لقي «حراقان» مصرعهما غرقا في عرض البحر، ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي، بسواحل عنابة، و ذلك اثر انقلاب زورق للهجرة السرية، حيث انتشلتهما مصالح الحماية المدنية أول أمس في حدود الساعة الثامنة و 30 دقيقة صباحا، بعد تلقي طلب إغاثة مفاده وقوع حادث فقدان أشخاص يحتمل هلاكهم غرقا في عرض البحر، قبالة الرصيف البحري بمنطقة عين بربر التابعة لبلدية سرايدي.و استنادا لخلية الاتصال بمديرية الحماية المدنية، سارعت وحداتها إلى عين المكان بتسخير و تجنيد فرقة إنقاذ مكونة من 8 غطاسين و مسعفين، مجهزين بأدوات و وسائل البحث و التحري، و بعد نحو ساعتين من المسح و التمشيط بالاستعانة بالزوارق، و في تمام الساعة العاشرة و 50 دقيقة على بُعد 80 مترا من الشاطئ، تم انتشال جثتي شابين من عمق 10 أمتار، الأول يدعى (ق.ع.ر 33 سنة) ينحدر من حي باب الزوار بالجزائر العاصمة، و الثاني مسمى (خ.ر 30 سنة) من ولاية قسنطينة، تم تحويلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد الجامعي، فيما لا تزال التحريات متواصلة للكشف عن أسباب الحادث، الناجم حسب المعلومات الأولية عن انقلاب القارب. و استنادا لمصادر أخرى، يجري البحث عن جثة «حراقين» آخرين مفقودين غرقوا في ذات الرحلة، ما استنفر وحدات البحرية و الدرك الوطني بالتعاون مع الحماية المدنية للعثور عليهم.  و وفقا للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، فقد بينت التحريات بأن فوج «الحراقة» الذي تعرض قاربهم للانقلاب، كان يضم نساء و قصر، وعلى متنه أكثر من 15 فردا، تتراوح أعمارهم  ما بين 17 إلى 35 سنة، ينحدرون من عدة ولايات كالجزائر العاصمة، قسنطينة، الطارف،    تيزي وزو، وهران، قالمة، و تبسة، ولدى تدخل الوحدات العائمة التابعة لخفر السواحل، تم حجز 50 برميلا من الوقود، ألبسة، و مبالغ مالية مقدرة بـ 3300 أورو، و مبلغ مقدر بـ 4500 دينار جزائري.
و تمكنت عناصر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، بحر الأسبوع الماضي، من توقيف 64 شخصا كانوا بصدد الهجرة السرية عن طريق البحر نحو جزيرة سردينيا الايطالية، الرحلة الأولى سجلت حسب المصدر  يوم الثلاثاء الماضي، بعد إبحار مجموعة من الشباب بطريقة سرية في حدود الساعة الثانية صباحا، و بسبب زيادة حمولة القارب الخشبي انقلب بهم بعد قطع عدة أميال عن الشاطئ، أين واجه 25 شابا خطر الموت.الشباب الناجين و استنادا للدرك الوطني، عادوا أدراجهم سباحة إلى غاية وصولهم إلى الشاطئ الصخري «فيفي» برأس الحمراء، أين أغمي على أغلبهم و تعرض البعض الآخر إلى نوبات قلبية و تشنجات عضلية كبيرة، لحسن حظهم تدخل عناصر الدرك الوطني الذين كانوا في دورية بالمنطقة في حدود الساعة الخامسة، و قدموا لهم الإسعافات الأولية، ليتم بعدها نقلهم إلى المستشفى الذي غادروه في اليوم الموالي، و من ثم نقلهم إلى مقر الفرقة لمواصلة التحقيق و تقديمهم أمام العدالة.و في نفس السياق، و من خلال التحريات مع الأشخاص الموقوفين في القضية الأولى، تحصل المحققون على معلومات تفيد بوجود مجموعة أخرى بصدد التحضير للإبحار يوم الأربعاء، و بعد مداهمة الأحراش الغابية لمنطقة واد العقاب ببلدية سرايدي، تم توقيف 39 شابا كانوا في انتظار قوارب الموت، ليتم اقتيادهم إلى مقر الفرقة لمواصلة التحقيق و منه تقديمهم أمام الجهات القضائية.
و أكدت وحدات المجموعة، بأنها تعمل على تشديد الرقابة بالشريط الساحلي لولاية عنابة، لإحباط نشاط شبكات تنظيم رحلات الهجرة السرية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى