يحيى مزاحم يستعد لتجسيد سيرة  «دزاير» أول شهيدة في الثورة
كشف المنتج و المخرج يحيى مزاحم للنصر بأنه بصدد التحضير لأول فيلم سينمائي ثوري يسلط الضوء على سيرة و مسار دزاير شايب ، أول شهيدة سقطت في ميدان الشرف و هي في زهرة العمر، و ذلك في يوم 19 نوفمبر 1954 بقرية في أعالي بلدية مجاز الصفا بولاية قالمة.
يحيى مزاحم أوضح بأنه يتولى في هذا العمل الجديد الذي يحمل عنوان «دزاير»، مهمة الإخراج في حين تنتجه شركة روضة كوم للإنتاج السمعي البصري، لتوفيق عابد، بالشراكة مع وزارة الثقافة، مشيرا إلى أن مدته  ساعة و نصف تقريبا، و لم يتم بعد تحديد الأسماء المشاركة فيه ، فقد انطلقت، كما أكد، قبل يومين بمسرح قالمة، عملية الكاستينغ لاختيار ممثلين و ممثلات من مختلف الفئات العمرية لتقمص شخصيات الفيلم، و اشترط إتقانهم لهجة الشرق الجزائري، لأن انطلاق التصوير إذا تم تجهيز كل شيء، سيكون في 6 أكتوبر المقبل، و بالتالي لن يكون لدى طاقم الفيلم متسعا من الوقت لتلقين هذه اللهجة لعدة ممثلين من غرب و وسط البلاد، خاصة و أن ميزانية الفيلم  «صغيرة»،على حد قوله.  
المخرج أضاف بأنه ربما ينظم عملية كاستينغ ثانية بباتنة، إذا لم يجد الممثلين المناسبين، مبرزا بأن الفيلم سيصور في بلدية مجاز الصفا و بوشقوف و قالمة.
و بخصوص أسباب اختياره لسيرة الشهيدة دزاير شايب، بين المتحدث بأن هذه الشخصية طواها النسيان طويلا، و لم يطلق اسمها على أي مؤسسة ببلادنا، إلا قبل عامين، حيث بادرت الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار لفتح مكتبة بالعاصمة أطلقت عليها اسم»دزاير شايب»، كما أنه لم يسلط عليها الضوء قط في أي عمل سينمائي أو تليفزيوني ببلادنا، لهذا ارتأى أن يخلد سيرتها المليئة بالكفاح و التضحية و العبقة بحب الوطن، في فيلم جديد بالاعتماد على سيناريو كتبته الروائية زبيدة معمرية.
المخرج ذكر بأن الشهيدة، و هي من مواليد منطقة بوشقوف في 6 فيفري 1938، أطلق عليها والدها محمد شايب اسم «دزاير»، ليعبر عن مدى شغفه بوطنه الأم، كانت تعيش مع عائلتها التي تعتمد على الفلاحة كمصدر للرزق، في قرية بأعالي بلدية مجاز الصفا بولاية قالمة، منعزلة عن العالم تقريبا، و في مجازر 8 ماي 1945 بدأت الفتاة تكتشف الاستعمار الفرنسي و تدرك أن جيشه يدمر بلادها و يفتك بإخوانها، و عندما أصبح البطل باجي مختار و رفاقه المجاهدين و الفدائيين يأتون إلى قريتها من أجل التدريبات العسكرية و يزورون والدها و يضمن لهم المأوى و الطعام و الشراب و الدعم، بدأت الحقائق تتجلى أمام عيني دزاير، خاصة في ظل انطلاق عمليات صغيرة ضد المستعمر، من بينها تفجير باجي  مختار لجسر و تحويله لقطار كان يقل جنود المستعمر الغاشم و عتادهم، و مهاجمته لمنجم و غيرها.
و شاء القدر أن تستشهد دزاير شايب و هي في العشرينات من عمرها، رفقة كل من البطل باجي مختار و أربعة من زملائه، في ميدان الشرف في 19 نوفمبر 1954 أي بعد أيام معدودة من اندلاع ثورة التحرير، و ذلك بعد أن حاصر الجيش الفرنسي قريتها  فقاومهم باجي و رفاقه و هي و أسرتها و كل أبناء المنطقة إلى  آخر رمق، و تعتبردزاير أول امرأة شهيدة في الثورة.
في ما يتعلق بقضية المخرج يحيى مزاحم مع شركة «ويلكوم»،  الجهة المنتجة للجزء الثاني من المسلسل التليفزيوني الرمضاني»الخاوة»، التي سبق و أن كشف للنصر عن تفاصيلها في حوار نشرته في عدد 20 جوان الفارط ، قال لنا بأنه رفع فعلا شكوى إلى العدالة، اتهم من خلالها الشركة    باستعمال أفكار جسدها في سيناريو خاص به، و يوجد عقد يثبت ذلك، دون طلب الإذن منه، مشيرا إلى أنه تأخر الفصل في القضية بسبب العطلة السنوية.
و أضاف المتحدث بأنه تم إبلاغه بأن أول جلسة لتلقي رد الطرف الآخر في 26 سبتمبر الجاري، مشيرا إلى أن الشركة المنتجة كان بإمكانها تجنب النزاع،  لو اتصلت به لطلب الإذن باستعمال أفكار سبق و أن جسدها في سيناريو مسلسل اجتماعي درامي عنوانه «السجين» كتبه بنفسه، بعد أن طلبته منه قناة خاصة، و قدمه لشركة  ويلكوم قبل سنتين،  و فوجئ مزاحم بأن الجزء الثاني من مسلسل «الخاوة» الذي بث في رمضان الفارط عبارة عن استنساخ مع بعض التعديلات، لأفكار كثيرة وردت في سيناريو «السجين» الذي كتبه. و أبرز المخرج للنصر، بأن هذه ثالث مرة يتعرض فيها لسرقة أعماله الفنية.                          
إلهام طالب

الرجوع إلى الأعلى