كشف وزير التجارة وترقية الصادرات طيب زيتوني أمس، عن إطلاق المنصة الرقمية المتعلقة بالصندوق الخاص بترقية الصادرات، وهذا في إطار مقاربة رئيس الجمهورية الخاصة برقمنة كل القطاعات وتضامنها وتشابكها، في إجراء سيرفع العقبات على المتعاملين في مجال نقل البضائع والسلع.
وضمن نفس المسعى تم أمس التوقيع على اتفاقيات بين المديرية العامة للتجارة الخارجية وهيئات تابعة لوزارة النقل، بهدف تسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة بتكاليف النقل والتي يصرف تعويضاتها  الصندوق الخاص بترقية الصادرات الذي أقره رئيس الجمهورية في قانون المالية 2024.
وأكد وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني في كلمة له خلال زيارته الميدانية لقطاعه بوهران، أنه ولأول مرة في تاريخ الجزائر، يقفز التصدير إلى 6 مليار دولار، وأن هناك أهدافا أخرى مسطرة  ضمن المشاريع التنموية الضخمة التي أطلقها رئيس الجمهورية و المهيكلة للاقتصاد الوطني وخاصة التي تندرج ضمن النقل واللوجستيك، ومنها ربط ميناء آرزيو بخط السكة الحديدية إلى غاية بشار ومنه ربطه بالمنطقة الحرة التي دشنها رئيس الجمهورية مؤخرا بتندوف، و المشاريع المهيكلة التي انطلقت فيها بلادنا خلال الأربع سنوات الأخيرة قصد تطوير البنية التحتية الذي من شأنه تعزيز مكانة الجزائر اقتصاديا وتحسين بيئة الأعمال لاستقطاب المستثمرين الخلاقين للثروة وللقيمة المضافة، مبرزا أنه وبفضل اللقاءات الثنائية التي سنها رئيس الجمهورية مع الكثير من الدول الأجنبية، يمكن القول أن الجزائر جاهزة  للمضي بقوة في الإجراءات العملية التي تتمثل في تطوير الصادرات خاصة إلى الدول المجاورة في أوروبا و إفريقيا .
وأردف زيتوني، أن قطاعه الوزاري وحسب الأهداف التي رسمها، يعمل على الصعيد الداخلي على تأطير السوق الوطنية من خلال ضمان توزيع عادل للمنتجات في كل ربوع الوطن، وعلى الصعيد الدولي يعمل على ولوج الأسواق، وهذا لا يتحقق إلا بتوفير شبكة نقل وقواعد لوجيستيكية وقاعدة هيكلية متكاملة،  منوها بأن رئيس الجمهورية يتحدث دائما على  الميزان التجاري بالعملة الصعبة والذي لا يتأتى إلا بالموازنة بين الاستيراد والتصدير، مركزا على ضرورة رفع نسبة استرجاع المواد المستوردة، حيث قال إن استيراد المواد الأولية يعادل 1.8 مليار دولار، وأن شبكات استرجاع المواد الأولية قليلة مقارنة بالاستثمارات التي تقوم بها الدولة، وفي هذا السياق، طلب الوزير من مسؤولي شركة الأفرشة بوهران والتي زارها أمس، رفع نسبة الاسترجاع التي تبلغ حاليا 4 طن والتي تعتبر في حد ذاتها مادة أولية يجب أن تدرج مرة أخرى في الإنتاج، علما أن مؤسسة الأفرشة "طابي دور" تستورد ما قيمته 21 مليون دولار وتصدر 3 مليون دولار ورغم هذا يوجد قيمة مضافة  كبيرة للسوق الوطنية وهذا بوفرة المنتوج مما ينعكس على توفير مناصب الشغل والعديد من  الخدمات.
وقال وزير التجارة خلال زيارته للمصفاة الكبرى للسكر وهي التابعة لمجمع برحال، أن الجزائر اليوم تتوفر على ثلاثة مركبات لإنتاج وتكرير مادة السكر مما يجعلها في أريحية فيما يتعلق بهذه المادة الحيوية ، مبرزا أن الإستراتيجية المستقبلية هي رفع الإنتاج واستهداف أسواق خارجية، والاستثمار في المادة الأولية، مردفا أن المتعاملين الاقتصاديين هم الشركاء الحقيقيون وكل القرارات تؤخذ بمشاركة الجميع.
من جانبه أوضح وزير النقل محمد الحبيب زهانة أمس، أن اللوجستية تؤدي وظيفة حيوية في دفع دواليب الاقتصاد، ولهذا وضع قطاع النقل خارطة طريق نابعة من التزامات رئيس الجمهورية ومخطط عمل الحكومة من خلال تنفيذ العديد من مشاريع تطوير البنية التحتية الخاصة بالنقل كالمطارات والموانئ والسكك الحديدية واستكمال المنظومة اللوجستية وتحديد الإطار القانوني المنظم لهذه النشاطات،  وكذا اتخاذ التدابير والتسهيلات اللازمة بالتنسيق مع مختلف القطاعات والهيئات، حيث تم تعزيز القدرة الوطنية في مجال النقل البحري الذي يضمن توجيه 95 بالمئة من التجارة الخارجية، بانشاء شركة جديدة للنقل البحري «كنان الجزائر» وإعادة استغلال مجمل الأسطول المتكون من 13 سفينة شحن ومواصلة اقتناء السفن المتبقية لا سيما سفن نقل الشوائب الصلبة والحبوب والاسمنت، مبرزا أنه يجري العمل على وضع اللمسات الأخيرة على جهاز تنظيمي لتمكين تأهيل وإعادة وضع 5 آلاف حاوية مهملة بعد إصلاحها وتأهيلها.
وبالنسبة للنقل الجوي ستتم دراسة طلبات الاستثمار في مجال نقل المسافرين وشحن البضائع والترخيص للخطوط الجوية الجزائرية باقتناء 15 طائرة، فيما تجري حاليا إعادة تأهيل النقل بالسكك الحديدية ليصبح وسيلة للتنمية الشاملة.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى