دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الجمعة الطلبة الجزائريين بأن يكونوا في الطليعة الوطنية ويساهموا في تعبئة كل أوساط المجتمع بما يسمح برفع درجة الوعي لدى الجميع وبالتالي إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية الهادفة لزرع الإحباط أو خلق البلبلة، مبينا أيضا أن شرح ضرورة  تحرر الجزائر إقتصاديا من التبعية المفرطة للنفط وكذا ضرورة إستغلال قدراتها المتعددة والهائلة لبلوغ مسار التنمية المستدامة وضمان دوام الخيارات الإجتماعية والتضامنية لسياسة الدولة، هي من المحاور الأساسية التي يمكن للطليعة العلمية المساهمة فيها بزرعها في أوساطهم العائلية وفي جوارهم وفي كل صفوف المجتمع، لتعبئة المعنويات وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب لإجتياز المصاعب المالية الراهنة.  
وقال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس في رسالته التي وجهها للطلبة الجزائريين بمناسبة الذكرى 61 ليومهم الوطني والتي قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال إيمان هدى فرعون خلال إفتتاح ملتقى تاريخي عن الحركة الطلابية خلال الثورة التحريرية إحتضنه مجمع طالب سليم بجامعة وهران، أنه رغم الأزمة الإقتصادية الخانقة، إلا أن سياسة الدولة أبقت على رؤيتها وممارساتها في التكفل بمنظومتي التربية والتعليم، وعلى خياراتها الإستراتيجية، إدراكا منها أنه لا وجود لدولة قوية وشعب متقدم وإقتصاد مثمر خارج المحروقات، إلا بالإستثمار المثمر والفعال في المعرفة التي يجب أن تضطلع بها الأجيال الصاعدة. و أضاف رئيس الجمهورية أن الجزائر التي تواجه صدمة إنهيار أسعار النفط وكل ما ينجر عنها من مصاعب إقتصادية وإجتماعية ومن تحديات جديدة لإجتياز هذا الظرف، فهي بحاجة لطليعتها للمساهمة في شرح أسباب الأزمة وترقية سبل وحلول التغلب عليها، مركزا في رسالته، على أن مساهمة النخبة في هذه المعركة في شكل خبرات تستعين بها الحكومة وكل الهيئات المشاركة في تسيير البلاد، هو أمر أكثر من ضروري، ولكن وفق رئيس الجمهورية، فإن معركة شرح التحديات الجديدة وما تتطلبه من عزم وتجنيد في أوساط المجتمع، تشكل جزءا هاما من تعبئة البلاد أمام الأوضاع الحالية. كما دعا رئيس الجمهورية في رسالته الشباب الجزائري لإستلهام العبر من تضحيات أولائك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والإستماتة في الدفاع عن بلدهم المفدى وأن يتمسكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لضمان حصانة الوطن ومجابهة كل خطر قد يحذق به، خاصة في ظل مخاطر العولمة التي تهدف لطمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسية اللغوية منها والدينية، وإلى تكريس الهيمنة الإقتصادية، مبرزا أن التطلعات المشروعة للشباب ورغبتهم في المساهمة في بناء الوطن والدفاع عنه، نابعة من وعيهم وحبهم لهذه الأرض الطاهرة، مثل أسلافهم الذين عزموا أن يكونوا صامدين أقوياء و أوفياء ممهدين للأجيال القادمة سبل العيش بحرية وعزة وكرامة بين الأمم.وخاطب رئيس الجمهورية الطلبة الجزائريين بأن وقفة أمس التي تتزامن والذكرى ال61 ليوم الطالب، هي أيضا وقفة على مجد الثورة التحريرية وما قدمت لها النخبة المثقفة من طلبة و تلاميذ من تضحيات خدمة للحرية والإستقلال الوطني، وهي فرصة سانحة مثلما قال رئيس الجمهورية، لتوجيه الخطاب أيضا للطليعة المثقفة في ظل ما يواجهه الوطن من تحديات صعبة، مشيرا أنه لكل وطن طليعته من أبنائه الحاملين للشهادات العلمية ومن العاكفين في المدارس والجامعات. وقال رئيس الجمهورية أن الجزائر بذلت جهودا هائلة سمحت بكسب الملايين من المتخرجين من مختلف الهيئات التكوينية التي تعد في صفوفها اليوم 10 ملايين من الطلبة وتلاميذ المنظومات التربوية والتكوينية. وقال رئيس الجمهورية أن الإحتفال بيوم الطالب يتجاوز رمزية ترك الطلبة لمقاعدهم للإتحاق بصفوف الثورة التحريرية، بل هو فعل خلاق تماهت فيه  الأفكار بالأفعال و تفوق فيه الإيثار على الأنانية والمصلحة الذاتية وارتفع للتضحية في سبيل قيم عليا سجلها التاريخ مؤكدا أن رواد الفكر والعلم والتنوير هم المرابطون في الصفوف الأولى دفاعا عن الحق والحرية وقضاء على الآفات التي تنخر كالسوس ركائز المجتمع.   وأضاف رئيس الجمهورية، أن الأهداف التي سطرتها الدولة، بأن تظل المدرسة فضاء للتفكير والحوار وتعلم ثقافة الديمقراطية واحترام الآخر، وكذا الخروج من الترديد والتلقين والتقليد إلى التفكير والمحاججة والتنفيذ،  هي ضرورية لأن يتشبع المتمدرس بقيم الجمهورية والحداثة والتسامح وإحترام قيم الأمة وتوابثها، والإستلهام من سيرة الشهداء والأبطال الذين ضحوا من أجل الأهداف السامية.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى