l مزاعم التضييق على الحريات مرتبطة بمحاولات زرع البلبلة
قال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إن الجزائر مؤهلة للعب دور الوسيط كونها من الدول التي تملك مصداقية كافية للوساطة، وأكد أن زيارته إلى روسيا ما زالت قائمة، وستتم في ماي القادم بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واعتبر من جانب آخر، أن العلاقة مع المغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة. ونفى الرئيس تبون وجود تضييق على الحريات أو مساس بحرية التعبير في الجزائر، مشيرا إلى أن إثارة هذه المسألة في كل مرة مرتبطة بمحاولات لزرع البلبلة والمساس باستقرار البلاد.
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، استعداد الجزائر للعب دور الوساطة لإنهاء الحرب القائمة في أوكرانيا، في حوار لقناة الجزيرة بث مساء أمس، إن الجزائر مؤهلة لدور وساطة في الأزمة الأوكرانية: «نحن من الدول القليلة التي لها مصداقية كافية لذلك».
وفي السياق، أكد الرئيس تبون، أنّ زيارته لروسيا لا تزال قائمة وستتم في شهر ماي القادم بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين، وكان بوتين قد جدد يوم الجمعة الماضي دعوته إلى رئيس الجمهورية لزيارة موسكو، حيث حملت رئيسة المجلس الفيدرالي للجمعية الفيدرالية لروسيا فالنتينا ماتفيينكو دعوة إلى تبون بهذا الشأن.
وتطرق رئيس الجمهورية في الحوار، إلى عدة قضايا على رأسها القضية الصحراوية، حيث أكد أن إسبانيا انحازت في ملف الصحراء الغربية بتصرفات سرية لا تعفيها من مسؤولياتها، مضيفا أن « الحكومة الإسبانية تناست أنها القوة المستعمرة السابقة للصحراء الغربية ومسؤوليتها قائمة»، معتبرا في الوقت ذاته أن موقف حكومة سانشيز موقفا فرديا.
وتطرق الرئيس تبون إلى الأزمة مع إسبانيا، واعتبر أن الموقف الإسباني الطارئ في مارس من العام الماضي، بخصوص الصحراء هو «موقف فردي من حكومة سانشيز»، مضيفًا أن «الحكومة الإسبانية الحالية تناست أنها القوة المستعمرة السابقة للصحراء»، لافتا إلى أن «إسبانيا انحازت في ملف الصحراء بتصرفات سرية لا تعفيها من مسؤولياتها». ونفى الرئيس تبون أن تكون المبادلات التجارية بين الجزائر وإسبانيا مقطوعة، فهي مستمرة وأغلبها من القطاع الخاص بين البلدين،  مشددا على أن العلاقة مع الشعب الإسباني لم تتأثر وكذلك الشأن بالنسبة للمؤسسة الملكية، موضحا أن قرار حكومة سانشيز يعد خرقا لاتفاقية الصداقة وحسن الجوار، وأكد بالمناسبة أن الجزائر رفعت الحصة الموجهة لإسبانيا من الغاز و إذا ما حدث تأثر في المبادلات الاقتصادية فإنه يعني المتعاملين الخواص الذين يتأثرون بدورهم بمواقف الحكومة الإسبانية.
وبشأن العلاقات مع المغرب، تأسف رئيس الجمهورية لوصول العلاقات إلى هذا المستوى، وقال « إن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة»،  و ذكر بأن قطع العلاقات مع الرباط هو ردة فعل، مشددا على أن ما قامت به الجزائر من قطع للعلاقات وغلق للمجال الجوي جاء لتفادي ما لا يحمد عقباه خصوصا وأن العلاقة مع هذا البلد ظلت متوترة طيلة 43 سنة من عمر استقلال الجزائر.
وحرص الرئيس تبون على التوضيح بأن قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار وكشف بالمناسبة عن رفض الجزائر في عهد الرئيس بن بلة لعرض من فرانكو بضم الصحراء الغربية.
وبخصوص الوضع في تونس،  اعتبر رئيس الجمهورية، أن تونس تتعرض لمؤامرة. مؤكدا وقوف الجزائر إلى جانبها. وقال تبون، في الحوار، إن “تونس تتعرض لمؤامرة والجزائر تقف معها أحب من أحب وكره من كره”.
ولدى تطرقه إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية أوضح رئيس الجمهورية أنها « علاقات متذبذبة» معلنا عن عودة السفير الجزائري إلى باريس قريبا، وبخصوص العلاقات مع إيطاليا، ذكر رئيس الجمهورية العلاقات الجزائرية الإيطالية إستراتيجية وتاريخية ومتينة جدا، مشيرا إلى أن اتفاقية الطاقة مع إيطاليا تشمل الكهرباء والغاز والهيدروجين ونسعى لتنفيذها بالتعاون مع أوروبا. وأكد أن إيطاليا لم تستفد من الأزمة مع إسبانيا والجزائر ملتزمة بتزويد الشعب الإسباني بالطاقة. مذكرا بالعلاقات التاريخية بين البلدين التي تمتد إلى ثورة التحرير.
وفي الملف الفلسطيني، أبدى الرئيس تبون تشبثا بالوصول إلى مصالحة فلسطينية على أساس اتفاق الجزائر الموقع في أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن “القضية الفلسطينية هي القضية الأم وتكاد تكون قضية داخلية في الجزائر”. في إشارة إلى الالتزام الرسمي والشعبي في الجزائر بدعم القضية الفلسطينية.
الحديث عن التضييق على الحريات يثار عند محاولات
 زرع البلبلة
 وفي الشأن  الداخلي نفى رئيس الجمهورية, وجود تضييق على الحريات في الجزائر وقال إن  إثارة  هذه المسألة في كل مرة, «مرتبط ارتباطا عضويا مع محاولات زرع البلبلة وعدم الاستقرار في الجزائر», مشيرا إلى تعرض الجزائر «كل أربع أو خمس سنوات لمحاولات استهداف من قبل ما يسمى بالقوى الناعمة, وذلك من خلال استغلال أشخاص معينين ومساندتهم من الخارج».
وفي ذات السياق, أوضح رئيس الجمهورية أنه يوجد في الجزائر «8500 صحفي و180 جريدة يومية و20 قناة خاصة, بالإضافة إلى وسائل إعلامية أخرى», مشددا على أن الدولة «لم تقم يوما بممارسة التضييق عليها».
واستطرد قائلا إن وسائل الإعلام هذه «تقوم بانتقاد الدولة», معربا عن ترحيبه بأي «انتقاد أو معارضة من خلال تقديم أفكار بديلة وخطط اقتصادية مغايرة للخطة الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة».
وأكد أنه بالمقابل, فإن «الشتم والدفاع عن المصالح الخارجية وتقاضي الأموال من الخارج في سبيل ذلك, هو أمر غير مقبول».
وفي ذات الإطار, انتقد الرئيس تبون التقارير المغلوطة التي تصدرها منظمة العفو الدولية ضد الجزائر, داعيا إياها إلى توجيه جهودها لكشف ما يحدث ضد الأطفال الفلسطينيين الذين يزج بهم الكيان الصهيوني في سجونه.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى