أعلنت المديرية العامة  للغابات عن حالة تأهب قصوى، بتجنيد مختلف وحداتها بالمناطق الشرقية التي تشهد ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة تحسبا لإمكانية تسجيل حرائق بالمساحات الغابية على غرار السنة الماضية، وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليص الخسائر الفادحة التي تنجم سنويا عن هذه الكارثة الطبيعية.
أفاد مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات السيد عبد الغني بومسعود في تصريح «للنصر» بأن تدابير عدة تم اتخاذها منذ الفاتح جوان الجاري، مع تدعيمها بإجراءات إضافية تزامنا مع تسجيل ارتفاع محسوس في درجات الحرارة بمناطق عدة من الوطن خاصة الشرقية منها، بغرض تمكين الأعوان التابعين للمديرية العامة للغابات من التدخل الفوري في حال حدوث حرائق، إلى حين وصول الأعوان التابعين للحماية المدنية المكلفين بإخماد الحرائق، ومن بين هذه الإجراءات مضاعفة نقاط أبراج المراقبة على مستوى الولايات التي تزخر بالثروة الغابية، من بينها المناطق الشرقية ليبلغ عددها الإجمالي هذه السنة 406 أبراج مراقبة، مع تجنيد 1000 عون لضمان المداومة على مدى 24 ساعة بهذه الأبراج، وكذا 473 فرقة متنقلة تضم أكثر من 2350 عونا، فضلا عن تخصيص 2660 نقطة لتزويد الشاحنات ذات صهاريج بالمياه، من ضمنها أحواض مائية وأبار وسدود.
وأكد بن مسعود في ذات السياق بأن حرائق الغابات هي من بين المخاطر الكبرى، على غرار الزلازل والفيضانات، تعمل على مكافحتها لجان عمليات تخضع لسلطة الولاة، وهي تتفرع إلى لجان على مستوى الدوائر والبلديات، مضيفا بأن إعلان حالة التأهب تتم بعد تلقي مؤشرات من مصالح الأرصاد الجوية بشأن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قصوى، على غرار ما تشهده الولايات الشرقية حاليا، لذلك تم إرسال برقيات عاجلة إلى المديريات الفرعية تدعو إلى ضرورة الاستعداد لأي طارئ، مع تجنيد كافة الأعوان الموجودين على أرض الميدان لضمان التدخل الأولي، وشدد المصدر بالمناسبة على أن مكافحة الحرائق ليست من اختصاص مديريات الغابات فقط، بل هي تعني أيضا قطاعات وزارية مختلفة، كما تقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى أيضا على سكان المناطق الريفية ومرتادي المساحات الغابية، لذلك يتم التركيز بشكل أساسي على الحملات التحسيسية، التي تدعو إلى تجنب بعض التصرفات السلبية، من بينها إضرام النيران من قبل بعض الفلاحين لحرق المحاصيل الزراعية غير الصالحة، أو حرق المساحات المخصصة للرعي من قبل الموالين، بحجة المساعدة على نمو أعشاب بديلة تصلح كأعلاف للحيوانات.
وأضاف المصدر بأن هذه التدابير التي دخلت حيز التنفيذ منذ بداية الشهر الجاري، ساعدت بشكل واضح على خفض معدل الحرائق التي تسجل خلال شهر جوان سنويا، حيث تم لحد الآن تسجيل تضرر حوالي 4 هكتارات فقط من هذه الكارثة، مقابل أزيد من 400 هكتار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، وبحسب مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات فإنه يستحيل تجنب الحرائق بصفة تامة، لكونها كارثة طبيعية تخضع لعدة عوامل لا يمكن التحكم فيها، من بينها المناخ الجاف والحار، وانتشار الغطاء النباتي الجاف الذي يساعد على انتشار ألسنة النيران، وهي عناصر تشترك فيها كامل منطقة الحوض المتوسط التي تتضرر سنويا من هذه الكارثة بفعل التغيرات المناخية، كما استبعد المتحدث أن تتكرر نفس ظاهرة الحرائق التي سجلت في الصائفة الماضية بولايات عدة، وأدت إلى وقوع ضحايا، وتضرر مساحات واسعة من الغابات والأدغال والأراضي الزراعية، وكذا بعض الواحات بالجنوب.
وطمأن المسؤول بالمديرية العامة للغابات بسهر السطات العليا للبلاد على حماية الثروة الغابية، مؤكدا بأنها اتخذت بدورها إجراءات احتياطية، فضلا عن تكليف الولاة برئاسة اللجان العملياتية على المستوى المحلي، كما تم تجنيد محافظي الغابات على مستوى الولايات الأكثر تعرضا للحرائق، بغرض تسهيل عمليات التدخل الأولي، علما ان مسؤولية إخماد الحرائق لا تقع على مديريات الغابات التي تضمن السهر على حماية الثروة الغابية وكذا التدخل الأولي بالنظر إلى تواجد أعوانها بشكل يومي على أرض الميدان.            
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى