كشف نائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية أمس عن ارتفاع الطلب على الأدوية المضادة لنزلات البرد والزكام الموسمي إلى الضعف خلال الفترات الأخيرة، مما دفع بالتنظيم إلى إخطار وزارة الصناعة الصيدلانية لتموين السوق بكميات إضافية من الأدوية لتلبية الاحتياجات.
وأفاد المتدخل في تصريح «للنصر» بأن النقابة وجهت مؤخرا مراسلات إلى الوزارة الوصية بخصوص وضعية سوق الأدوية على ضوء تداعيات العدوى بالأنفلونزا الموسمية، وتسجيل بعض النقص في الأدوية، لا سيما ما تعلق بالمضادات الحيوية، بهدف تلبية الطلب المتزايد على هذه الأصناف.
وأكد ممثل النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بأن الطلب على الأدوية سجل ارتفاعا محسوسا مع دخول موسم البرد، مما أدى إلى زيادة الضغط على أغلب الصيدليات التي واجهت الكثير منها صعوبات في تلبية احتياجات المرضى، غير أن تدخل الوزارة الوصية في الوقت المناسب ساعد على تدارك الوضع.
وشبه المصدر الوضع الصحي الحالي الناجم عن تفشي الأنفلونزا الموسمية بما عاشته عديد مناطق البلاد خلال أزمة كورونا، معتقدا بأن حالة التراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية ساهم في رفع عدد حالات الإصابة بالفيروس المسبب للزكام، على غرار التجاوزات التي ساهمت في إطالة عمر الأزمة الصحية، وما تخللها من موجات عدة بسبب عدم التقيد بتوصيات الأخصائيين. وأضاف المصدر بأن التعامل مع وباء كورونا مكن الصيادلة من اكتساب خبرة في مواجهة الأزمات الصحية مهما كان تعقيدها، والعمل تحت الضغط من أجل التكفل بطلبات المرضى، لا سيما في ظل حرص الوصاية على التموين المستمر للسوق.
وبادرت وزارة الصناعة الصيدلانية مؤخرا إلى تجنيد المتعاملين من منتجين وموزعين لضمان الوفرة ومعالجة تذبذب التموين ببعض الأصناف من الأدوية، من بينها المضادات الحيوية، وبحسب ممثل نقابة الصيادلة الخواص فإن كميات هامة تم إنزالها إلى السوق تزامنا مع تفشي العدوى بالزكام الموسمي. كما تم تموين الصيدليات بالمواد شبه صيدلانية، من بينها المكملات الغذائية التي توصف للمصابين، إلى جانب مسكنات الحمى والآلام، لا سيما وأن بعض المرضى يتجنبون تناول المضادات الحيوية ويفضلون مواجهة العدوى بوصفات شبه صيدلانية، ثم التوجه إلى الطبيب المعالج في حال عدم التماثل إلى الشفاء.
ونبه المتدخل إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر لا سيما في الفترات القادمة التي من المتوقع أن تشهد تراجعا في درجات الحرارة بحسب المصالح المختصة، كما دعا إلى اتباع نفس الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا لتفادي العدوى بالأنفلونزا الموسمية التي لا تختلف أعراضها عن تلك التي يسببها كوفيد 19. وأكد مراد شابونية بأنه خلال الأزمة الصحية تم تسجيل تراجع كبير في حالات الإصابة بالزكام الموسمي، أرجعه الأخصائيون إلى تقيد غالبية الأفراد بالتدابير الاحترازية للوقاية من كورونا، خاصة ما تعلق بارتداء القناع الواقي في الفضاءات المغلقة، واحترام مسافة التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي، وهي نفس الإجراءات التي تسمح بالوقاية من الأنفلونزا الموسمية.
ويعتقد المتحدث بأن احترام الإجراءات الصحية سيساهم في ضمان الصحة العامة وتقليص فاتورة الأدوية، والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، من خلال تجنب الإفراط في استهلاك المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية.      
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى