ترى كلود مونجان زوجة المناضل الصحراوي نعمة أسفاري المحبوس منذ 7 سنوات في السجون المغربية، أن الاتهامات الأخيرة التي وجهها المخزن للجزائر، تهدف إلى صرف الأنظار عن القضية الصحراوية، كما تؤكد هذه السيدة الفرنسية، أن إضرابها عن الطعام الذي أوقفته الخميس الماضي بعدما شنته طيلة 30 يوما للمطالبة برؤية زوجها، زاد من شعبية هذه القضية في فرنسا، بشكل غير مسبوق.
و في اتصال هاتفي بالنصر، ذكرت السيدة أسفاري التي أوقفت إضرابها عن الطعام، بعد تلقي «ضمانات» من الحكومة الفرنسية بإنجاح المفاوضات الجارية مع المغرب، أن قضيتها لقيت تفاعلا و دعما كبيرين من جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و أعضاء المجلس البلدي لبلدية “إيفري سور سين”، التي تمكث في مقرها منذ أزيد من أسبوع، مضيفة أنها حظيت بمساندة من الجالية الصحراوية في فرنسا التي تأتي للإطمئنان عليها، و أيضا من الكنيسة الكاثوليكية في “إيفري» و جمعيات الأقاليم الفرنسية الأخرى، كما أكدت أن نوابا يساريين و كذلك من حزب «الجمهورية إلى الأمام» الذي يتزعّمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، تضامنوا معها.
و تطالب محدثتنا التي أثارت قضيتها الرأي العام الفرنسي و حتى الدولي، بالسماح لها بدخول الأراضي المغربية لمقابلة زوجها الذي لم تره منذ سنتين، و المحكوم عليه بالسجن لمدة 30 عاما إثر اعتقاله في أحداث تفكيك مخيم اكديم إيزيك سنة 2010، حيث تم منعها من زيارة المغرب، و طردت منها لـ 4 مرات، آخرها كانت يوم 16 أفريل الفارط، و في هذا الشأن تقول “في المرات الثلاث السابقة عدت إلى فرنسا بهدوء، لكن هذه المرة قررت القيام بهذا التحرك الثقيل بالإضراب عن الطعام للتمكن من دخول المغرب، فليس من المعقول أن أطرَد من بلد ما و لا أتمكن من رؤية زوجي».
و بخصوص تجاوب الحكومة الفرنسية مع قضيتها، قالت السيدة كلود مونجان ذات 62 عاما، إنها تلقت رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 30 أفريل الماضي، كردّ منه على رسالة كانت قد بعثتها له جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، حيث أخبرها فيها أنه كلّف وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من أجل العمل على تمكينها من العودة إلى الأراضي المغربية.
و تؤكد محدثتنا أنها على دراية بصعوبة الأمر معلقة في هذا الخصوص “المشكلة أن التحدي الذي أطلقته منذ شهر متعلق بطابوهات في المغرب هي الملك و الصحراء، إذا أعلم أن هذا ليس أمرا سهلا، فقد تحديت الملك و هم غير متعودين على ذلك»، كما ثمنت في الوقت ذاته المبادرة التي قام بها الفرنسيون المناصرون للقضية الصحراوية، من خلال إطلاق نداء إلى الرئيس ماكرون و توقيع عريضة الكترونية فاق عدد الموقعين عليها 5 آلاف شخص، معتبرة أن هذا دعما كبيرا لقضية غير معروفة كثيرا في فرنسا، حيث قالت «الأكيد أن الإضراب الذي قمت به سمح بالرفع من شعبية القضية الصحراوية في فرنسا إلى مستوى لم نشهده من قبل، و هذا أمر جد مهم».
و عن موقفها من  الادعاءات المغربية الأخيرة بدعم الجزائر لعلاقة مزعومة بين البوليساريو و حزب الله اللبناني، قالت كلود مونجان إنها مجرد استعراض لأن ليس للمغرب، كما تؤكد، ما يقوله، مضيفة في هذا الشأن “المغرب يريد تغيير كل شيء بالبحث عن المسؤولين عما يحدث في مكان آخر ، و هذا ليس جديدا عليه.. هم يريدون تحويل اهتمام الشعب المغربي و أعتقد أن الشعب المغربي ليس مغفلا و لا أحد مغفل في الخارج أيضا”.
و أكدت كلود مونجان للنصر أنها استقبلت رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، سعيد عياشي، حيث أظهر، مثلما قالت، كامل تضامنه معها، كما زارتها أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، قبل أن تخلص إلى القول بأن الجزائريين كانوا دائما حاضرين إلى جانبها و إلى جانب الشعب الصحراوي.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى