استلم الوزراء الجدد المعينون من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في التعديل الحكومي الأخير مهامهم رسميا، وأجمع أعضاء الحكومة الجدد على ضرورة العمل لتنفيذ التعهدات التي قدمها رئيس الجمهورية، بمواصلة الورشات الإصلاحية وتشجيع النشاط الاقتصادي وحماية القدرة الشرائية للجزائريين وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن.
باشر الوزراء الجدد، مهامهم الجديدة بعد مراسم استلام المهام التي شهدتها أمس عديد الدوائر الوزارية، بعد التعديل الوزاري الذي أجراه  رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون، والذي مس 11 حقيبة وزارية في حكومة الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان.
الارتقاء بالسياسة الخارجية للوطن إلى مستويات فاصلة
وقال الوزير الجديد للشؤون الخارجية، أحمد عطاف، إن السياسة الخارجية للجزائر، تمكنت من قطع أشواط نوعية إضافية جديرة بقامة الجزائر وقيمها وثقلها والتطلعات المشروعة للبلاد. وفي كلمة له، خلال استلام مهامه من الوزير رمطان لعمامرة، قال «لقد سعدت وشرفت منذ يومين بلقاء رئيس الجمهورية واستمعت منه مباشرة إلى إرشاداته وتوجيهاته وتعليماته وهو يهدف بها إلى الارتقاء بالسياسة الخارجية للوطن إلى مستويات فاصلة من النجاعة والنفوذ والتأثير وفي كل ما صدر عن الرئيس من تحليل وتقييم واستقراء واستشراف كانت المصلحة الوطنية هي البوصلة ومن أجل خدمتها أحسن خدمة حدد الرئيس الأولويات أولا والمقاربات ثانيا والمنهجيات ثالثا».
وأضاف أنه «ستكون لنا في المستقبل القريب فرصة الوقوف عند كل ورشة من هذه الورشات بالتفصيل والتدقيق والتركيز قصد تحويلها إلى خطط عمل تتلاءم ومقتضيات كل ملف من الملفات التي أضفى عليها الرئيس طابع الأولوية وطابع الاستعجال. واعتبر أن ميزة المرحلة التاريخية الراهنة تتمثل في الحساسية والدقة على كافة الأصعدة الوطنية منها والجهوية والعالمية.
وشدد الوزير الجديد للخارجية، على ضرورة مواكبة التحولات التي تعيشها الجزائر والتأقلم معها والتكيف مع كل مقتضياتها، وعلى الصعيد الجهوي، جعل سياستنا الخارجية مطالبة بالتفطن لكل تابعة من تابعاتها والتحلي باليقظة الشديدة في وجه مفرزاتها وعلى الصعيد العالمي هناك أزمة الترابطية وأزمة في الترابطية وهناك أزمة العولمة وأزمة في العولمة وهناك أزمة في ما يسمى ببنية الأمن الجماعي وما تنذر به من اختلالات في منظومة العلاقات الدولية.
عون: الصرامة والسرعة في تنفيذ التعليمات
كما استلم وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، أمس، مهامه رسميا من قبل الوزير السابق أحمد زغدار، عقب تعيينه وزيرا للقطاع في التعديل الحكومي الأخير. وشكر الوزير المغادر أحمد زغدار الرئيس عبد المجيد تبون على الثقة التي منحه إياها لعهدتين وزاريتين وتمنى التوفيق للوزير الجديد للقطاع علي عون. وقال وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون في كلمته أثناء استلام المهام إن القطاع حساس ومهم والمهمة صعبة لكنها غير مستحيلة بتفاني الجميع، مطالبا بالصرامة والسرعة في تنفيذ التعليمات. وأضاف:” أعود لوزارة الصناعة التي كنت فيها 1985 لمدة ثمان سنوات مديرا للصناعة الكيميائية، ولن أمس أي مسؤول إلا من وضع نفسه في موقف يحاسب عليه”.
 وزير التجارة: قوت الجزائريين خط أحمر
من جانبه، حذر وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، من أي تلاعب بقوت الجزائريين واستقرار البلاد، مؤكدا أن “قوت الجزائريين خط أحمر”. وفي كلمة له خلال حفل استلام وتسليم المهام بمقر الوزارة صباح أمس، شكر زيتوني رئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه، مضيفا: ” أشكر أيضا كمال رزيق المناضل والأستاذ والوزير على ما قدمه للقطاع”، وتابع زيتوني:  “المسيرة ستتواصل بما تم رسمه وتحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس تبون”. كما وجه وزير التجارة الجديد رسالة طمأنة لكل المتعاملين الاقتصاديين وكذلك الشركاء الاجتماعيين الناشطين في القطاع.
 استكمال برامج الإصلاحات المالية
كما جرت بوزارة المالية، مراسم تسلم وتسليم المهام بين الوزير السابق إبراهيم جمال كسالي، والوزير الجديد لعزيز فايد. الذي أكد حرصه التام على العمل بجدية ومثابرة من أجل متابعة واستكمال برامج الإصلاحات التي باشرت بها الوزارة. وشكر الوزير الجديد، في كلمة له بهذه المناسبة، رئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه.
وأكد الوزير الجديد، أنه سيبذل قصارى جهده ويعمل بتفاني على تحقيق الأهداف المسطرة الرامية إلى تطوير وعصرنة المالية العمومية، من أجل دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف الوزير الجديد، أنه يدرك التحديات التي تواجه البلاد والاقتصاد الوطني. ومصمم على التصدي لهذه التحديات بالتعاون مع إطارات وزارة المالية. ومواصلة العمل على التطبيق الفعال لبرنامج الحكومة.
كما شكر لعزيز فايد، إبراهيم جمال كسالي على كل ما قدمه للقطاع والجهود التي بذلها متمنيا له التوفيق. وشدد الوزير الجديد في الأخير، على حرصه التام على التعاون والتنسيق مع جميع القطاعات. والعمل بجدية ومثابرة لمتابعة برامج الإصلاحات الهيكلية التي باشرت فيها الوزارة على غرار الإصلاح الميزانياتي الجبائي والمالي.
 تعزيز آليات الحوار الاجتماعي
كما تسلم فيصل بن طالب، مهامه كوزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، خلفا للسيد يوسف شرفة، وذلك عقب التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الجمهورية.  وخلال مراسم تسليم واستلام المهام التي تمت بمقر الوزارة وبحضور إطاراتها، توجه الوزير الجديد ب «الشكر والعرفان والتقدير» لرئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه لتولي هذا المنصب، متمنيا أن يكون في مستوى «هذه الثقة والمسؤولية».
كما أوضح أنه يتوجب أن تتجلى هذه الثقة بـ «ترجمة التزامات رئيس الجمهورية على أرض الواقع لا سيما المتعلقة بتعزيز العقد الاجتماعي القائم على ازدهار الأجيال عبر آليات الحوار الاجتماعي بناءة وهادفة وضامنة للمصلحة العليا». وفي ذات السياق، أكد  بن طالب على ضرورة «الحفاظ على مكتسبات النظام الوطني للضمان الاجتماعي والتقاعد من خلال تعزيز توازناته المالية وتثمين اداءاته»، مشددا على أهمية عصرنة الخدمات العمومية التي يقدمها القطاع و رقمنتها. من جهته، تقدم السيد شرفة بالشكر الجزيل لرئيس الجمهورية على تجديد الثقة في شخصه بتعيينه وزيرا للنقل، معربا عن تمنياته للوزير الجديد بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
ترجمة التزامات رئيس الجمهورية على أرض الواقع
و قالت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة الجديدة، فائزة دحلب، إن القطاع يحظى بأهمية متزايدة من قبل السلطة والمواطنين.
ودعت الوزيرة الجديدة في كلمة لها خلال استلام وتسليم المهام مع الوزيرة السابقة سامية موالفي، إطارات الوزارة إلى مضاعفة الجهود أكثر فأكثر من أجل العمل على تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، شاكرة في الوقت نفسه الرئيس تبون على الثقة التي وضعها فيها لتولي قطاع البيئة والطاقات المتجددة. وأكدت الوزيرة الجديدة أنها ستعمل بكل جد وحرص لتكون في مستوى ثقة رئيس الجمهورية، قائلة: “سنعمل سويا على ضمان جودة لنتائج البرنامج وإطار معيشي صحي”.
كما تسلم عبد الرحمان حماد، مهامه على رأس وزارة الشباب والرياضة خلفا للسيد عبد الرزاق سبقاق، وأعرب السيد حماد في كلمة بالمناسبة عن شكره وامتنانه العميق “لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي شرفني بثقته بتعييني على رأس قطاع حيوي وحساس لكن كله آمال، ألا وهو الشباب والرياضة. أدرك تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي خاصة في ظل الاستحقاقات العديدة والقريبة التي تنتظر بلادنا. كما سنعمل بكل حزم وعزم على تجسيد آمال وتطلعات شبابنا، ناشطون في المجتمع أو رياضيون”. وأضاف الوزير: “أؤمن بالحوار والتشاور، لذلك أدعو كل الفاعلين في القطاع إلى ترسيخ هذه الثقافة، مثلما أدعو إلى نبذ الخلافات”.
كما تولت السيدة مريم بن مولود، وزارة الرقمنة والإحصائيات، خلفا للسيد حسين شرحبيل الذي استدعي لمهام أخرى، وخلال مراسم تسليم واستلام المهام، التي جرت بمقر الوزارة، بحضور إطاراتها، أعربت السيدة بن مولود عن شكرها لرئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصها، مؤكدة أنها “ستعمل في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، خصوصا التزامات رئيس الجمهورية رقم 25 و26 المتعلقة بالرقمنة والإحصاء”.واعتبرت الوزيرة أنه “من الضروري العمل بطريقة تشاورية وتشاركية مع كل القطاعات بغية وضع إستراتيجية في سبيل تحقيق التحول الرقمي”، مشيرة، بالمناسبة إلى “ضرورة وضع كل الآليات المتعلقة بالإحصاء لإنشاء منظومة وطنية للإحصاء من أجل إنتاج المعلومة و تحيينها ومعالجتها”.     
    ع سمير

الرجوع إلى الأعلى