تهديم آخر قلاع السينما بالبرج
قامت، عشية أمس الأول، سلطات بلدية برج بوعريريج، بتطبيق قرار تهديم مقر سينما «فوكس»، الواقع بحي الشهداء ( الفيبور) وسط مدينة مدينة البرج. و أكد رئيس البلدية على أن القرار اتخذ، منذ شهر جوان الفارط، بعد شكاوي المواطنين و السكان المجاورين من تهديدات البناية القديمة للمقر التي كانت مهددة بالسقوط و الانهيار في أي وقت، مشيرا إلى تأخر تجسيد القرار طيلة  الأشهر الفارطة، لدواعي أمنية  تتعلق بالحرص على اتخاذ اجراءات الحماية و  الامان في العملية، حيث تمت الاستعانة بمكتب دراسات، لحماية السكنات المجاورة من تأثير  عمليات الهدم، وحصرها في المقر القديم للسينما، كاشفا عن تخصيص الأرضية لإنجاز مشروع لمرفق ثقافي و ترفيهي بنفس المكان كتعويض عن قاعة السينما التي بقيت مغلقة منذ سنة 1994 بسبب الفيضانات التي خلفت حينها 14 قتيلا و خسائر في البنايات و المنشآت القاعدية زادها قرار رئيس البلدية في تلك الفترة بغلقها نهائيا.
و بقيت هذه القاعة، منذ ذلك الوقت مهملة و مهجورة، ما زاد من تدهور وضعيتها، لانعدام عمليات الصيانة و الترميم و غلقها النهائي من قبل سلطات البلدية آنذاك، بعدما كانت مركزا للإشعاع الثقافي، و من أكبر قاعات السينما بولايات الوطن التي عرفت حركية ثقافية و حولت مدينة البرج الى واجهة و مقصد لعشاق السينما و جديد الأفلام . ونظرا لتزايد تهديدات البناية القديمة التي تعود إلى سنوات الخمسينات من القرن الماضي،  على السكان المجاورين، و تزايد شكاويهم و مخاوفهم من انهيارها في أي وقت، شكلت سلطات البلدية لجنة تقنية للاطلاع على الوضع، مدعمة بتقارير من مصالح الأمن و مصالح الحماية التي نبهت الى  إمكانية انهيار أسوار البناية، خصوصا بعد تعرضها لانهيارات جزئية في السقف و الجدران العلوية، و انهيارات نحو الطريق المجاور لها، الذي يشهد حركية كثيفة و ركن لمختلف المركبات بجوارها، ما ضاعف من مخاوف المواطنين بتهديد هذا المقر لسلامتهم وسلامة المارة و أصحاب السيارات .
و خلف قرار الهدم ردود أفعال متباينة وسط المواطنين، بين مرحب بالقرار خصوصا السكان المجاورين، و بين من يرى أن قرار البلدية يعتبر أخر مسمار في نعش السينما بالولاية، فبعد أن أعيدت قاعة «راكس» المجاورة لقاعة الحفلات البشير الابراهيمي لمالكها الأصلي بقرار من العدالة، هدمت أخر قلاع السينما بالبرج بقرار من سلطات البلدية، على الرغم مما تحمله من رمزية في المشهد الثقافي بعاصمة البيبان على مدار العقود الفارطة، خصوصا خلال سنوات الثمانينات و بداية التسعينات، أين كانت قاعة السينما تشع ثقافة و فنا، لكنها قبرت بتولي مسؤولين متشددين عن الحزب المنحل لرئاسة البلدية، و خلف قرار غلقها في تلك الفترة انتفاضة من قبل عشاق السينما أين تحولت قاعة «راكس» حينها إلى قبلة لكبار الممثلين و السينمائيين، في وقفة احتجاجية تنديدا بقرار رئيس البلدية بغلق قاعات السينما. و بخصوص انتقادات المواطنين لقرار هدم المقر و عدم التفكير في إعادة تهيئتها ليبقى رمزا للفن و الثقافة بالولاية، أكد رئيس البلدية على أن التقرير المعد حول وضعية البناية القديمة، خلص إلى ضرورة تهديمها، مجددا تأكيده على تعويض هذه القاعة، بمرفق لقطاع الثقافة، حيث سيتم انجاز مشروع بنفس المكان، لكن لم يستقر الاختيار بعد عن طبيعته إن كان مركزا للثقافة أو قاعة للعرض أو مكتبة.
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى