أزيــد مـن 2600 تـدخـــل لـلحمــايـــة الـمدنيـــة في ســاعــات
قامت مصالح الحماية المدنية بأزيد من 2600 تدخل خلال الساعات الأخيرة بسبب التقلبات الجوية التي مست على وجه الخصوص الولايات الوسطى والشرقية، وأدت إلى حدوث فيضانات على مستوى عدد من المناطق، فضلا عن غلق عديد الطرقات التي غمرتها مياه الأمطار.
وأفادت خلية الاعلام للمديرية العامة للحماية المدنية بأن عدد التدخلات التي قام بها أعوان هذا السلك في ال 24 ساعة الأخيرة بلغت 2638 تدخلا، كانت أغلبها عبارة عن امتصاص مياه الأمطار التي غمرت المساكن والمحلات، وكانت العاصمة من بين المناطق المتضررة من التساقط الغزير للأمطار طيلة نهار أول أمس الجمعة، خصوصا على مستوى بلديات زرالدة والجزائر الوسطى والحراش، التي سجلت تسرب مياه الأمطار إلى عديد البيوت القصديرية، كما أدت الكميات المعتبرة من الأمطار إلى انهيار بناية بالعاصمة وبالضبط على مستوى بلدية بوزريعة، فضلا عن تسجيل تعطل في حركة المرور عبر عديد المحاور التي غمرتها مياه الأمطار.
وكثف أعوان الحماية المنية تدخلاتهم بولايتي المدية وباتنة، اللتين تضررتا أيضا من سوء الأحوال الجوية، وفق تأكيد خلية الإعلام للمديرية العامة للحماية المدنية، وتمثلت معظم التدخلات في امتصاص مياه الأمطار من داخل السكنات والمحلات التجارية وكذا بعض الطرقات المحورية، بهدف تسهيل حركة المرور، وسجلت ولاية المدية وفاة طفل يبلغ من العمر عشر سنوات بعد أن جرفته مياه بحيرة، حيث باءت كافة تدخلات الحماية المدنية لإنقاذه بالفشل، رغم تسخير مجموعة من الغطاسين للبحث عنه، وشمل تدخلات أعوان هذا السلك أيضا ولاية البليدة التي تضررت بدورها من سقوط الأمطار بمعدلات فاقت 82 ملم في بعض المناطق من بينها العاصمة، في ظل توقعات من قبل مصالح الأرصاد الجوية بأن تتحسن الأجوار ابتداء من غد الثلاثاء، ويعود الصفاء و درجات الحرارة إلى معدلاتهما الفصلية، كما تجاوزت كميات الأمطار 104 ملم بالمدية، في حين تم تسجيل تساقط 18 ملم من الأمطار بباتنة في ظرف وجيز، مما يفسر حجم الاضرار التي خلفتها هذه الكميات المحدودة ببعض بلديات الولاية.
وبحسب ذات المصادر فإن تدخلات الأعوان شملت أيضا التكفل بالمصابين جراء حوادث الطرقات، إذ تم إحصاء في الساعات الأخيرة ثلاثة حوادث مرور بسبب التقلبات الجوية، أحدها وقع بغرداية وأسفر عن وفاة شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة، وبشأن الاختناقات بغاز أحادي الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة أو تسخين الماء، أكدت ذات المصادر إنقاذ 13 شخصا من موت محقق، من ضمنهم 8 أشخاص بولاية تيسمسيلت، و5 بولاية ميلة، في وقت أكدت المديرية العامة للحماية المدنية عدم تسجيل خسائر مادية معتبرة بسبب الأمطار الغزيرة، باستثناء وقوع جسر بولاية البليدة، الرابط ما بين ولايتي المدية والبلدية، الذي يسفر بدوره عن وقوع ضحايا، لكون الحادثة كانت في الساعات الأولى من نهار أمس.
ومن جهته أفاد الخبير في الكوارث الطبيعية والهندسة المقاومة للزلازل عبد الكريم شلغوم للنصر، بأن تفادي الفيضانات وانهيار البناءات والمرافق بسبب الامطار الطوفانية التي تحدث فجأة، يتطلب وضع استراتيجية خاصة بالوقاية من هذه الأخطار، تتضمن على وجه الخصوص مراجعة أساليب تهيئة الأحياء السكنية، وجعلها تتماشى مع المعايير الدولية المتعارف عليها، فضلا عن ضرورة السهر على تهيئة الأحياء السكنية، وتجهيزها بشبكات الصرف الصحفي وكذا مجاري المياه، لتجنب الفيضانات، على غرار التي شهدتها مناطق عدة مؤخرا، والأهم من ذلك حظر تشييد مباني سكنية على ضفاف الوديان وعلى الأراضي المهددة بالانزلاقات أو بالزلازل، قائلا إنه على مستوى العاصمة وحدها تم إحصاء أزيد من 100 وادي، أغلبها تم تشيد سكنات عليها، رغم تحذيرات المختصين.               
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى