تنظم اليوم الأحد في بوركينا فاسو انتخابات برلمانية و رئاسية يختار فيها الناخبون رئيس للبلاد من أصل 13 مرشحا، وكذا أعضاء البرلمان البالغ عددهم 127 عضوا، في الوقت الذي تشهد فيه عدد من مناطق البلاد اضطرابات أمنية.

وقد فتح أكثر من 21 ألف مركز اقتراع أبوابه على الساعة الثامنة من صباح اليوم أمام الهيئة الناخبة التي قدرت بنحو 6.5 مليون ناخب، وفقا لمفوضية الانتخابات، التي أكدت في المقابل أن مراكز الاقتراع ستظل مغلقة في معظم أنحاء شمال وشرق البلاد بسبب الوضع الأمني المتوتر، والمخاوف من أعمال العنف.

وكشفت البيانات الرسمية أن 400 ألف شخص على الأقل أو ما يقرب من سبعة في المائة من الناخبين لن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.

ويتنافس خلال الانتخابات الرئاسية، 13 مرشحا من بينهم الرئيس المنتهية ولايته، روك مارك كريستيان كابوري،  رئيس حزب "حركة الشعب من أجل التقدم" الحاكم الذي يسعى للفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات، بالإضافة إلى زعيم المعارضة، وزير المالية السابق زفيرين ديابري، ورجل الأعمال إيدي كومبويغو، ورئيس وزراء الحكومة الانتقالية عام 2015، يعقوبة إسحاق زيدا.

ويواجه كابوري منافسة شديدة من ديابري، الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات الماضية عام 2015، ومن إيدي كومبويغو مرشح حزب الرئيس السابق بليز كومباوري الذي حكم البلاد 27 عاما، وأطيح به عام 2014.

ويتوقع المحللون أن يكون هناك تقارب بين المتنافسين في السباق الرئاسي، مما قد يتطلب جولة ثانية إذا لم يتمكن أي مرشح من تحقيق الفوز بأكثر من 50 بالمائة من الأصوات.

كما يتوقع الإعلان عن النتائج المبدئية للجولة الأولى بحلول منتصف الأسبوع، عقب رفض مرشح المعارضة،  مقترح اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة بإعلان النتائج المؤقتة للاقتراع غداة يوم التصويت.

وقال ديابري في هذا الصدد، "إن بوركينا فاسو ليست ملزمة بأن تحطم الرقم القياسي في سرعة إعلان النتائج" لأن "القانون يعطي مهلة تتخطى كثيرا يوم 23 نوفمبر، ويجب الاستفادة منها لتأكيد النتائج من قبل جميع الفاعلين".

وأوضح أن "السعي لفعل عكس ذلك قد يؤدي للوقوع في الأخطاء وزرع بذور أزمة في ما بعد الانتخابات"، مشيرا إلى أنه "بالنظر إلى مدة فرز الأصوات في مكاتب التصويت، ومدة نقل النتائج إلى مراكز التجميع وأعمال التحقق والتأكيد، "يجب أخذ الوقت الكافي الذي يتطلبه فعل كل هذه الأمور".

وأشار ديابري إلى أن "مخاوف المعارضة يعززها كون النظام التقليدي (فسات) الذي ينقل النتائج متعطل حاليا خلافا لما في الانتخابات السابقة، وسيعوض بشركة خصوصية".

وأضاف أنه "باستثناء الأحزاب الكبرى التي لها ممثليات محلية في عموم التراب الوطني، فإن تحقق وتأكد أغلبية الأحزاب من النتائج الحاصلة هنا وهناك ربما يأخذ أكثر من يوم واحد". كما أوضح أن "كون الطعون في نتائج مراكز تجميع الأصوات قد تظهر وتعرقل التحقق الإضافي قبل التأكيد النهائي"، من اللازم أن لا تعلن النتائج غداة يوم الاقتراع المزدوج (الرئاسية والتشريعية).

                    --- مجموعة (إيكواس) تنشر بعثة من 80 عضوا لمراقبة سير الانتخابات ---

وعلى صعيد متصل، وبهدف متابعة مجرى هذه الانتخابات، نشرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، بعثة مراقبة انتخابية قوامها 80 عضوا، 10 منهم على المدى الطويل و70 على المدى القصير.

وتقول إيكواس أن بعثة التكتل الإقليمي هذه، التي تهدف إلى ضمان السير الجيد للعملية الانتخابية، بما يقود إلى انتخابات "حرة ونزيهة وذات مصداقية"، تدخل في إطار بروتوكوله الإضافي حول الديمقراطية والحكم الرشيد، ويقودها الوزير الأول الغيني الأسبق كابيني كومارا.

وينحدر المراقبون قصيرو المدى من الدول الأعضاء في (إكواس)، باستثناء بوركينا فاسو، ومن محكمة عدل المجموعة وبرلمانها.

للإشارة فإن المراقبين طويلي المدى الذين نشرتهم المجموعة الاقتصادية متخصصون في مجالات الأمن وشؤون المرأة والعمليات الانتخابية والقانون الدستوري والاتصال. وتتمثل مهمتهم في تغطية مراحل قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها.

وستحظى البعثتان (قصيرة وطويلة المدى لمراقبة الانتخابات) في الميدان، بدعم فريق للمساعدة الفنية تابع لمفوضية (إكواس) يضم مفوض شؤون السياسة والسلام والأمن، الجنرال فرنسيس بيهانزين، ومدير الشؤون السياسية د. ريمي أدجيبيوا، ومدير قسم المساعدة الانتخابية بالمفوضية، فرنسيس أوك، إلى جانب كوادر أخرى من المؤسسة.

وسيكون المراقبون - الذين لن يتم نشرهم في كل مقاطعات البلاد لأسباب أمنية - مكلفين بمتابعة كافة عمليات ما قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها وتقييم سيرها.

وستركز المراقبة خاصة على مدى نظامية وشفافية ونزاهة الانتخابات الرئاسية وتنظيمها الجيد.

وستعبر بعثة "إيكواس" لمراقبة الانتخابات، عقب الاقتراع، عن رأيها، وستصدر - إذا اقتضت الضرورة ذلك - توصيات إلى مختلف الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية.

وسيعلن عن ذلك رئيس البعثة كابيني كومارا، خلال مؤتمر صحفي من المقرر أن يعقده عقب الانتخابات، في العاصمة واغادوغو.

ودعت إيكواس جميع المرشحين للسهر على إجراء الاقتراع في ظل السلام والهدوء والسكينة واللحمة الوطنية.

وأج

الرجوع إلى الأعلى