"رواق الموت ..سجن بربروس" يقدم شهادات حية عن جرائم فرنسا ضد الإنسانية

قدم الإعلامي زين الدين بوعشة بمناسبة ذكرى الفاتح من نوفمبر، عمله الجديد “رواق الموت.. سجن بربروس”، و هو وثائقي، تاريخي مدته 50 دقيقة ، من تركيب  ياسين آيت حمودة و موسيقى أمين دهان، من إنتاج التلفزيون الجزائري .
السياق التاريخي لهذا الشريط الوثائقي، بين 1954 – 1962، حيث أصدرت المحاكم الاستعمارية الفرنسية 2020 حكما بالإعدام في حق مناضلي القضية الجزائرية، تم تنفيذ 222 حكما منها بالمقصلة ورميا بالرصاص، من بينهم 80 معتقلا جزائريا ، أعدموا بعد إعلان الجنرال ديغول عن العفو الشامل عام 1959، و في عام 1962، رست باخرة فرنسية بميناء الجزائر، كان على متنها عسكريون فرنسيون جاءوا لأخذ المقصلة الموجودة بسجن سركاجي (بربروس سابقاً) و نقلها إلى فرنسا، غير أن عمار بن تومي، أول وزير للعدل في الجزائر بعد الاستقلال، رفض تسليمهم المقصلة، لأنها أداة حرب مؤسساتية و دليل مادي على جرائم الاستعمار.
ويعتبر صاحب هذا العمل أن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، لا تزال قائمة بأركانها القانونية ، استنادا إلى معاهدة روما الصادرة في 1998، حيث صُنفت جرائم الاستعمار ضمن الجرائم ضد الإنسانية و منها الإعدام والقتل والتعذيب، و بإمكان الجزائريين رفع دعوى قضائية ضد فرنسا أمام المحاكم الدولية، لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
و للإفلات من عقوبات معاهدة روما صوت البرلمان الفرنسي عام 1999 على قانون يعترف رسميا ب”حرب الجزائر”، وهو ما اعتبره المعني سابقة و اعترافا سياسيا، يفتح فجوة قانونية يمكن أن تستغلها الجزائر، لتأسيس قضية جرائم الاستعمار، وتكييفها كجرائم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية والمطالبة بتعويض الضحايا. وقد تمكن  زين الدين بوعشة من تسجيل شهادات بسجن سركاحي ل15 معتقلا سابقاً ومحكوما عليهم بالإعدام، من بينهم محمد بن ڤراب شاهد على إعدام أحمد زبانة، و عبد القادر ڤروج شاهد على إعدام طالب عبد الرحمن، و كذا جميلة بوباشا التي تعرضت لأبشع ألوان التعذيب والاغتصاب على يد الجنود الفرنسيين.واستعان بوعشة بمحللين أكفاء، أمثال الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم (محامية وباحثة في تاريخ الثورة)، إلى جانب الأكاديميين المختصين في التاريخ الأستاذ الدكتور شايب قدادرة (جامعة قالمة)، الدكتور عيسى ليتيم (جامعة باتنة)، الدكتور صالح حيمر (جامعة تبسة).
وقد  اعتمد بوعشة في انجاز هذا الشريط الوثائقي، على معالم بسجن سركاجي (بربروس سابقا) الذي بُني عام 1856، وأغلق عام 2015 ، لتحويله إلى متحف للذاكرة، علما بأن مقصلة سجن سركاجي صُنعت عام 1868 بفرنسا و نقلت إلى الجزائر عام 1956 لتنفيذ أحكام الإعدام، وتوجد حاليا بالمتحف المركزي للجيش بالعاصمة.
وقد دعم الوثائقي بمجموعة من الصور، و أرشيف فيلمي، ومؤلفات بيبليوغرافية، و يعرض هذا الشريط الوثائقي على قنوات التلفزيون الجزائري.    

  ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى