النواب يدعون إلى إبعاد الأمازيغية عن الصراع السياسي
أجمع نواب المجلس الشعبي الوطني على أن إنشاء المجمع الجزائري للغة الأمازيغية خطوة هامة في سبيل تكريس مبدأ دستوري هام يتعلق بترقية أحد المقومات الرئيسية للهوية الوطنية، وشددوا على ضرورة إبعاد الأمازيغية عن الصراع السياسي والإيديولوجي لكنهم اختلفوا في الحرف المناسب لكتابتها بين مفضل للحرف العربي بحكم عدة عوامل، وبين داع لترك المسألة للخبراء والباحثين والمختصين.
عرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس على نواب الغرفة السفلى للبرلمان مشروع القانون العضوي المتعلق بالمجمع الجزائري للغة الأمازيغية في جلسة علنية رأسها السعيد بوحجة رئيس المجلس وبحضور وزير العلاقات مع البرلمان بدة محجوب، وقال حجار أن الهدف من هذا المشروع الذي يقع في 31 مادة، و موزع عبر خمسة فصول هو تحديد مهام المجمع الجزائري للغة الأمازيغية، الذي تم إستحداثه بموجب المادة الرابعة من الدستور، وضبط كيفيات تنظيمه وسيره.
وأضاف أن المجمع يعد مؤسسة وطنية ذات طابع علمي يتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلالية المالية، ويوضع لدى رئيس الجمهورية، ويعتبر السلطة المرجعية في المسائل المرتبطة باللغة الأمازيغية.
 أما مهام المجمع حسب حجار فتتمثل في جمع الرصيد اللغوي الأمازيغي بمختلف تنوعاته اللسانية، والعمل على تقييس اللغة الأمازيغية في كل مستويات التحليل اللغوي، وإعداد معجم مرجعي للغة الأمازيغية وإصداره وإعداد قوائم للمفردات والمعاجم والكلمات المتخصصة وتوحيدها، والقيام بأشغال البحث في اللغة الأمازيغية والمشاركة في إنجاز البرنامج الوطني للبحث ذي صلة بالموضوعات المتعلقة باختصاصات المجمع.
 المساهمة في المحافظة على التراث اللامادي للامازيغية  والمساعدة على رقمنته، وتشجيع كل أنواع البحوث والترجمات في اللغة الأمازيغية بهدف إثراء التراث المرتبط بالذاكرة الوطنية والمحافظة عليه، وكذا إبداء الرأي في كل مسألة تتعلق باختصاصه يعرضها عليه رئيس الجمهورية.
وينص مشروع القانون العضوي المقدم على أن يعد المجمع الجزائري للغة الأمازيغية تقريرا سنويا عن نشاطاته ويرفعه لرئيس الجمهورية.
ويتكون المجمع من 50 عضوا  على الأكثر، يتم اختيارهم حصرا من بين الباحثين والخبراء وذوي الكفاءات الوطنية المؤكدة في مجال علوم اللغة المتصلة باللسان الأمازيغي، والعلوم المجاورة الذين يحوزون على الجنسية الجزائرية ويثبتون مستوى جامعي.
 أما بالنسبة لهيئات المجمع فهو يتكون من المجلس الذي يعد بمثابة الهيئة العليا له ويتشكل من مجمل الأعضاء ويجتمع في دورة عادية كل أربعة أشهر، كما يمكنه عند الاقتضاء أن يجتمع في دورة غير عادية.
 الرئيس ويعين من طرف رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات وتنهى مهامه حسب الأشكال نفسها، المكتب ويتشكل من الرئيس وستة أعضاء ينتخبون من قبل نظرائهم في المجلس لمدة سنتين، الهيئة الرابعة هي اللجان المتخصصة ويحدد النظام الداخلي للمجمع عددها ومهامها،  وأخيرا الأمانة الإدارية وتعمل تحت سلطة رئيس المجمع ويكلف الأمين العام بالسهر على حسن سيرها.
وخلال المناقشة ثمن كل المتدخلين من النواب الجهود التي تقوم بها الدولة من أجل التكفل بالأمازيغية وترقيتها، واعتبروا إنشاء مجمع وطني للغة الأمازيغية خطوة هامة في هذا السبيل، و قالوا أن من شأن كل هذه الجهود أن تبعد الأمازيغية عن كل صراع سياسي وإيديولوجي  ومن بين أيدي الذين ألفوا المناورة والمتاجرة بها  الذين يريدون ضرب استقرار البلد، والمساس بأمنه والذين يستعملون الأمازيغية للابتزاز.
ودعت فاطمة الزهراء حيان بوركبة عن التجمع الوطني الديمقراطي إلى إعطاء أهمية كبرى لتكنولوجيات الإعلام والاتصال  والأدوات العملية للارتقاء بالأمازيغية كلغة حديثة، و أن يكون المجمع مفتوحا لكل الكفاءات الوطنية في المجال، كما طالبت بتحديد العلاقة بين المجمع والمحافظة السامية للأمازيغية.
وندد لخضر بن خلاف من الاتحاد من اجل النهضة العدالة البناء بالذين يحاولون ضرب استقرار البلاد بالاتكاء على مسألة الأمازيغية، وهاجم بشدة فرحات مهني الذي دعا مؤخرا إلى إنشاء ميليشيات مسلحة، ودعا النيابة إلى التحرك ضده.
 وشدد على أن الأمازيغية لابد أن تكون عنصر جمع وليس عنصر تفريق، وقال إن تحديات كبيرة تنتظرها وأولها حرف الكتابة، مفضلا الحرف العربي، كما شدد على ضرورة التعامل مع جميع اللهجات الأمازيغية.
أما جلول جودي عن حزب العمال فقد هاجم هو الآخر من اسماهم بالشياطين المغامرين الذين يريدون ضرب الوحدة الوطنية واستقرار البلاد، الذين طالما أرادوا استعمال الأمازيغية ورقة ضغط ضد البلاد، وقال انه لابد من إرادة سياسية قوية لتجسيد كل القرارات التاريخية التي اتخذت في صالح ترقية الأمازيغية، مقترحا إنشاء وزارة منتدبة لتعميم وتطوير الأمازيغية وتفعيل الترجمة الفورية في البرلمان لمن يريد التحدث بها، و تساءل عن مدة عهدة أعضاء المجمع لأن النص لم يشر إليها.
كما اعتبر زميله سليمان شنين إنشاء مجمع للغة الأمازيغية مكسبا هاما في توقيت مناسب قبل الاستحقاقات المقبلة لأنه سيبعد عنصرا من عناصر الهوية عن الابتزاز السياسي والمساومة والضغط التي تستعملها عدة جهات، وشدد على ضرورة تعيين الكفاءات الحقيقية ذات المصداقية في المجمع مع الأخذ بعين الاعتبار التوازن الثقافي والايديولوجي.
وقالت فريدة بن ناصر من التحالف الوطني الجمهوري إن الصراعات الإيديولوجية أنهكت الجميع وعليه يجب إبعاد هذه المسألة من هذا النوع من الصراع والتركيز على  جمع الموروث اللغوي للأمازيغية، ودعا زويتن صالح عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء إلى اعتماد الحرف العربي في كتابتها.
 لكن جمال بلول عن جبهة القوى الاشتراكية قال إن مسألة الحرف التي ستكتب به لابد أن لا يتدخل فيها السياسيون بل تترك للخبراء والمختصين فقط، مضيفا أنهم لن يقبلوا أن يعين في المجمع من كرس حياته ضد الأمازيغية على حد تعبيره. أما نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فقد اعترضوا على المشروع جملة وتفصيلا وقالوا في بيان لهم أن مشروعا آخر كان سيطرح لكنه استبدل بهذا المشروع الذي أفرغ من محتواه على حد تعبيرهم-  لذلك فهم يطالبون بسحبه-            
إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى