تبرئـة 4 أشخـاص متهمـين بالإشـادة بالإرهـاب الـدولي  و الانخـراط فيــه   
برأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة يوم الخميس ساحة 4 أشخاص بين 36 و 40 سنة من بومرداس، غليزان و غرداية، متهمين بالإشادة بالأعمال الإرهابية و الانخراط في مجموعات إرهابية مسلحة تنشط في الخارج، و نشر و ودعم الأفكار الإرهابية باستخدام تكنولوجيا الاتصال، و السفر إلى الخارج بغرض التدريب و المشاركة في العمل الإرهابي.  
و قد اقتنعت هيئة المحكمة الجنائية بدون محلفين شعبيين، بأن دلائل الإدانة ضعيفة و لا تشكل قرينة قوية لتوجيه الاتهام لكل للمشتبه بهم بمن فيهم المتهم الرئيسي الموجود في حالة فرار.   
القضية فجرتها صورة للشرطي الذي قتل في تفجير قسنطينة في شهر أكتوبر 2016، نشرت في موقع «وان.تو.ثري فيفا لا لجيري» على الفايس بوك باسم حساب خاص بالمتهم «ك.أ» البالغ من العمر 36 سنة، إطار بمديرية الثقافة بولاية بومرداس.  
الصورة فيها الشرطي المتوفى ملقى على الأرض و بجانبه سلاحه و راية تنظيم الدولة، و تحتها تعليق يحذر الشرطة الجزائرية من نفس المصير إذا لم تتخل عن سلاحها و دعمها للنظام.
 و قد نشرت الصورة من مكان ما بولاية قالمة، مما دفع بفرق مكافحة الجرائم الإليكترونية إلى التحرك لمعرفة هوية صاحب الحساب.  
و باستعمال تقنية تحليل المعلومات الإلكترونية بمخابر قيادة الدرك الوطني، توصل المحققون إلى المتهم الأول «ك.أ» صاحب الحساب الذي تلقى عدة اتصالات من أصدقائه يخبرونه بان صورة الشرطي المغتال و راية تنظيم الدولة «داعش» موجودة على حسابه فقام على الفور بإخطار إدارة الفايس بوك، مؤكدا لها بان شخصا ما قد اخترق حسابه من مكان ما، و نشر صورا مسيئة و مغرضة و عبارات تشيد بالعمل الإرهابي و تنظيم الدولة، و استجابت إدارة الفايس بوك له و حجبت الموقع، و ضن المتهم بأن الأمر انتهى كما صرح لقضاة الهيئة الجنائية، مؤكدا بأنه لم يخطر مصالح الأمن بما حدث لصفحته، معتقدا بأن استجابة إدارة الفايس بوك لرسالته قد انهي المشكلة، فتفرغ لحفل زفافه الذي جرى أياما قليلة بعد تفجير قسنطينة، و أعقبه انتشار صورة الشرطي على موقع التواصل المذكور.   
و بعد التعرف على صاحب الحساب تم القبض عليه و تفتيش منزله و منزل والده بولاية بومرداس، ثم تعمقت التحقيقات أكثر في حسابه الذي يحمل اسمه الكامل على موقع التواصل فايس بوك، و عثر المحققون على صور لأشخاص مع أسلحة مختلفة و محادثات مع عدة أصدقاء له على الفايس بوك بينهم المتهمين «ك.م» من بومرداس، و «ي.م» من ولاية غرداية و متهم آخر هو «ل.ل» من غليزان متواجد في سوريا ضمن تنظيم الشباب القومي الذي يقاتل إلى جانب الجيش النظامي السوري ضد التنظيمات المسلحة الأخرى بسوريا، و مازال في حالة فرار إلى غاية جلسة المحاكمة، غير انه حوكم غيابيا و صدر في حقه حكما بالبراءة.
و قد استمات المتهمون الثلاثة الموقوفون منذ 14 شهرا تقريبا، في الدفاع عن أنفسهم مؤكدين بأنه لا تربطهم أية علاقة بالمجموعات المسلحة داخل الوطن و خارجه، و أن صداقتهم كانت فقط عن طريق الفايس بوك ثم تطورت إلى لقاء جمعهم لفترات قصيرة في مناسبات معينة داخل الجزائر.  
فريق الدفاع بقيادة مصطفى بوشاشي دفع ببطلان التهم الموجهة لكل المشتبه بهم، مؤكدا على قصور في التحقيقات و تسرع في اتخاذ قرار الإحالة على محكمة الجنايات، و تساءل عن الجهة التي قرصنت حساب المتهم «ك.أ» و وضعت الأشخاص الأربعة محل شبهة، ثم محل اتهام جنائي خطير.  
النيابة العامة استندت إلى ما وصفته بالقرائن و الأدلة الضمنية التي تدين المشتبه بهم و التمست عقوبة 20 سنة في حق كل واحد منهم.  و بعد غلق باب المرافعات انسحبت الهيئة الجنائية إلى غرفة المداولات السرية، قبل العودة للنطق بأحكام البراءة، في قضية شائكة سببها موقع التواصل الاجتماعي الذي تحول إلى خطر كبير على مستعمليه إذا لم يحسنوا استعماله و يتفطنوا لكل طارئ قد يقع ضمن الزخم الكبير الذي تعرفه هذه المواقع التي استحوذت على عقول الناس و أفكارهم و حياتهم اليومية.  
     فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى