أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، على أهمية تفعيل منطقة التجارة  الحرة القارية الإفريقية لتحقيق الاندماج والتكامل الاقتصادي، سيما في ظل المعطيات والمستجدات على الصعيد الاقتصادي العالمي، وأشاروا في السياق ذاته، إلى ضرورة انخراط الدول الافريقية في هذا المسعى وتحقيق التكامل والتبادل والتعاون في إطار استراتيجية رابح – رابح، من أجل النهوض بالقارة الإفريقية و استفادة الشعوب الافريقية من الخيرات والثروات المتنوعة التي تزخر بها القارة.
وأكد الخبير الاقتصادي، الدكتور سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن الاندماج الافريقي، ضرورة حتمية بالنسبة لدول القارة، بالنظر لتنافس العديد من الدول في السنوات الأخيرة، على ما يسمى الكعكة الافريقية.
وأضاف أن الأفارقة، يرون أنهم أولى بهذا الفضاء الإفريقي وهم  يرغبون اليوم في تحقيق التكامل الاقتصادي، من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ، خاصة وأن المنطقة تشكل قوة بشرية هائلة ، كما أنها تعتبر سوقا واعدة، في ظل توفر عوامل التكامل المختلفة، على غرار الأراضي الخصبة والأنهار والثروات المعدنية والباطنية الهائلة وعلى رأسها الذهب والبترول والغاز ومختلف عوامل التنوع الطبيعي التي تشجع التكامل ما بين الدول الافريقية، لافتا إلى أهمية أن يراعي هذا التكامل، القدرات الخاصة بكل دولة.
من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة في تصريح للنصر، أمس، أن الانخراط في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، أكثر من ضرورة بالنسبة للاقتصاد الجزائري، لافتا إلى مختلف المقومات التي تدعم الطرح الجزائري بخصوص ضرورة تفعيل منطقة التجارة الحرة الافريقية، نظرا لدخولنا في عصر التكتلات الاقتصادية العالمية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، في هذا السياق، أن المعطيات و المستجدات على المستوى الاقتصادي القاري والعالمي، تدفع إلى ضرورة الانخراط في هذا المسعى، لافتا إلى ما تمثله هذه المنطقة من منافذ لتسويق وتصريف المنتوجات الجزائرية، كما أنها فرصة للابتعاد عن دائرة المحروقات وتنويع الاقتصاد الوطني.
وأضاف البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة، أن انضمام الجزائر وانخراطها وقيادتها لهذا المسعى، يمثل فرصة كبيرة لرفع معدلات النمو، لما تمثله الجزائر من ثقل اقتصادي ومالي على المستوى القاري، وبالتالي التنويع والتكامل والتبادل في المنتوجات الافريقية  المتنوعة والتعاون في إطار استراتيجية رابح – رابح، لكلا الأطراف وفي نهاية الأمر النهوض بالقارة الإفريقية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن تحقيق الاندماج والتكامل الاقتصادي، أصبح ضرورة ، مبرزا أهمية تفعيل منطقة التجارة  الحرة القارية الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية، جاءت لتجسيد مقولة إفريقيا للأفارقة، بحيث تكون خيرات إفريقيا للشعوب الافريقية، مضيفا في السياق ذاته، أن التبادل بين الدول الإفريقية مفيد جدا لكل الدول الإفريقية والتي تزخر بثروات مختلفة ومنها البترول والغاز والأراضي الشاسعة الخصبة .
وأضاف في نفس السياق، أن تفعيل منطقة التجارة الحرة الافريقية، خطوة نحو الاندماج  والتكامل لاقتصادات الدول الافريقية ، خاصة  وأن العالم يتكتل حاليا، موضحا أن الدولة التي تبقى بمعزل عن أي تكتل، سوف تعصف بها أزمات الاقتصاد العالمي ولن تستطيع  بمفردها أن تجابه تحديات الاقتصاد العالمي سنة 2023، لأن الاقتصاديين يقولون أن سنة 2023 هي سنة الركود والتضخم.
وأكد الخبير الاقتصادي، على ضرورة أن ينخرط جميع الأفارقة في هذه المنطقة، مع ضرورة أن يرتفع صوت المصنع في إفريقيا من خلال الإنتاج و أن يأخذ الأفارقة المبادرة بأنفسهم و لا ينتظرون الدول الاستعمارية السابقة والتي لازالت تنهب من خيرات الدول الافريقية.
كما اعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة، أن الجزائر وضعت أعينها على جميع الزوايا الممثلة للأقطاب الاقتصادية الدولية، حيث قدمت طلب الانضمام إلى مجموعة «بريكس» ، كما أرادت تفعيل منطقة التجارة العربية وكذلك تعمل مع الأفارقة على تفعيل  منطقة التجارة الحرة الافريقية، كما لها شراكة أيضا مع الاتحاد الأوروبي.
وللإشارة ، جددت الجزائر، أول أمس، خلال المساهمة التي قدمتها ، في جلسة مغلقة لأشغال القمة الاستثنائية ال17 للاتحاد الإفريقي، حول منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية، التزامها بأهداف التكامل والاندماج في القارة الإفريقية، معتبرة أن استحداث المنطقة الإفريقية للتبادل الحر، يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق الاندماج القاري، وأن دخولها حيز التنفيذ يعكس الإرادة السياسية القوية للدول الافريقية صوب التكريس الفعلي لأجندة 2063.
مراد-ح

الرجوع إلى الأعلى