غياب التقدير في الجزائر يجعل الكتاب يتوجهون إلى الخارج
قال أمس، الكاتب والصحفي أمزيان فرحاني بأن غياب التقدير في الجزائر يجعل الكتاب يتوجهون بنصوصهم إلى جمهور في بلدان أجنبية، في حين أوضح بأن رشيد بوجدرة حذف الانتقاد الذي وجهه له في الترجمة العربية لكتابه «زناة التاريخ».
والتقى أمزيان فرحاني قراءه في المقهى الأدبي الذي تنظمه دار «ميديا بلوس» للنشر بالتعاون مع المعهد الفرنسي بقسنطينة، من أجل توقيع مجموعته القصصية الصادرة مؤخرا عن منشورات الشهاب بعنوان «قُفف الربيع»، حيث قال في النقاش بأن النصوص الأدبية الجزائرية المنشورة في الآونة الأخيرة لم تتخلص من موضوع المستعمر الفرنسي، ضاربا المثال بالكتب الكثيرة التي استعيد فيها الكاتب الفرنسي ألبير كامو، في حين اعتبر بأنها لا تلبي الأذواق المتنوعة للقراء الجزائريين. وأضاف بأنه يجب على الأدب الجزائري أن يحفر مسالك جديدة للتعبير عن الواقع بطريقة خلاقة، مشيرا إلى أن جزائر اليوم تزخر بالمواضيع التي تستحق الاهتمام بها أدبيا.
وأثنى فرحاني على الكتاب الشباب باللغة العربية، مُرجعا ذلك إلى تمكنهم من خوض مغامرة الكتابة عن مواضيع غير متداولة في الجزائر، في حين شدد على ضرورة الاهتمام بما يقومون به وعدم استصغار جهدهم، فيما قال إنه يحلم بقراءة أدب جزائري في مجال الخيال العلمي. وقال إن الساحة الأدبية في الجزائر تشهد غيابا لمنظومة تحسن تقدير الأعمال، ما يجعل الكُتّاب باللغة الفرنسية يوجهون نصوصهم ليستجيبوا لتوقعات قراء أجانب يلاقون لديهم الاحتفاء والاهتمام، في حين يفعل المعربون نفس الأمر بالتوجه نحو عواصم المشرق العربي، على غرار القاهرة وبيروت بحسب الكاتب.
ووجه أحد الحاضرين سؤالا إلى فرحاني بخصوص الانتقاد الذي وجهه له الكاتب رشيد بوجدرة في كتابه المثير الجدل «زناة التاريخ» واتهمه فيه بفرض الرقابة عليه في جريدة «الوطن»، حيث قال فرحاني إنّ بوجدرة حذف هذا الجزء الذي انتقده فيه من الترجمة العربية للكتاب التي صدرت خلال السنة الجارية، ما يعني بأنه تراجع عن أقواله، لكنّه نبه بأنه رد عليه من قبل بطريقة لبقة، كما أوضح بأن بوجدرة لم يتعرض للمنع في جريدة «الوطن»، كما لم يسبق وأن فُرضت عليه الرقابة.
وقرأ الكاتب على الحضور إحدى قصص المجموعة التي تدور جزء من أحداثها في قسنطينة، التي لم يبخل في التعبير عن عشقه لها عدة مرات، حيث امتلأت عينا الكاتب بالدموع وهو يتحدث عن التعذيب الذي يتعرض له أحد الشخوص في مزرعة أمزيان بقسنطينة خلال الاستعمار الفرنسي، في حين تنطلق أحداث القصة من مدينة في الهند. وهيمن موضوع الأدب على جزء مهم من اللقاء، أين قال الكاتب إن أحداث قصص المجموعة الثلاث عشرة تدور في عدة مناطق من الجزائر، بالإضافة إلى مدن أخرى من خارج الجزائر تمكن من الكتابة حولها رغم أن قدمه لم تطأها من قبل على غرار مكسيكو.  وشدد فرحاني على أن كتابة القصة القصيرة ليست بأسهل من كتابة الرواية، مشيرا إلى أن لكل واحدة منهما خصائصها وتقنياتها، حيث شبه الرواية بسباقات العدو الطويلة.
وقد نبه فرحاني بأن تفضيله للقصة لا يعني بأنّه لا يحب مطالعة الرواية، فيما ذكر أسماء بعض الكتاب الذين تأثر بهم في الكتابة، على غرار هيمنغواي وسكوت فيتزجيرالد. وقال فرحاني إنّه اعتمد على تراكيب لغوية ذات طابع جزائري في اللغة الفرنسية التي كتب بها قصصه، في حين أبدى تحفظا على المقاربة الفرنسية لهذا النوع الأدبي المسمى «نوفال»، مشيرا إلى أن المفهوم الأنغلوساكسوني «قصة قصيرة» أقرب إلى التقليد الجزائري الشفوي لفن الحكاية.                     سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى