«وضع السينما الجزائرية اليوم يشعرني بالندم لإختياري الفن»
• بعد «ابن باديس» سأخوض تجربة سينما الخيال
لفت حضور الممثل الجزائري يوسف سحايري لفعاليات الطبعة 11  لمهرجان وهران للفيلم العربي، انتباه الجمهور الذي انتظره العام الماضي لمرافقة فيلم «ابن باديس» الذي عرض في الطبعة العاشرة وغاب عنه طاقم العمل، وحاولت النصر من خلال هذه الدردشة مع الممثل سحايري العودة به إلى السنة الماضية للتعرف على حقيقة غيابه هل كانت عبارة عن مقاطعة مثلما قالت الأخبار حينها أو تعذر عليه الحضور، ولكن تحفظ محدثنا عن العودة لتلك الوقائع، مفضلا التطرق لوضع السينما الجزائرية التي تشمل كل الإختلالات الموجودة.
في طبعة العشرية السنة الماضية، عرض فيلم «ابن باديس» ولم تكن حاضرا، هل تلقيت بعض الأصداء؟
سحايري: نعم عرض الفيلم وللأسف لم أكن حاضرا ولم أتلق الأصداء مباشرة، ولكني تلقيت أصداءا من الذين تابعوه خاصة أصدقائي، و بالنسبة لي في مثل هذه الأفلام التاريخية البيوغرافية، لا تهمني الأصداء التي تأتي من جمهور أو نقاد أو صحفيين أو متابعين للسينما، بقدر ما يهمني رأي الأشخاص الذين عايشوا الشخصية الحقيقية وعرفوها جيدا، من عائلة الشخصية والمقربين منها، لأن آراء هؤلاء هي معياري.
وهل تعتقد أنك جسدت فعلا شخصية ابن باديس وكنت في المستوى؟
سحايري: من المستحيل أن أكون في مستوى العلامة ابن باديس، لأنه شخصية كبيرة جدا ورمز من رموز الدولة الجزائرية، مثله مثل الشهيد العقيد لطفي الذي أديت دوره في الفيلم حيث كنت البطل، ولكن الهدف من تجسيدهم هو إعطاء نظرة تقريبية عن هذه الشخصيات، ولو أبلغ 50 بالمائة من تحقيق الهدف وأغرس نظرة عن الشخصية في ذهن المتلقي، أكون قد نجحت، ليس فقط في التجسيد ولكن في أن مثل هذه الأأدوار كانت تدفعني لضرورة البحث والتعرف أكثر على هذه الشخصيات من أجل التقرب منها في الأداء، فمستحيل أن ألخص مسار سنوات لشخصية ما في مدة ساعتين.
هل يمكن القول أن يوسف سحايري وجد ضالته الفنية في مثل هذه الأعمال التاريخية؟
سحايري: بصراحة، الممثل الجزائري ليس له الإختيار في ظل شح الأعمال السينيمائية المطروحة، لأن الإختيار يكون عندما يكون الإنتاج غزيرا، لدى ليس بالضرورة أن أكون في فيلم تاريخي، أنا ممثل ومن ميزة الممثل أن تكون له القدرة على تقمص جميع الأدوار، ولا أريد أن أحصر نفسي في شكل معين من أشكال التمثيل، علما أنه في رصيدي 10 أعمال وأدوارها متنوعة، وبروزي في العملين «ابن باديس» و»لطفي» مرجعه لعرضهما للمشاهد في قاعات السينما.
وإلى ماذا يعود مشكل الإنتاج والعروض في قاعات السينما والوضع الذي تتخبط فيه السينما الجزائرية؟
سحايري: مجموعة من العوامل تشترك في رسم معالم الوضع الحالي، هي منظومة متشابكة لو توقفت إحدى حلقاتها يتوقف الكل، فمثلا لا يمكن الحديث عن السينما إذا لم ترتبط بالإقتصاد، وفي الجزائر لا يوجد صناعة سينمائية، فلا يمكن إعتبار تمويل وزارة الثقافة أو وزارة المجاهدين على أنه صناعة، و حسب رأيي يتطلب الأمر إرادة سياسية قوية، لرفع العراقيل الكبيرة التي تحد من تنشيط الإنتاج الفني عموما والسينمائي على وجه الخصوص. أنا شخصيا لا أعتبر أنه يوجد حاليا سينما جزائرية، بل هي تجارب سينمائية.
كيف ذلك؟
سحايري:  لا يوجد سينما هي الخلاصة التي يصل إليها المواطن البسيط، فكيف يمكن الحديث عن السينما في الجزائر ولا يوجد مثلا صحفيون متخصصون في النقد السينمائي الذي هو تخصص صعب جدا ويتطلب دراسة وتكوينا ومهارات فنية، لأن النقذ الصحفي مهم جدا بالنسبة للأعمال السينمائية، وأتأسف على بعض المقالات التي يكتبها صحفيون غير متخصصين ومن شأنها تحطيم ممثل في بداية طريقه أعتبره هذا «جرما كبيرا» في حق شخص كان بحاجة لنقد بناء ليصلح أدءه ومساره.
وبالنسبة لمهرجان وهران لفيلم العربي، ماذا تقول؟
سحايري: مهرجان وهران من المفروض أن يشكل فرصة كبيرة للممثلين الجزائريين للإحتكاك ليس فقط بصناع السينما الأجانب، بل حتى الجزائريين، مثل أحمد راشدي وحامينة وغيرهما من القامات التي صنعت مجد السينما الوطنية، ولكن يبدو أن مثل هذه القامات غير حاضرة في الطبعة11، إلا أنه مثلما ذكرت سابقا، قلة الإنتاج تبعد الممثل أيضا عن الساحة ويفقد البوصلة الفنية، فمثلا أنا لولا عملي في «ابن باديس» أو «لطفي» أو غيرهما، لما تمكنت من الإستفادة والإغتراف من تجربة راشدي، ليس هناك فرص للإلتقاء والعمل، كلامي هذا ليس إنتقادا وسلبية ولكن أنا واقعي وأضع كل شيء في حجمه ومعياره الحقيقي.
هل ليوسف سحايري مشاريع فنية بعد «ابن باديس»؟
سحايري: داخل الوطن يوجد مشروع فيلم مع المخرج أحمد بن كاملة، وصل لمرحلة تحديد أماكن التصوير التي ستكون في الصحراء على ان يبدأ في سبتمبر المقبل وهو فيلم سينمائي روائي طويل، وموضوعه من نوع الخيال الذي تفتقد له السينما الجزائرية فهو بعيد عن الأعمال التاريخية أو البيوغرافية وسيسمح لي بتقمص دور مختلف، ومن جانب آخر، كان قد إتصل بي مؤخرا مخرج من المغرب للمشاركة في عمل سينمائي، ولم يتم التوصل لإتفاق بسبب بعض الجزئيات التي لم أتقبلها.
هل كرس يوسف سحايري نفسه للفن؟
سحايري: أنا مهندس دولة في الإلكترونيك وعملت سنة واحدة فقط في هذا المجال، بعدها توجهت لمعهد برج الكيفان ودرست المونتاج وتقني سينمائي، وبدأت الفن مبكرا كان عمري 9 سنوات، ولكن بالنظر للوضع الذي يتخبط فيه الفن حاليا أشعر بنوع من الندم على إختياري ولا أجد لهذا الشعور مبررا في نفسي.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى