أكد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون ، أن الجزائر تحرّرت من الارتهان لدوائر الفساد والابتزاز، وانطلقت بحزم في مشاريع و ورشات التنمية، وسارعت إلى خطوات وطنية شجاعة في اتجاه الاستدراك والتكفل بمصالح البلاد الاستراتيجية على الوجه الأنجع، وقد قطعت أشواطا معتبرة داخليا وخارجيا، مجددا عزمه على بناء جزائر قوية برد الاعتبار لقيمة الجهد والعمل وتثبيت ركائز الأمن القومي.
وجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى
الـ 61 لعيد النصر المصادف للتاسع عشر مارس من كل سنة، تاريخ وقف إطلاق النار وإعلان انتصار الشعب الجزائري في ثورته ضد الاستعمار الفرنسي التي دامت سبع سنوات ونصف.
و قال الرئيس تبون في رسالته، إن عيد النصر 19 مارس 1962 هو خاتمة الكفاح المسلح الذي حمل شعلته الأحرار الأبطال في الفاتح من نوفمبر 1954 وواجه خلاله الشعب الجزائري برمته أسلحة الفتك والتدمير في حرب دامية أثبتت للعالم أجمع صمود شعب حر يشق طريقه إلى النصر أو الشهادة، حرب حملت غلاة المستعمرين على إدراك المآلات المخزية لجنون سياسة الأرض المحروقة، حين ارتفعت أصوات الشرفاء في أصقاع الدنيا وفي الأمم المتحدة لإدانتها والمطالبة بوضع حد للإبادة والجرائم الإنسانية التي كان الاستعمار يقترفها والتي ستظل تلاحقه.
واعتبر الرئيس أن الاحتفاء بمثل هذه المناسبات وغيرها من أحداث تاريخنا المجيد تشهد على «وفاء متجذر» لدى أجيال الاستقلال المتشبعة بالروح النوفمبرية، وتعمق لدى الشعب الجزائري حسا يقظا ضامنا للتلاحم الوطني وحاميا لدولة المؤسسات، وفاضحا في نفس الوقت لطابور النفخ في أبواق الحقد التي تزداد إيغالا في التيه والمذلة.
يحدث هذا في وقت تحررت فيه الجزائر –يضيف الرئيس تبون -  من «الارتهان لدوائر الفساد والابتزاز وانطلقت بحزم في مشاريع و ورشات التنمية، تسابق الزمن لتحقيق تطلعات الشعب، وسارعت إلى خطوات وطنية شجاعة في اتجاه الاستدراك والتكفل بمصالح البلاد الاستراتيجية على الوجه الأنجع».
وفي سياق تطرقه للنتائج الايجابية الكبيرة التي حققتها البلاد في السنوات الأخيرة قال رئيس الجمهورية في رسالته إن «الجزائر قطعت أشواطا معتبرة، تعكسها داخليا مؤشرات الاقتصاد ومعدلات التنمية، وحجم الأموال المرصودة للتحويلات الاجتماعية للقضاء على ما تبقى من مظاهر الهشاشة والغبن، بعد طي ملف مناطق الظل».
أما على المستوى الخارجي فإن هذه النتائج تعكسها المكانة التي أصبحت بلادنا تتبوؤها والدور المحوري الذي تضطلع به كاملا، وهي في ذلك فخورة بمجدها التاريخي ومعولة على مقدراتها الذاتية وعلى شبابها المبدع الشغوف بالحداثة والمواكب للتكنولوجيات المعاصرة والجدير بمراكز القيادة والريادة.
كما اعتبر الرئيس أن الاحتفاء بعيد النصر مناسبة متجددة نستمد منها طاقة محاربة المظاهر البائسة والاندماج في توجهات التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
و موازاة مع هذا- يضيف رئيس الجمهورية- فإن الجزائر تنخرط بفعالية في «ديناميكية تعزيز الشراكات مع الدول الشقيقة والصديقة»، انطلاقا من موقعها الجغرافي وتأثيره على خارطة التوازنات الراهنة إقليميا ودوليا، وذلك برؤية قائمة على تبادل المنافع في الاقتصاد والاستثمار وتفعيل التعاون العسكري والأمني، تمكينا لمقومات حصانة الوطن وعزة الشعب، بتدبير متبصر جوهره وحدة وسلامة أرض الشهداء، وقوامه سؤدد الأمة الجزائرية العريقة و عماده المواثيق والأعراف الدولية.
وهنا لفت الرئيس إلى أن كل هذه الجهود إنما تبذل من أجل «تأمين طريق الجزائر المقبلة على رهانات حاسمة»، في عالم يتشكل من جديد بفعل تقلبات العلاقات الدولية والصراعات المحتدمة على المصالح والنفوذ.
 و جدد رئيس الجمهورية عزمه على بناء جزائر قوية بإعادة الاعتبار لقيمة الجهد والعمل، وتثبيت ركائز أمنها القومي، معربا عن ثقته بأن ما تحقق هو حصاد تمسك الجميع بوحدة الصف والسهر على تكاثف الجهود في ظل الإرادة الصادقة ووازع الإخلاص في العمل الذي يضيء درب النصر والوفاء للشهداء.
إلياس -ب

نص رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد النصر
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
يعتز الشعب الجزائري بتاريخه الوطني ويحتفي بمناسبات بارزة لارتباطه الوجداني بالكفاح الذي خاضه، أجيالا بعد أجيال، دفاعا عن حريته وأرضه وسيادته، مكرسا في كل المراحل عقيدة الوحدة والتماسك في ضمير الأمة.
ويأتي عيد النصر (19 مارس)، فنحيي ذكرى خاتمة الكفاح المسلح الذي حمل شعلته الأحرار الأبطال في الفاتح من نوفمبر 1954 وواجه خلاله الشعب الجزائري برمته أسلحة الفتك والتدمير في حرب دامية أثبتت للعالم أجمع صمود شعب حر، يشق طريقه إلى النصر أو الشهادة.. وحملت غلاة المستعمرين على إدراك المآلات المخزية لجنون سياسة الأرض المحروقة، حين ارتفعت أصوات الشرفاء في أصقاع الدنيا وفي الأمم المتحدة لإدانتها والمطالبة بوضع حد للإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي كان الاستعمار يقترفها.. وستظل تلاحقه.
إن مناسبات الاحتفاء بعيد النصر وغيره من الأحداث في تاريخنا المجيد تشهد على وفاء متجذر لدى أجيال الاستقلال المتشبعة بالروح النوفمبرية، وتعمق لدى الشعب الجزائري حسا يقظا ضامنا للتلاحم الوطني، حاميا لدولة المؤسسات، وفاضحا لطابور النفخ في أبواق الحقد التي تزداد إيغالا في التيه والمذلة، في وقت تحررت فيه الجزائر من الارتهان لدوائر الفساد والابتزاز وانطلقت بحزم في مشاريع و ورشات التنمية، تسابق الزمن لتحقيق تطلعات الشعب، وسارعت إلى خطوات وطنية شجاعة في اتجاه الاستدراك والتكفل بمصالح البلاد الاستراتيجية على الوجه الأنجع.
لقد قطعت الجزائر أشواطا معتبرة تعكسها داخليا مؤشرات الاقتصاد ومعدلات التنمية وحجم الأموال المرصودة للتحويلات الاجتماعية للقضاء على ما تبقى من مظاهر الهشاشة والغبن، بعد طي ملف مناطق الظل. وتتمثل على الصعيد الخارجي في المكانة التي أصبحت بلادنا تتبوؤها والدور المحوري الذي تضطلع به كاملا، فخورة بمجدها التاريخي ومعولة على مقدراتها الذاتية وعلى شباب مبدع، شغوف بالحداثة، مواكب للتكنولوجيات المعاصرة وجدير بمراكز الريادة والقيادة.
إن احتفاءنا بعيد النصر هو مناسبة متجددة نستمد منها طاقة محاربة المظاهر البائسة والاندماج في توجهات التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالموازاة مع الانخراط الفعال في ديناميكية تعزيز الشراكات مع الدول الشقيقة والصديقة، انطلاقا من موقع بلادنا الجغرافي وتأثيره على خارطة التوازنات الراهنة إقليميا ودوليا وبرؤية قائمة على تبادل المنافع في الاقتصاد والاستثمار وتفعيل التعاون العسكري والأمني، تمكينا لمقومات حصانة الوطن وعزة الشعب، بتدبير متبصر جوهره وحدة وسلامة أرض الشهداء وقوامه سؤدد الأمة الجزائرية العريقة وعماده المواثيق والأعراف الدولية وتأمينا لطريق الجزائر المقبلة على رهانات حاسمة، في عالم يتشكل من جديد بفعل تقلبات العلاقات الدولية والصراعات المحتدمة على المصالح والنفود.
وفي الختام، وإذ أجدد في هذا المقام عزمنا على بناء جزائر قوية بإعادة الاعتبار لقيمة الجهد والعمل وتثبيت ركائز أمنها القومي، فإنني على ثقة بأن ما حققناه معا هو حصاد تمسكنا بوحدة الصف وسهرنا على تكاتف الجهود وستبقى الإرادة الصادقة معينا لنا بعد الله تبارك وتعالى وسيظل وازع الإخلاص في العمل يضيء درب النصر والوفاء للشهداء، متوجها إليكم بأخلص التهاني بمناسبة عيد النصر الواحد والستين، أترحم معكم على أرواح شهدائنا الأبرار، داعيا المولى عز وجل أن يديم على إخوانهم المجاهدين نعمة الصحة ويبارك في أعمارهم.
تحيا الجزائر، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».

الرجوع إلى الأعلى