أثارت قضية توقيف قناة فرنسية لصحافي مغربي تورط في خدمة الدعاية المخزنية، جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية ولفتت انتباه الرأي العام الغربي والعربي مجددا، إلى الانحرافات المهنية التي يمارسها صحافيون مغاربة يستخدمون وسائل الإعلام التي يعملون بها لخدمة أطروحات الرباط والتهجم على الجزائر بما يتنافى مع أخلاقيات ومواثيق الشرف المهني.
ويرى متابعون أن قضية الصحافي الفرنسي ذي الأصول المغربية رشيد مباركي، ستكون بداية لسلسة إسكات أبواق الدعاية المغربية، حيث أوقفته إدارة القناة الإخبارية الفرنسية «بي آف آم» على خلفية بث محتويات دون موافقة، ويتعلق أساسا بالترويج لأطروحات المخزن بخصوص الصحراء الغربية، بينما قالت جمعية الصحافيين التابعة للقناة، إنها تتابع عن كثب التحقيق الداخلي حول القضية، خصوصا ما تعلق بالاشتباه في تقاضي مباركي لرشاوى من الرباط بهدف تلميع صورة المغرب من خلال بث تقارير إخبارية مغلوطة منحازة. هذه الحادثة نبّهت إلى الدور الذي يلعبه صحافيون مغاربة في خدمة مصالح المخزن ولو على حساب الخط التحريري للمنصات التي يعملون بها، ومن بينها مؤسسات إعلامية عربية وغربية تم تحويلها إلى مسرح للتهجم على الجزائر وتأييد الأطروحات المخزنية، ويمكن على سبيل المثال ملاحظة ذلك بوضوح في القناة الفرنسية «فرانس 24»، التي تبث برامج حوارية تمرر ادعاءات المغرب بخصوص  الصحراء الغربية.
هذه الظاهرة التي تتنافى مع أخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف المهني التي تحكم عمل الصحافي المطالب بالموضوعية وتوخي أقصى درجات الحياد، تمتد كذلك إلى صحف عربية، على غرار جريدة العرب اللندنية، التي تحولت منذ فترة إلى منبر لتشويه صورة الجزائر مقابل خدمة أجندة الرباط خصوصا عندما يتعلق الأمر بملف الصحراء الغربية.
واللافت، هو انتقال عدوى معاداة الجزائر، إلى قنوات رياضية يفترض ألا تحضر فيها المعتقدات والآراء السياسية، فقد أثارت قضية المعلق المغربي في قنوات «بي إن سبورت»، جواد بدة، زوبعة من الانتقادات، بعدما ترك التعليق على المباراة التي جمعت فريقي الكاميرون والكونغو خلال بطولة كأس إفريقيا للمحليين التي احتضنتها الجزائر، وراح يتهجم على الجزائر بعد انسحاب المغرب من البطولة محاولا تشويه هذه النسخة من «الشان». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد استغل اللوبي المخزني حسابات القناة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد وصل الأمر إلى تحريف بيان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بخصوص مزاعم المغرب عن الإدلاء بتصريحات سياسية خلال حفل افتتاح «الشان»، ما جعل أصابع الاتهام تتوجه إلى مدير القناة، المغربي محمد عمور، باستغلال شبكة «بي إن سبورت» ذات الجماهيرية الواسعة، في حملة سياسية مغرضة ضد الجزائر.
والملاحظ كذلك، هو السلوك العدائي ضد الجزائر للعديد من الصحافيين المغاربة على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلين مواقعهم في وسائل إعلام عربية في الدعاية لصالح المخزن الذي لا تزال فضائحه حديث الرأي العالمي، بداية من قضية طرد موظفة مغربية من منظمة يونسكو بعدما اتُهمت بتسريب معلومات للمخابرات المغربية حول منظمتين حقوقيتين فجرتا فضيحة التجسس باستعمال برنامج بيغاسوس والتي تورطت فيها الرباط، وصولا إلى قضية تقديم رشاوى لبرلمانيين أوروبيين ضمن ما بات يعرف دوليا بفضيحة «موروكو غايت».
ياسمين.ب

 

الرجوع إلى الأعلى