شكلت صافرة النهاية التي أطلقها الحكم بوزرار وأعلنت عن نهاية مواجهة فريق شباب قسنطينة والضيف اتحاد الجزائر، بداية لاحتفالات عارمة، حولت ليل مدينة الجسور المعلقة الذي لطالما اتصف بالهدوء، إلى صخب كبير، لم تعرفه المدينة منذ سنوات، بعدما تحولت ساحاتها وزواياها المعروفة على أنها معاقل خاصة للسنافر يتجمهرون بها قبيل موعد كل مواجهة، لمسرح احتضن احتفالات مد خطوة عملاقة لنيل بطولة الموسم الجاري، بعد الفوز على نادي سوسطارة وتزامنه مع تعثر الملاحقين المباشرين مولوديتي الجزائر ووهران.
وامتدت فرحة السنافر التي انطلقت من ملعب الشهيد حملاوي باتجاه وسط المدينة وساحة أول نوفمبر، التي كانت نقطة تجمع الآلاف سواء من الذين حضروا اللقاء بالمدرجات أو الذين فضلوا متابعتها من خلف شاشات التلفاز، حتى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة إلى السبت، ذكرت سكان مدينة قسنطينة وخاصة منهم الشباب والمراهقون بالديكور الذي ارتبط بانجازات المنتخب الوطني منذ ملحمة أم درمان قبل تسع سنوات، فيما  استرجع “قدامى” الأنصار، عبر تلك الصور والمشاهد ذكريات تتويج موسم 1996-1997، عندما تمكنت تشكيلة السنافر من الظفر بأول لقب في تاريخ النادي العريق الذي يمتد لأزيد من قرن.

فرحة أنصار النادي القسنطيني، التي شدد الكثير من “العقلاء” على ضرورة عدم المبالغة فيها خاصة وأن الموسم لا يزال يفصلنا على نهايته 4 جولات كاملة، وتحتاج تشكيلة الشباب لسبع نقاط قبل حسمه بصفة نهائية، وصفها البعض بالمبالغ فيها والقادرة على التأثير سلبا على تركيز المجموعة المطالبة بالابتعاد قدر المستطاع عن الأجواء الاحتفالية والتركيز على تحضير مواجهة بعد غد بمدينة عين تيموشنت، حين يحلون على المولودية الوهرانية، لأن أي تعثر مقابل تمكن الملاحق مولودية الجزائر من تحقيق الفوز، قد يعجل بتقليص الفارق مرة أخرى، ويبعث السباق من جديد، ويحول المواجهات الثلاث المتبقية لنهائيات كأس الظفر بنقاطها أكثر من ضروري.
رؤية الكثيرين المطالبة بتأجيل موعد الأفراح لحين الحسم النهائي، جاءت لحظات فقط على لسان المدرب عبد القادر عمراني، الذي طالب لاعبيه بعدم الانشغال كثيرا بتخطي عقبة سوسطارة، وتعثر الملاحقين، مؤكدا لأشباله في كلمات مقتضبة خلال اجتماع مصغر في غرف تغيير الملابس، أن معانقة درع البطولة مؤجل لحين حصد النقاط السبع المتبقية ومطالبا إياهم بحصد ثلاث منها بعد غد الثلاثاء ومن ثمة بداية التحضير للاحتفال حين تستقبل تشكيلة النادي القسنطيني كناري جرجرة بمناسبة مواجهة الجولة 28.
ك – كريم

الرجوع إلى الأعلى