إشرافه بسيدي فرج (الجزائر العاصمة) رفقة نظيره التونسي قيس سعيد على تدشين النصب التذكاري “معلم الحرية” المخلد لرفع العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة وهذا بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.
وقال الرئيس تبون، محدثا نظيره التونسي قيس سعيد، إن العدد الحقيقي لشهداء الجزائر منذ الثورات الشعبية التي قامت ضد الاستعمار الفرنسي، إلى الثورة التحريرية والاستقلال، يبلغ حوالي 5,6 مليون شهيد، مشيرا إلى أن الحرية لها ثمن، وليؤكد بأن الجزائر دفعت الثمن غاليا بقوافل من الشهداء، مجددا مطلب اعتراف فرنسا بالجرائم المرتكبة ضد الشعب الجزائري، وقال الرئيس بأن الثورة الجزائرية تبقى عبرة للناس وكل الشعوب التي تعشق الحرية. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد اشرف مساء الاثنين بسيدي فرج (الجزائر العاصمة) رفقة نظيره التونسي قيس سعيد على تدشين النصب التذكاري “معلم الحرية” المخلد لرفع العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة وهذا بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية. ويخلد هذا المعلم التذكاري الموقع الذي تم فيه رفع العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة من طرف البطل العقيد سي محند ولحاج, وهذا بعد إنزال العلم الفرنسي من ميناء سيدي فرج.
وأكد الرئيس التونسي أن الجزائر وتونس يجمعهما تاريخ حافل بالأمجاد والبطولات، مشيرا إلى أن احتفال الجزائر بالذكرى الستين لاستقلالها يعيد إلى الأذهان تمسك الشعبين الشقيقين بمبادئ الحرية والاستقلال والسيادة. وقال الرئيس التونسي إن كل الشعوب الحرة باستقلالها وبسيادتها وتقرير مصيرها بنفسها”، مبرزا أن “ما يجمع الشعبين هو تاريخ حافل ومشترك”.
وأضاف أن “الوقوف أمام معلم الحرية بهذه المناسبة يذكرنا بتاريخنا المجيد، الحافل بالعطاء وبدم الشهداء الذين لن ننساهم أبدا”، مشيدا بدور المجاهدين “الأبطال الذين ما زالوا على قيد الحياة”. واستذكر الرئيس التونسي بالمناسبة تضحيات مليون ونصف مليون شهيد في الجزائر، مشيرا بالقول إن ”الدم التونسي والجزائري اختلط في عديد المناسبات أثناء حرب التحرير، وعيد الجزائر اليوم هو عيد تونس أيضا”.              ع سمير

ترحّم على أرواح شهداء الثورة التحريرية
رئيس الجمهورية يدشن معلم "أصدقاء الثورة الجزائرية" برياض الفتح
توجّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، صباح أمس الثلاثاء، إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة، حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية، و أشرف بساحة رياض الفتح، على تدشين معلم «أصدقاء الثورة الجزائرية’’، وهذا بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.
وقام الرئيس تبون بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري والوقوف دقيقة صمت وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية المظفرة.
ويتمثل المعلم التذكاري «أصدقاء الثورة التحريرية» في جدارية تحمل أسماء أصدقاء الثورة التحريرية المجيدة من الأجانب، مرصعة بعبارة ‘’أصدقاء الثورة: إخوة في الكفاح، عرفان دائم». وكان رئيس الجمهورية مرفوقا، خلال مراسم تدشين هذا المعلم التذكاري، بكل من رئيس مجلس الامة، السيد صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وكبار المسؤولين في الدولة وأعضاء في الحكومة، الى جانب شخصيات وطنية ومجاهدين. وأكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، السيد عبد المجيد شيخي، أن تدشين معلم «أصدقاء الثورة التحريرية» هو «عرفان من الجزائر لكل من ساندها إبان الثورة التحريرية المجيدة».
واعتبر السيد شيخي أن تدشين هذا المعلم التاريخي من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، هو «عرفان من الجزائر لكل من ساندها إبان حرب التحرير المجيدة ودليل وفاء لكل من آمن بقضية الشعب الجزائري العادلة». وقال بذات المناسبة إن «الوقوف اليوم أمام هذا المعلم يأتي من أجل ذكرى من أفنوا حياتهم خدمة وكفاحا ونضالا في سبيل أن يحيا هذا الوطن العزيز ولنثبت للعالم أجمع أن الشعب الجزائري حريص كل الحرص على تطبيق المثل العليا التي تؤمن بها الإنسانية جمعاء».
واستطرد قائلا : «لقد التزمتم، سيدي الرئيس، ووفيتم بأن تقفوا مع الشعب الجزائري في محطات مفصلية لتعبروا عن هذا الوفاء وعن هذا الالتزام وتعيدوا الاعتبار للتاريخ».
وعاد السيد شيخي لتثمين حضور رئيس الجمهورية في «كل المواعيد التي تخلد كفاح شعبنا من أجل استرجاع سيادته الوطنية وحرصه على أن يتذكر الجميع ما عاناه أبناء الوطن من ويلات الاستعمار واستذكار معاناة أولئك الذين تم نفيهم وتضحيات من ألقي بهم في نهر السين، واليوم ممن آمنت قلوبهم من أجانب باستقلال الجزائر وشعبها».    
ق.و

خبراء يعتبرونه الأضخم في المنطقة ويؤكدون
الاستعراض العسكري يبرز مدى احترافية وجاهزية الجيش
* الجــــــــزائر قـــــــــوة إقليميـــــة ولها جيــــــش قــــــوي يحميــــــها من أي عـــــــدوان
أكد خبراء ومحللون، أمس، أن الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي، أمس، يحمل دلالات كبرى، حيث يعتبر أضخم استعراض عسكري في المنطقة بكل المقاييس، و يبرز مدى احترافية و جاهزية وحدات الجيش، و يبين منظومة التسليح القوية للجيش الجزائري ، و أن الجزائر قوة إقليمية و جيشها يضاهي الجيوش العالمية، من حيث الكفاءة والقوة والاحترافية، وأن لها  سيفا ودرعا يحميها من أي عدوان أو اعتداء ، ومن جهة أخرى، يبين مدى تلاحم الجيش الوطني الشعبي، مع الشعب.
وأوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، في تصريح للنصر، أمس، أن الاستعراض العسكري، الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي، أمس، تحت إشراف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، يبرز مدى احترافية وجاهزية وحدات الجيش الوطني الشعبي وهو رسالة للخارج، بأن الجزائر تملك جيشا قويا، بإمكانه مواجهة كافة التحديات التي قد تواجه الدولة الجزائرية مستقبلا ، وكذلك يبين هذا الاستعراض -كما أضاف-، أن الجزائر بجيشها أصبحت قوة إقليمية وجيشها يضاهي الجيوش العالمية من حيث الكفاءة والقوة والاحترافية.
كما أشار المحلل السياسي، إلى أن التوقيت الذي جاء فيه هذا الاستعراض الذي تزامن مع ستينية الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية، له رمزية تاريخية وسياسية و أيضا حضارية، لافتا إلى أن المكان الذي أجري فيه الاستعراض له رمزية تاريخية، بمحاذاة جامع الجزائر، وهو ما يعبر عن مدى تعلق الجزائر بتاريخها  وحضارتها.
وأضاف أن هذا الاستعراض الضخم، هو رسالة لكل الشعب الجزائري، بأن الجيش الوطني الشعبي من جهته، قام بكل ما يمكن أن يقوم به، من حيث حماية الوطن والحدود، وبالتالي يبقى على الشعب الجزائري، أن يحافظ على أمانة الاستقلال والحرية .
ومن جهة أخرى، أشار المحلل السياسي، إلى الحضور الجماهيري الكبير في هذا الاستعراض العسكري، والذي يعتبر وسيلة من وسائل التقريب بين المواطن ومؤسسته العسكرية، في إطار رابطة جيش - أمة، كما أنه رسالة للمواطن الجزائري ، بأن يفتخر بجيشه ووطنه .
وقال في هذا السياق، أن الجزائري الذي كان يشاهد هذا الاستعراض العسكري، اقتنع بأن الجزائر اليوم هي بين أياد أمينة و أن الجزائر لها سند قوي وهو المؤسسة العسكرية، وبالتالي لا خوف على الجزائر من أعداء الخارج.
وأكد البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، أن هذا الاستعراض، جاء في توقيت مهم جدا، بحيث يبين للجزائريين، أن المؤسسة العسكرية، وصلت إلى مستوى متطور وكفاءة عالية من الاحترافية والجاهزية، وهذا يعطي الانطباع أن الدولة الجزائرية، هي في الطريق الصحيح، في هذا الجانب ومن جهة أخرى، يبين للخارج، أن هناك تقاربا بين المواطن والمؤسسة العسكرية، وهذا الشيء مهم جدا في هذا الوقت بالذات.من جانب آخر ، أشار المحلل السياسي، إلى  حضور رؤساء  وشخصيات سياسية وتاريخية ونضالية في الاستعراض ومن بينهم رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، والرئيس الفلسطيني، وهذا أيضا يعطي الانطباع، أن الجزائر دائما وفية لمبادئها النضالية بدعم حركات التحرر في الخارج وخاصة القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية والاستمرار في نصرة المستضعفين في جميع أصقاع العالم.ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي، الدكتور فاتح خننو في تصريح للنصر، أمس، أن هذا الاستعراض العسكري، يأتي في ظل الاحتفال بذكرى عزيزة على قلوب الجزائريين وهي ذكرى الاستقلال الوطني واسترجاع السيادة الوطنية، وبالتالي المناسبة، تقتضي أن يكون عرضا عسكريا، بهذا المستوى، مضيفا أن الاحتفال بالذكرى ال60 لعيد الاستقلال، كان احتفالا بأبعاد مختلفة ، عربية ، إفريقية ، متوسطية وغيرها  وهذا يعطي انطباع على العمق وقوة الجزائر.
واعتبر المحلل السياسي، أن ما شاهدناه في العرض العسكري، كان مبهرا و كبيرا، بحيث يعتبر أضخم استعراض عسكري في المنطقة، من حيث ما قدم من عتاد حديث، تملكه مؤسسة الجيش الوطني الشعبي والتي هي العمود الفقري وأساس الدولة الجزائرية.
كما تزامن العرض مع حضور شعبي وهو ما يعبر عن الرابطة القوية بين الشعب والجيش وبين الشعب والقيادة وباقي المؤسسات -كما أضاف- ، مؤكدا في هذا الإطار، أنه عرض بأبعاد مختلفة ويعطي رسائل على أن للجزائر سيف ودرع يحميها من أي عدوان أو اعتداء مهما كانت قدرته وحجمه .وأضاف المحلل السياسي، أن منظومة الجيش الوطني الشعبي، متطورة وديناميكية ، ومن شأنها الحصول على كل الأسلحة التي تؤمن وتحمي بها الحدود البرية والجوية والبحرية، لافتا إلى أن الاستعراض العسكري، كان جويا وبحريا وبريا، وهذا يعطي دلالات كبيرة، على أن الجزائر قادرة على حماية حدودها من كل الجهات وعلى كل المستويات، مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي، يعتبر من أقوى الجيوش في المنطقة، تكوينا وتسليحا و عمقا تاريخيا وترابطا مع الشعب وهي المؤسسة التي ولدت من رحم الشعب.
ومن جانب آخر ، أوضح المحلل السياسي، أن الاستعراض له بعد متوسطي، وقد نظم أمام جامع الجزائر والذي يفترض أن يكون منارة ثقافية وتاريخية وتعبر عن الهوية الجزائرية .
كما أكد أن الجزائر هي قوة بناء سلام وأمن في المنطقة، على مستوى الفضاء الإقليمي ، و لم ولن تكون قوة غازية خارج حدودها، مبرزا دور الجزائر بجيشها ودبلوماسيتها أيضا، لصالح  بناء الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف قائلا: ينبغي ألا نقرأ الاستعراض، على أنه رسالة عدوانية إلى أي أحد.
مراد -ح

 

الرجوع إلى الأعلى