المسـاعد الأول حـامي سيـد أحمد يودع زوجتـه وأبنـاءه الثـلاثة إلى مثـواهم الأخـير
وُوريت، زوال أمس الأول، جثامين أفراد عائلة المساعد الأول حامي سيد أحمد، ابن مدينة عين البيضاء الثرى، في جو جنائزي مهيب ووسط حضور قياسي للمواطنين الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية، وكذا للسلطات المدنية والأمنية والعسكرية.
مراسيم استقبال جثامين ضحايا  الطائرة العسكرية المنكوبة، أشرف عليها قائد الناحية العسكرية الخامسة اللواء عمار عثامنية بمعية العميد مغالط الطاهر القائد الجهوي للدرك بقسنطينة، إلى جانب والي أم البواقي بريمي جمال الدين ورئيس أمن الولاية وقائد القطاع العسكري وقائد المجموعة الإقليمية للدرك، أين استقبلت الجثامين بداية على مستوى القاعدة الجوية بالمطار العسكري بقرية بئر رقعة ببرش، في رحلة ضمت كذلك جثامين 5 ضحايا آخرين من ولايات خنشلة وتبسة وعنابة، لتنقل بعدها على متن 4 سيارات إسعاف تابعة للحماية المدنية لمنزل عائلة المساعد الأول حامي سيد أحمد، لإلقاء النظرة الأخيرة على مستوى حي الأمل بجانب مركز ذوي الاحتياجات الخاصة، بحضور آلاف المواطنين الذين استقبلوا الجثامين بالتهليل والتكبير.  
وحولت بعدها  جثامين الضحايا لمقبرة المدينة بطريق سدراته، أين كان في توديعهم الزوج والوالد حامي سيد أحمد الذي يعمل بإحدى الثكنات العسكرية بولاية بشار، وهو الذي بدا متأثرا ولا زالت تبدو عليه أعراض الصدمة على فراق زوجته ابنة مدينة البليدة كابو مغنية وأبنائه الثلاثة، وهم أشواق نور الهدى البالغة من العمر 12 سنة وأشرف عماد الدين 14 سنة ورشا إكرام البالغة من العمر 3 سنوات، وكانت عائلة حامي سيد أحمد في عطلة تزامنت وإجازة قصيرة المدة للزوج والوالد، أين تنقلت بين منزل العائلتين بعين البيضاء والبليدة، ليحجز بعدها سيد أحمد مكانا لأبنائه الثلاثة وزوجته ضمن الطائرة المنكوبة، ليخفف عليهم عناء السفر ويقرر هو التوجه برا على متن سيارته لولاية بشار، غير أنه فجع لحظة وصوله لحدود ولاية غيليزان بخبر سقوط الطائرة التي كانت تقلهم، ليعود مصدوما لولاية البليدة وبعدها لمسقط رأسه بعين البيضاء، وخضع سيد أحمد لتحاليل الحمض النووي بغية التأكد من جثامين أفراد عائلته التي ودعها بالدموع بلا رجعة، والتف حوله آلاف الأشخاص سعيا وراء التخفيف من هول الصدمة التي لحقت به.
    أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى