الرئيس الصحراوي يجدد استعداد البوليساريو للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب
جدد الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أمس، بتفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة، استعداد جبهة البوليساريو الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب بحسن نية و دون شروط مسبقة، موجها دعوة للمغرب لـ»تغليب لغة العقل و المنطق».
و أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في كلمة له لدى إشرافه على انطلاق فعاليات الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 45 لاندلاع الكفاح المسلح «بأن جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي مستعدة للدخول من الأن في مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية بحسن نية ودون شروط مسبقة بغرض استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير و الاستقلال «.
وطالب الأمين العام لجبهة البوليساريو بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير و قرار القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي، داعيا «الحكومة المغربية إلى تغليب لغة العقل و المنطق و التحلي بالإرادة السياسية الشجاعة للامتثال للشرعية الدولية من أجل إحلال السلام العادل و الدائم في المنطقة المغاربية و الانخراط في مسار مشترك بين كل مكونات المنطقة دون تهميش أو إقصاء».
و أوضح الرئيس غالي بأن «الشعب الصحراوي كان و سيبقى شعبا مسالما ينبذ الحروب و التطرف و الإرهاب، لكنه في الوقت نفسه يبقى متشبثا بحقوقه المشروعة التي تنص عليها القرارات و المواثيق الدولية ، مصرا على انتزاعها مهما تطلب ذلك من تضحيات».
و عبر إبراهيم غالي من جهة أخرى «عن إدانة جبهة البوليساريو لمحاولة بعض الأطراف الأوروبية، الالتفاف على قرارات الاتحاد الأوروبي و السعي لتوقيع اتفاق للصيد البحري مع المملكة المغربية ليشمل المياه الإقليمية للصحراء الغربية في خرق سافر لروح ونص قرار محكمة العدل الأوروبية»، مجددا في ذات السياق، استعداد البوليساريو لفتح الحوار الجاد و المسؤول مع مفوضية الاتحاد الأوروبي بما ينسجم مع القانون الدولي و القانون الدولي الإنساني و القانون الأوروبي.
و أشار غالي بالمناسبة إلى فشل محاولات المملكة المغربية على مستوى الأمم المتحدة في تغيير الإطار القانوني الذي يحكم مسألة الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار يتم حلها عبر تطبيق القرار 1514 القاضي بمنح الاستقلال للشعوب و البلدان المستعمرة.و ندد الرئيس الصحراوي في ذات السياق بالحملة المسعورة التي شنتها المملكة المغربية في الفترة الأخيرة «القائمة على التهديد و الوعيد و المؤسسة فقط على ما تختلقه من افتراء صارخ و كاذب ، ممنهج و مزاعم و ادعاءات متكررة، لا تجد أي سند على أرض الواقع»، مذكرا بإصرار مجلس الأمن الدولي في المطالبة بالتعجيل بالحل و الشروع في مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع ، جبهة البوليساريو و المملكة المغربية بحسن نية و بدون شروط مسبقة.
و جدد الأمين العام لجبهة البوليساريو، تنديده بالسلوكات «غير المسؤولة من دولة الاحتلال المغربي، محذرا من عواقب أخرى قد تترتب عنها مطالبا مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات و الخطوات اللازمة لوضع حد لمثل هذه الممارسات الاستفزازية ، بما تشكله من تهديد للسلم و الأمن و الاستقرار في المنطقة و العالم ككل».
و قال إبراهيم غالي «الانتهاكات الحقيقية و الموثقة، هي تلك التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربي و التي تتطلب من مجلس الأمن الدولي وضع حد عاجل لها بما ينسجم مع ميثاق و قرارات الأمم المتحدة «.
و أكد الرئيس غالي بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال45 لاندلاع الكفاح المسلح بأن هذا اليوم يعتبر حدث مفصلي و منعطف حاسم في تاريخ الشعب الصحراوي الذي قرر التخلص من واقع الاستعمار القاتم لينتقل إلى الثورة العارمة لانتزاع الحرية و الاستقلال».
و ذكر في كلمته أمام حضور متميز للديبلوماسية الدولية بمراحل كفاح الشعب الصحراوي «في بناء الإنسان و البناء المؤسساتي و الذي كلف تضحيات جسام للشهداء البررة».و أثنى إبراهيم غالي على الحضور المتميز لممثلي الدول و الحكومات و البرلمانات و الأحزاب و المنظمات و الجمعيات الحاملين لرسائل التضامن و الأخوة و المحبة و السلام، مقدما تحية خاصة إلى الجزائر بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي تبنت بوضوح و ثبات موقف الدعم و المساندة لكفاح الشعب الصحراوي العادل».
ومن جانبه أكد عضو الأمانة الوطنية و وزير الدفاع الصحراوي، عبد الله لحبيب، أن إحياء المناسبات الوطنية بالمناطق المحررة «تأكيد على ممارسة السيادة على هذه المناطق»، مجددا استعداد الجيش الصحراوي للدفاع عن هذه المناطق والتضحية بالنفس من أجل بسط سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وأبرز وزير الدفاع الصحراوي، في برنامج «ضيف الجريدة» للإذاعة الصحراوية، كما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، أن إحياء المناسبات الوطنية كالذكرى ال45 لليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي المصادف ل 20 ماي بالمناطق المحررة «تأكيد على ممارسة السيادة على هذه المناطق».
وأضاف في ذات السياق، أن «جيش التحرير الشعبي الصحراوي متواجد بهذه المناطق منذ سنة 1975 وليس من اليوم،  وقد تم تحرير الجزء الأكبر من المناطق المحررة منذ سبعينيات القرن الماضي».وجدد السيد لحبيب، «استعداد جيش التحرير الشعبي الصحراوي للدفاع عن هذه المناطق والتضحية بالنفس من أجل بسط سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني».وانطلقت ، أمس، ببلدة تيفاريتي فعاليات الاحتفالات بإشراف من الأمين العام لجبهة البوليساريو و حضور متميز للديبلوماسية الأجنبية.
و قد حضر هذه الاحتفالات وفود ممثلة في سفراء عن الفيتنام، الإكوادور ، ناميبيا ، زيمباوي ، كوبا ، جنوب إفريقيا و ديبلوماسيين من إثيوبيا ، كينيا ، أوغندا أونغولا و نيجيريا و غيرها من الدول الصديقة و المساندة للقضية الصحراوية، بالإضافة إلى وفدين عن المجتمع المدني الجزائري و الموريتاني.
و تميزت الاحتفالات التي شاركت فيها مختلف الوحدات و التشكيلات و الفيالق العسكرية لجيش التحرير الصحراوي تحت شعار « قوة تصميم و إرادة لفرض الاستقلال و السيادة « بتنظيم استعراضات عسكرية بعد أن قام الأمين العام لجبهة البوليساريو القائد الأعلى للقوات المسلحة إبراهيم غالي بتفتيشها رفقة وزير الدفاع الصحراوي وقائد الناحية العسكرية الثانية.

الرجوع إلى الأعلى