اختتام صالون الجزائر الدولي للكتاب باستقطاب أكثر من 2 مليون زائر
• مسعودي: الجزائريون أقبلوا على المعرض لحبهم الكبير للكتاب وليس من أجل الفسحة
كشف محافظ صالون الجزائر الدولي الـ 23 للكتاب ‹› سيلا 2018››، حميدو مسعودي أمس بأن هذه التظاهرة قد حققت نجاحا كبيرا حيث استقطبت إلى غاية الساعة 11 صباحا حوالي 2 مليون و200 ألف زائر، مبرزا بأن حجم الإقبال على شراء الكتب كان كبيرا رغم غلاء الأسعار وهو ما يعاكس تماما ما تردد بأن أغلب الزائرين يأتون للصالون من باب الفسحة.
عبد الحكيم أسابع
وأكد مسعودي في ندوة صحفية نشطها مساء أمس على هامش اختتام فعاليات الصالون التي دامت 13 يوما في قصر المعارض ''صافيكس ''  بالجزائر العاصمة، بأن إقبال الزوار على معرض الكتاب لم يأت من باب '' السياحة '' و''الفسحة''، وإنما رغبة من الأغلبية، لإشباع نهم القراءة لهم أو لأبنائهم، وقال إن هذا الانطباع قد جمعه من أصحاب دور النشر والعارضين الذين يحرص على اللقاء بهم يوميا، من أجل الاطمئنان على ظروف التنظيم ومدى تعاون الإطارات والأعوان المكلفين بذلك مع الجميع. وأضاف مسعودي '' إن كل الناشرين الذين التقينا بهم في الصالون انبهروا بالإقبال الكبير للجزائريين على شراء الكتب سواء الكتب المخصصة للطفل أو الكتب شبه المدرسية أو الكتب الجامعية وكتب مختلف الفنون الأدبية، فضلا عن الكتب الفكرية والكتب الدينية وغيرها".
وأثناء تطرقه للحديث عن عدد دور النشر المشاركة في '' سيلا 2018''، أكد مسعودي أنها تراجعت إلى 1016 دارا بسبب انسحاب ناشر جزائري من المشاركة في آخر لحظة بسبب الحيز الذي خصص له ولم يرقه، إلى جانب إغلاق جناح لناشر إيراني '' لأسباب قانونية وموضوعية''، مبرزا في هذا الصدد بأن هذا الناشر لم يحترم الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه التظاهرة بداية من عدم حضوره إلى الجزائر فضلا عن إرساله كتب متحفظ عليها، وتكليف مواطن جزائري بتمثيله لا علاقة له بالنشر ولا بالكتاب ولا بعالم الثقافة فضلا على كونه لم يدفع حقوق كراء الحيز المخصص له.
وقال مسعودي بأن عملية غلق هذا الجناح لا علاقة لها بالدولة الإيرانية ''التي تربطها بالجزائر علاقات طيبة'' لا من قريب و لا من بعيد ولا بأي شأن سياسي كان، وقال '' إن غلق جناح هذا الناشر الإيراني لا علاقة له لا بالدولة الإيرانية ولا بسياستها''. أما عن عدد الإصدارات المشاركة في الصالون فجدد الإشارة إلى أنها تقدر بحوالي 300 ألف عنوان في مختلف الميادين.
من جهة أخرى نوه حميدو مسعودي بالمشاركة '' النوعية '' لدولة الصين التي حلت كضيف شرف في طبعة 2018 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، وقال أن إقبال الجزائريين على اقتناء الإصدارات الصينية باللغتين العربية والأنجليزية كان كبيرا من اليوم الأول ما أدى إلى نفاد أغلب المخزونات التي تم إحضارها إلى المعرض.
كما أشاد بالمشاركة النوعية للوفد الصيني الذي ضم زهاء 160 شخصية من بينهم 6 من كبار الكتاب الصينيين الذين تقدمهم '' مو يان '' الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2012.
وعاد حميدو مسعودي للحديث عن الكتب التي تم التحفظ عليها ومنعها بالتالي من المشاركة في المعرض وقال أن عددها 56 عنوانا '' كلها تقع تحت طائلة قانون 2015 الذي يمنع عرض وبيع الكتب التي تمجد الإرهاب وتلك التي تدعو للفتنة والتفرقة، أو الكتب التي تحض على العنصرية أو تخدش الحياء''.
كما أشار إلى التحفظ على 8 كتب أخرى خلال أيام الصالون الذي افتتح يوم 29 أكتوبر الماضي، من طرف لجنة القراءة والمتابعة، كونها تروج للسحر والشعوذة، مؤكدا بأن كل الكتب التي تم التحفظ عليها '' أجنبية '' وانه لم يتم التحفظ على أي عنوان لدار نشر جزائرية.
وأثناء تطرقه للحديث عن النشاطات المنظمة على هامش الصالون قال بأنها كانت قياسية كما استقطبت '' كلها '' هذه السنة جمهورا قياسيا، مفسرا ذلك بنوعية الندوات والموائد المستديرة والمنصات'' عالية المستوى '' سواء التي تم تنظيمها من  طرف محافظة الصالون أو تلك التي نظمتها الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار أو التي نظمتها  وزارتا الثقافة والشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى فضلا عن الأنشطة التي نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية،  وكذا النشاطات التي نظمها المركز الثقافي الفرنسي والمركز الثقافي الأمريكي.
من جهة أخرى كشف محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب في رده عن سؤال للنصر بأن ثمة تحركات على مستوى محافظة صالون الجزائر وصالون الشارقة للكتاب لتفادي تنظيمهما في خلال نفس الفترة، فيما أشار إلى أن الجزائر ستكون السنة المقبلة 2019 ضيف شرف صالون كوبا الدولي للكتاب.
وبخصوص الميزانية المخصصة لتنظيم '' سيلا 2018 '' والتي تبلغ 60 مليون دينار فأكد بأنها غير كافية وأنه '' لولا مساهمة ممولين من القطاع الخاص في رعاية التظاهرة لما حققت كل هذا النجاح''. 

ناشرون يؤكدون للنصر
 "صــــــالون الجـــزائــر ناجـــح بامتيـــــــاز "
أجمع الناشرون الجزائريون والعرب الذين قابلت النصر ممثليهم في الطبعة الـ 23 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، على نجاح هذه الطبعة، سواء من حيث التنظيم '' المحكم الذي يرشح هذه التظاهرة لأن تتبوأ المراتب الأولى بين معارض الكتاب العربية''، أو من حيث إقبال الزائرين سيما الشغوفين بالقراءة.
وفي هذا الصدد أكد الأستاذ منير بن مهيدي، المدير العام لدار الجسور، المتخصصة في الكتاب الأكاديمي سيما كتب القانون وكتب العلوم الاجتماعية أن الإقبال الكبير للزائرين على الدورة الأخيرة لصالون الكتاب، وحرص أغلب الأسر على شراء ولو عنوان واحد من الكتب المعروضة، دليل على أن الأسر الجزائرية لا تأتي إلى معرض الكتاب من باب الفسحة وإنما حرصا على إشباع نهم القراءة لدى أفرادها.
وأكد المتحدث بأن الباحث الجامعي اليوم لم يعد يبحث عن مدى توفر الكم، من الكتب التي تتعلق بالتخصص الذي يدرسه أو يبحث فيه وإنما أصبح شديد الحرص على شراء النوعية والإصدارات الجديدة والجيدة التي تمت مراجعتها والتدقيق فيها بشكل جيد.
أما عامة زوار المعرض على اختلاف مستوياتهم فيهتمون كثيرا كما ذكر المتحدث بكتب تربية الطفل وكتب التنمية البشرية وتلك التي تهتم بترغيب التلميذ في القراءة وأعطى أمثلة بأن الإصدارات التي تتعلق بغرس حب القراءة لدى الأطفال فقد نفدت بسرعة من المعرض.
من جهة أخرى أكد صاحب دار الجسور بأن سوق الكتاب في الجزائر قد بدأ يتعرض إلى الجفاف، من الناحية التجارية ولم يعد يحقق إيرادات كبيرة كما كان عليه من قبل لتراجع المبيعات بصفة عامة '' ما أدى كما قال إلى غلق العديد من دور النشر وحتى المطابع''، فيما حول البعض نشاطهم إلى بيع الأدوات المدرسية أو غيرها.
وفي ذات السياق أكد وليد نايف صبّاح المدير العام لدار "الأكاديميون للنشر والتوزيع" بالأردن ، الذي تشارك مؤسسته للمرة الثامنة في هذه التظاهرة بأن صالون الجزائر الدولي للكتاب  '' سيلا 2018 ناجح بامتياز ''، سواء من حيث التنظيم أو من حيث تعاون الإدارة مع العارضين، فضلا عن الإقبال الكبير للزوار، ما يجعله – كما قال – يحتل المرتبة الأولى بين معارض الكتاب العربية
'' وقال '' إن حجم الإقبال القياسي، المسجل على طبعة 2018 من صالون الجزائر للكتاب وعلى الكتاب بأنواعه وبلغاته المتعددة، سوء المتعلقة بالسياسة أو الاقتصاد أو الآداب والعلوم الإنسانية والتربية وغيرها، دليل على نجاح هذه التظاهرة''. وأضاف '' نحن سعداء لكوننا تمكنا من اكتساب قراء دائمين في الجزائر يحرصون سنويا على اقتناء إصداراتنا سواء الجامعيون منهم أو عموم القراء.
أما كمال العليان ممثل دار العبيكان السعودية فأكد بأن كل سنة تسجل هذه الدار المتخصصة في إصدار كتب التربية والتنمية البشرية إقبالا كبيرا من قبل زوار المعرض مسجلا بان المبيعات تراجعت نوعا ما خلال هذه الطبعة '' بسبب تراجع القدرة الشرائية وارتفاع سعر الكتاب''.
واشاد صالح عويص، مدير الانشطة والمعارض في شركة الإبداع الفكري الكويتية بما وصفه التنظيم الجيد لصالون الجزائر الدولي للكتاب.
ووصف بشير لطرش ممثل دار '' مجمع الأطرش للكتاب المتخصص '' (من الشقيقة تونس)، معرض الجزائر للكتاب بالهام ووصف إقبال الجزائريين على الصالون بالمبهر، لكنه اشتكى من ضيق الجناح المخصص لهم.
رواج كبير للروايات الأجنبية
 المترجمة إلى العربية
أما السيدة رنا إدريس، مديرة دار الآداب اللبنانية فأكدت للنصر بأن ‹› صالون الكتاب بالجزائر موفق والحركة فيه ممتازة رغم تراجع القدرة الشرائية للجزائريين هذه السنة مقارنة مع الطبعات السابقة›› وسجلت بأن إقبال الجزائريين على شراء الروايات المترجمة من اللغات الأخرى المعروضة في جناح مؤسستها، على غرار روايات الكاتبة التركية أليف شافاك، والإيطالية إلينا فيرانثي والتشيلية إيزابيل ألياندي، كان كبيرا››، فيما سجلت تراجع الطلب على كتب الدراسات.
ودعت المتحدثة إلى تمكين الناشرين العرب في الطبعات المقبلة من تسويق مرتجعاتهم في آخر يوم من الصالون بالجملة وهو ما اعترض عليه محافظ الصالون في رده على سؤال للنصر خلال الندوة الصحفية من باب أن ‹›المرسوم التنفيذي الخاص بصالون الكتب يمنع ذلك››.
من جهة أخرى أعرب مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة، جمال فوغالي في تصريح للنصر عن سعادته بما حققه صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته للسنة الجارية 2018، منوها بالدور الكبير الذي لعبه الإعلام الجزائري في خلق تفاعل وإقبال كبير للزوار على المعرض.
ع/أ

وزارة الثقافة تقدم هبة بـ  7 آلاف نسخة من الكتب للسفارة الصحراوية
خلال اليوم الأخير من صالون الكتاب قدم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بعد ظهر أمس بجناح الوزارة هبة بـ 7  آلاف نسخة من الكتب التي ألفها كتاب وأدباء صحراويون للسفير الصحراوي قصد توزيعها في مختلف المحافل وتزويد المكتبات الصحراوية في المخيمات بها. وفي تصريح للصحافة أكد ميهوبي '' رأينا أن يكون دعمنا لنضال الشعب الصحراوي من خلال دعم المثقفين ومبدعي هذا البلد الشقيق بطبع إصدارت أبنائه''، وقال أن الجمهورية الصحراوية تتوفر على عمق ثقافي بحاجة لأن يبرز بأقلام أبنائه، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة و ضمن الاتفاقات الموقعة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتقضي بأن نتكفل بطبع عدد من الإصدارات التي ألفها أبناء الشعب الصحراوي في مجالات أدبية وفي مجالات تتناول كفاح الشعب الصحراوي وكذا ما يرتبط بالبنية المجتمعية والحضارية للشعب الصحراوي، نقدم اليوم هذه الهبة الأولى في انتظار طبع إصدارات أخرى لمبدعين وكتاب صحراويين تباعا''.
وأضاف '' كل هذه العناوين أردنا آن نساهم في خروجها إلى النور ورأينا أن يكون صالون الجزائر الدولي للكتاب فرصة لتقديمها لسعادة سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، الحاضر معنا والذي يعمل بدوره بجد في سبيل ترقية الثقافة الصحراوية والتعريف بالقضية الصحراوية من خلال مختلف الأعمال التي يصدرها الكتاب الصحراويون، وإشراك الكتاب والأدباء الصحراويين في مختلف الفعاليات التي تنظم في الجزائر'.                                                          
ع/أ

الرجوع إلى الأعلى