ينهي اليوم تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي امتحانات تقييم المكتسبات، بعد اجتياز المواد المقررة، في ظل تسجيل تفاوت في مستوى الأداء بين التلاميذ، لا سيما في مادتي اللغة العربية والرياضيات، في انتظار رفع تقارير مفصلة للوزارة عن طريق المفتشين لإجراء تقييم شامل للعملية التي تعد الأولى من نوعها.
اجتاز تلاميذ أقسام السنة الخامسة ابتدائي امتحانات تقييم المكتسبات في ظروف جيدة، في ظل التزام الأساتذة بتنفيذ الدروس الخاصة بالفصل الثالث، دون تسجيل أي صعوبات تذكر، أو مشاكل حالت دون تنفيذ هذه الامتحانات التي تعد الأولى من نوعها على مستوى قطاع التربية الوطنية، رغم المخاوف التي أبداها الأولياء من إمكانية الضغط على التلاميذ من خلال هذه الامتحانات التقييمية.
وحرص مفتشو المواد طيلة المدة التي استغرقتها الامتحانات التقويمية التي انطلقت يوم 20 أفريل الجاري، على تقييم النتائج المحققة عقب كل امتحان، وتسجيل ملاحظات حول كيفية تعامل التلاميذ مع المواضيع التي طرحت عليهم، لا سيما الخاصة بالمواد الأساسية، بهدف تشخيص نقاط الضعف، وتحديد أسباب عدم تعامل بعض التلاميذ بطريقة إيجابية مع الأسئلة، رغم أنها كانت مستمدة من المقرر الدراسي.
وتم جمع المعطيات المسجلة من الميدان في تقارير مفصلة لأجل رفعها إلى اللجنة المختصة على مستوى وزارة التربية الوطنية، التي تحضر للقيام بعملية تقييمية شاملة لامتحانات تقييم المكتسبات، وفق ما أعلن عنه أول أمس الوزير عبد الحكيم بلعابد.
وسجل الأساتذة بعد تصحيح أوراق الامتحانات بعض النقص في مستوى الأداء لدى نسبة من التلاميذ في مادتي اللغة العربية والرياضيات، وهي نفس الملاحظات تقريبا المسجلة خلال الامتحانات الفصلية، وينتظر أن يتم إدراج النتائج المحققة في الدفتر التقييمي الخاص بكل تلميذ، بعد أن يتم وضعها في منصة رقمية، قصد تسهيل عملية استغلالها من طرف أساتذة الطور المتوسط.
وأكد في ذات السياق رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة في تصريح "للنصر"، بأن مفتشي المواد حرصوا على المتابعة المستمرة لامتحانات تقييم المكتسبات، وقاموا بإعداد تقارير مفصلة عقب انتهاء كل امتحان، بشأن الملاحظات التقديرية التي حصل عليها كل تلميذ بعد تصحيح أوراق الامتحانات من قبل الأساتذة.
كما تم جمع كل المعطيات في تقارير شاملة وجامعة، تخص كافة جوانب العملية، إلى جانب مستوى المواضيع التي تم توحيدها عبر كل مقاطعة تربوية، وكيفية تعامل التلاميذ معها، وستكون هذه المعطيات بمثابة أرضية للجنة المختصة على مستوى الإدارة المركزية المكلفة بتقييم هذه الامتحانات الأولى من نوعها، التي ترمي إلى الوقوف على المكتسبات التي حققها التلميذ بعد خمس سنوات من الدراسة في الطور الابتدائي.
وأضاف المتدخل بأن جل المعطيات التي تم جمعها من الميدان، تفيد بضرورة بذل مزيد من الجهود من قبل نسبة معتبرة من التلاميذ في مادتي اللغة العربية والرياضيات، إلى جانب ضرورة مراجعة طرق التدريس من قبل الأساتذة لتسهيل وصول المعلومة إلى التلميذ، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من امتحانات تقييم المكتسبات تحسين أداء المنظومة التربوية.
وأضاف من جهته رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري بأن امتحانات تقييم المكتسبات وإن شكلت بعض الضغط على التلاميذ، إلا أنها تعد أداة ناجعة للتقييم البيداغوجي، متوقعا بأن تدرج وزارة التربية الوطنية بعض التحسينات على البرامج بعد الوقوف على النتائج المحققة.
ويعد الدفتر التقييمي الخاص بكل تلميذ أداة بيداغوجية يستعين بها أساتذة التعليم المتوسط في المرافقة البيداغوجية للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات، سيما وأن المعطيات التي يتم تجميعها حاليا، سيتم إدراجها على منصة رقمية، لتسهيل الوصول إليها من قبل المعنيين، من أساتذة ومفتشين وأولياء ومدراء المؤسسات التعليمية.وينتظر أن يجتاز تلاميذ الخامسة ابتدائي الأسبوع المقبل اختبارات الفصل الثالث، ليتم تحديد نسبة التلاميذ الذين يستحقون الانتقال إلى الطور المتوسط، بناء على المعدل العام المحصل عليه خلال العام الدراسي.                    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى