أكد الناخب الوطني رابح ماجر على أن مباراة غدا الجمعة ضد نيجيريا تكتسي أهمية بالغة للمنتخب الجزائري، خاصة من الناحية البسيكولوجية، و اعتبر الفوز بها ضرورة حتمية، إلى درجة أنه ألح على لعبها بكل جدية، و كأنها فاصلة في مصير التأهل إلى المونديال، أو الأولى من المرحلة التصفوية.
ماجر وفي ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس بمجمع عمر كزال بمركز سيدي موسى، أشار إلى أنه لم يحصل على الوقت الكافي للشروع في عمله بصفة جدية تحسبا لهذه المواجهة، وصنف الوضعية الراهنة في خانة المرحلة الاستعجالية الطارئة، التي حتمت عليه التعامل مع شؤون المنتخب بحسب ما كان متوفرا، و قال: «الحقيقة أن لقاء نيجيريا جاء بعد أسبوعين فقط من تنصيبنا رسميا، و من غير المعقول القيام بثورة شاملة على التركيبة في هذه الفترة الوجيزة، لكننا حاولنا تحسيس اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأننا نريد تقديم مقابلة في المستوى، والسعي لتحقيق فوز سيكون وزنه كبيرا على الروح المعنوية للمجموعة، ويخطئ من يعتقد بأن المباراة لا تختلف كثيرا عن الوديات، بحكم الحسم في مصير التأهل، لأن وضعيتنا الحالية تجبرنا على البحث عن جرعة أوكسجين تخرج المنتخب من حالة الإنعاش التي يتواجد فيها منذ عدة أشهر».
درست المنافس جيدا لأن المباراة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا
وفي سياق متصل أوضح الناخب الوطني بأن اللاعبين وفي أول لقاء به في التربص الحالي فهموا جيدا الخطاب الذي قدمه لهم، مضيفا: « لقد أعربت عن نيتي في تكوين منتخب مستقبلي، في أجواء عائلية بين كل الأطراف، و ذلك بالتأكيد على أن المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، و تضافر جهود الجميع والتركيز على العمل الميداني الجاد من شأنه أن يسمح لنا بالوصول إلى المبتغى، لأن الجزائر تتوفر على ترسانة من اللاعبين، والإشكال المطروح يكمن أساس في فقدان التشكيلة للثقة في النفس، وكذا الروح التي تعودنا عليها في السنوات السابقة، وهي أزمة حقيقية نعيشها حاليا، ونسعى للخروج منها في أسرع وقت ممكن».
وذهب ماجر إلى حد التأكيد على أن إعطاءه أهمية بالغة لمباراة نيجيريا يتجلى في الدراسة التحليلية المعمقة التي أجراها بخصوص المنافس، وأردف قائلا: « منذ تكليفي بقيادة المنتخب شرعت في معاينة أول منافس، وكأن المقابلة فاصلة في تصفيات المونديال، إذ عاينت جميع لاعبيه، وفي الجولة الأخيرة من الدوريات الأوروبية سجلت تواجد اللاعب إيوبي وحيدا من نيجيريا كأساسي، بينما البقية كانت في الاحتياط أو خارج القائمة في الأندية، لكن هذا لا يعني بأننا سنواجه عناصر ستتأثر بنقص المنافسة، بل أن مشكل الجاهزية البدنية والحضور التكتيكي ليس مطروحا للاعبي منتخب نيجيريا، وبالتالي فإننا سنراهن على حضور عناصرنا فوق الميدان ذهنيا وتكتيكيا، لتحقيق الغاية المرجوة والفوز بهذا اللقاء، لأننا لم ننهزم في الجزائر منذ 2008، والتعثر الأخير أمام زامبيا يبقى حالة شاذة، نتجت عن ظروف استثنائية».
ليس لدي مشكل مع مبولحي و فغولي والباب مفتوح أمام الجميع
إلى ذلك عرج ماجر على القائمة التي استدعاها للمشاركة في هذا التربص، وأكد أن عدم تواجد مبولحي و فغولي ليس معناه شطب هذا الثنائي نهائيا من القائمة، وصرح : « ليس لدي مشكل شخصي مع أي لاعب، سواء تعلق الأمر بمبولحي أو فغولي أو غيرهما، بل إنني مدرب لا أنكر الجميل، وكل العناصر التي قدمت خدمات جليلة للمنتخب يجب أن تنال حصتها من التقدير والاحترام، و لا يمكن إخراجها عبر أضيق الأبواب، ولو أنني بالمقابل لست مرغما على تبرير وضعية كل لاعب، لأن الأمر يتعلق بخيارات فضلنا المراهنة عليها وفق معطيات وخصوصية اللقاء، كوننا نبحث عن اللاعبين الأكثر جاهزية، ومبولحي على سبيل المثال كان في السنوات الماضية دائم الحضور في التربصات والمقابلات، رغم أنه كان دون فريق، و كثيرون من انتقدوا هذا القرار، كما أنني أنظر من زاوية أخرى لوضعيته هذه المرة، لأنه حمل شارة القيادة، و من غير المنطقي استدعاؤه من أجل ابقائه كاحتياطي في مواجهتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى».
شاوشي كان بطلا قوميا في أم درمان ولا ننكر جميله
وبرر الناخب الوطني العديد من خياراته بالتأكيد على أن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة للجميع، وأن القائمة تضبط بحسب قدرة كل عنصر على تقديم الإضافة المرجوة، ليستطرد:» لقد طوينا صفحة استدعاء اللاعبين بعد تلقي مكالمات هاتفية، ومصلحة المنتخب تبقى في المقام الأول، لأنني مدرب أرحب بمن يقدم لي أفضل مردود في التشكيلة، وأسعى دوما إلى لم الشمل، وخلق جو عائلي بين جميع اللاعبين، كما أن خياراتنا كانت من قائمة جد موسعة، تضم الكثير من الأسماء للمحترفين في الخارج أو الناشطين في البطولة المحلية، و الجميع يعلم بأن الجزائري يجيد لعب الكرة بالموهبة، لكننا دوما نريد اللاعب الجاهز والأفضل».
إلى ذلك فقد عاد ماجر إلى الحارس شاوشي الذي تحول في 2009 إلى بطل قومي بعد مباراة أم درمان، و ذلك الانجاز يدفعنا إلى الاعتراف بالجميل، رغم أنني على يقين بأن شاوشي مازال قادرا على تقديم إضافة كبيرة للمنتخب في المستقبل القريب، وهو يدخل في حساباتنا المبنية على المدى المتوسط، الأمر الذي أدخله في القائمة المعنية بمقابلة نيجيريا».
أفضل مواجهة منتخبات إفريقية على حساب كبار أوروبا في الوديات
بالموازاة مع ذلك وعن سر اختيار منتخب إفريقيا الوسطى كمنافس في المباراة الودية، أكد ماجر بأن برمجة المقابلات التحضيرية صعب للغاية، كونه مقترن بتواريخ الفيفا، وعدم توفر منافسين، لكنه اعتبر هذا الاختيار حتميا، وقال:» نحن مجبرون على التعامل مع معطياتنا، لأننا نلعب في إفريقيا، وبالتالي فلا بد من التحضير في الأجواء التي سنخوض فيها اللقاءات الرسمية، وشخصيا أفضل ملاقاة منافس من القارة الإفريقية لتعويد اللاعبين على خصوصية مثل هذه المواجهات، سواء من حيث اللياقة البدنية أو حتى الظروف المناخية والرطوبة، على اللعب ضد منتخبات أوروبية أو من أمريكا الجنوبية كتحضير لمقابلة ستجرى في ظروف قاهرة في أدغال القارة السمراء، ومن غير المنطقي اللعب ضد الأوروغواي، أو فرنسا أو بلجيكا من أجل التحضير لدورة نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهذه هي فلسفتي في العمل».
ماجر الذي اعترف بأن الوضعية الراهنة للمنتخب تعد من عواقب حالة اللااستقرار التي عاشها الخضر خاصة على مستوى العارضة الفنية، أشار في سياق متصل إلى أن التغييرات الكثيرة التي حصلت في ظرف قياسي أثرت بصورة مباشرة على معنويات اللاعبين، وأفقدتهم الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات، لكنني ـ حسب قوله ـ « لا أملك العصا السحرية التي بفضلها أنجح في إعادة الروح للمجموعة بين عشية و ضحاها، بل أنني رفقة الطاقم الفني سنعمل على تشريح الوضعية وتشخيص الأسباب، ثم الشروع في البحث عن الحلول الكفيلة بإيجاد مخرج من الأزمة، لأن المنتخب يتواجد حاليا بين أياد آمنة، ولن نبادر إلى القيام بالتغيير من أجل التغيير، وإنما السير خطوة بخطوة لبناء منتخب مستقبلي على أسس صحيحة وسليمة، لأن مشكلتنا تكمن مبدئيا في عدم القدرة على التأقلم مع ظروف القارة الإفريقية، ونحن مجبرون على إيجاد العناصر القادرة على فك هذه الاشكالية، كما أن التغيير في العمل سيمس بالأساس الجانب التكتيكي، في محاولة إعطاء الروح للمجموعة».
سندعم الطاقم بمدرب علمي و ورشة عمل كبيرة تنتظرنا  
ماجر الذي استغل فرصة اللقاء الصحفي لإبداء استغرابه من الحملة التي تستهدفه في «بلاطوهات» القنوات التلفزيونية من طرف بعض الأشخاص، أكد بالمقابل بأنه سيفتح رفقة طاقمه ورشة عمل كبيرة مباشرة بعد مقابلتي نيجيريا و إفريقيا الوسطى، بالنزول إلى الملاعب بحثا عن العصافير النادرة القادرة على تسجيل تواجدها في المنتخب، تماشيا مع المشروع المسطر على المدى المتوسط، والذي يهدف إلى بلوغ دورة «كان 2019»، وقال: «هناك إستراتيجية عمل سطرناها، نعمل بموجبها في شفافية تامة، ونراهن من خلالها على تحقيق الهدف المسطر، لأن مونديال 2022 ليس في برنامجي على المدى المتوسط، والتركيز منصب حاليا على دورة الكاميرون، كما أن التحضير لهذه المنافسة يجب أن يكون ببلد مجاور لمكان تنظيم التظاهرة، لتكييف اللاعبين مع الظروف المناخية، كوني أعرف جيدا خبايا الكرة الإفريقية، وقد لعبت 6 مرات دورات «الكان»، ولم نبلغ النهائي سوى مرة واحدة خارج الجزائر، وهذا السبب الرئيسي الذي حرمنا من التتويجات القارية».
وختم ماجر ندوته بالتأكيد على أن الطاقم الفني الوطني سيتدعم في الأيام القليلة القادمة بمدرب علمي، يشرف على عملية الإحماء، وإذا اقتضى الأمر التكفل بالتحضير البدني في التربصات متوسطة المدى، لأن التحضير البدني يتم على مستوى النادي، مع تجديد الثقة في الثنائي بوراس و حنيشاد للتكفل بتدريب حراس المرمى.
صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى