تأكيد على الموازنة بين التوثيق والرواية الشفوية للثورة
طرح أمس باحثون و أساتذة، من مختلف جامعات الوطن، ملف إشكالية كتابة تاريخ الثورة التحريرية الجزائرية بين الاعتماد على التوثيق و العودة للرواية الشفوية، و ذلك خلال اليوم الأول من فعاليات ملتقى وطني تحتضنه كلية العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية بجامعة قسنطينة 2.
أزيد من 200 أستاذ و باحث، بالإضافة إلى مجاهدين و شخصيات ثورية يشاركون في الملتقى الذي تختتم فعالياته اليوم، لدراسة إشكالية كتابة التاريخ الثوري من خلال جمع كافة المعطيات الشفهية و الموثقة، بغية تكوين مرجعية بحث مستقبلية قائمة على أسس صحيحة، استنادا للمواد التاريخية التي يتم جمعها و إخضاعها للمقارنة و التأكيد، بما يساعد على فهم بعض القضايا التاريخية المبهمة و يميط اللثام عن الغموض الذي يكتنف أحداثا كثيرة، وذلك ، حسبما ذهب إليه رئيس اللجنة العلمية للملتقى المؤرخ عبد العزيز فيلالي، مشيرا إلى أن تاريخ حرب التحرير و الثورة المجيدة تحديدا، لا يزال بحاجة إلى بحث معمق لكي يتم الإلمام بكافة جوانبه، و هذا الطرح لن يتأتى، حسبه، إلا من خلال إدراج البحث العلمي في عملية جمع و تنقيح الشهادات، و كذا دراسة الوثائق التاريخية.
وقال الباحث بأن الوقت قد حان لنكتب تاريخنا، وفق منظورنا الخاص، بعدما اعتمدنا منذ 1830 ، حسبه، على النسخة الفرنسية في التدوين، بالنظر إلى أن غالبية ما يوجد من وثائق تحكي حرب الجزائر، تعد جزءا من الأرشيف الفرنسي، في وقت نعاني شحا حقيقيا، في ما يتعلق بالأقلام المحلية و المراجع الوطنية، وعليه فإن المكتبة التاريخية الوطنية لا يمكن أن تكتمل، إلا من خلال الجمع بين التوثيق و الرواية الشفوية للأحداث، وذلك على اعتبار أن الثورة اتسمت بالكتمان و هو ما أفقدنا، على حد تعبيره، القدرة على الإلمام بجوانب عديدة منها، خصوصا ما تعلق بالوثائق التاريخية السرية .
نفس الطرح تبناه المجاهد لخضر بورقعة، مضيفا بأن صناع الثورة كانوا يعلمون بدايتها، لكن يجهلون نهايتها مع إدراكهم التام لضعف كفتهم لصالح المستعمر ، موضحا بأن المرحلة بين 1954 حتى 1956، لم تكن تحتكم لمنهجية تخطيط واضحة و ثابتة، و أن العمل الإستراتيجي الحقيقي بدأ بعد مؤتمر الصومام، وعليه فإن غياب التوثيق لتلك المرحلة و ما سبقها و ما تلاها من تاريخ الثورة و الحرب عموما، يمكن أن يتم عن طريق العودة إلى الرواية الشفوية، لكن بعد تمحيصها و التأكد من مطابقتها للتواريخ و الأحداث و الروايات الأخرى أو مضامين الوثائق ذات الصلة بالموضوع، معلقا « هناك بعض الحركى، حسبه، يقولون بأن حرب الجزائر كانت حربا داخلية بين أبناء الشعب الواحد، في حين نقول نحن بأنها كانت ثورة ضد الدخلاء»، والتاريخ ،كما عبر، لابد و أن يكتب بسلبياته و إيجابياته.
نفس الفكرة تناولتها مداخلات عديدة لباحثين و أساتذة، ركزوا على أهمية الموازنة بين شقي الرواية الشفهية و المصادر الموثقة في عملية كتابة التاريخ، مركزين عبر محاور اللقاء، على نقاط عديدة تخص آليات تمحيص وغربلة روايات شهود الثورة، و سبل كشف الوثائق المزورة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث صراعات داخلية، في حال لم يتم التعامل معها بدقة و جدية، حتى أنه قد لا يكون من الحكمة الكشف عن بعض الحقائق و تركها لمراحل أخرى مستقبلا، في انتظار نضج الوعي الاجتماعي وتبلور القدرة على تقبل صدمتها، كما قال، الأستاذ الدكتور محمد لمين بلغيث، من جامعة الجزائر ، في مداخلة بعنوان «الثورة بين المحظور و المنظور .. إشكالية الاعتماد على الأرشيف بين قلة المحترفين و كثرة الهواة».
من جهته أكد الأستاذ سفيان عبد اللطيف من جامعة قالمة، على أهمية الرواية الشفوية، كأحد مصادر التاريخ و البحث، رغم النظرة الدونية التي يراها من خلالها بعض الباحثين، بحجة أنها روايات لا تتسم بالموضوعية المطلقة.
هدى طابي
خلال ملتقى بجامعة قسنطينة 2
- التفاصيل
-
أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا
ناقش أمس، دكاترة وباحثون قضية الخطاب التعليمي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ضوء اللسانيات المعاصرة، وذلك خلال ملتقى...
المخــرج محمد فوزي ديلمي للنصر: «كن أنت» أول كوميديا موسيقية جزائرية تعرض على تطبيق إلكتروني
كشف المخرج محمد فوزي ديلمي، عن مشروع فني جديد سيجمع وجوها من قسنطينة، ويتعلق الأمر بكوميديا موسيقية من أربعة مواسم بعنوان « كن...
عودة إلى رؤية العلامة للقضية الفلسطينية: 22 دار نشر وطنية في صالون بن باديس للكتاب بقسنطينة
انطلقت أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الأولى من صالون الكتاب الوطني العلامة عبد الحميد بن باديس تحت شعار «إننا للعلا إننا...
مجموعة من 1400 كتاب: جامعة ميلة تستلم المكتبة الشخصية للبروفيسور «مرمول محمد الصالح»
تسلّمت يوم أمس، المكتبة المركزية للمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، ما مجموعه 1400 كتاب من المكتبة الشخصية للبروفيسور...
الممثل والحكواتي والمسرحي فؤاد لبوخ للنصر: الحكاية أفضل طريقة تربوية للطفل دون تلقين مباشر
يحرص الحكواتي ومخرج مسرحيات الأطفال على ركح باتنة الجهوي فؤاد لبوخ، على انتقاء النصوص التربوية التعليمية للأطفال، ويستلهم أعماله من قصص...
عرض الفيلم وسط حضور كبير في ذكرى استشهاد البطل
- العربي بن مهيدي -.. قصة مناضل قهر فرنسا بابتسامةاحتضنت دار الأوبرا «بوعلام بسايح» بالجزائر العاصمة، سهرة أول أمس الاثنين العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل «العربي بن مهيدي» للمخرج بشير درايس، والذي...
الطبعة 13 للمهرجان الثقافي للشعر النسوي بقسنطينة: بحـــور للعــــزة و قــــواف لفلسطيـن الصامـــدة
انطلقت مساء أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، تحت شعار «...
ختام أيام برج بوعريريج المسرحية
- سيفار - رسالة الشعوب المستضعفة للتحرر من القيود اختتمت ليلة أمس الأول، فعاليات التظاهرة الثقافية أيام برج بوعريريج للعروض المسرحية المتوجة، بدار الثقافة محمد بوضياف بتقديم عرض «سيفار»، وتكريم عائلة فقيد...
مقهى ثقافي جديد يصنع الحدث بعنابة
- الجبـل السحري - خلـوة ثقافية بأعالـي سيرايـدي افتتحت مؤخرا، سيدة من عنابة مشروعا ثقافيا بنكهة سياحية بمنطقة سيرايدي، وهو عبارة عن مقهى ثقافي أسمته السيدة كريمة شيبان «لامونتان ماجيك» أو الجبل السحري، مستوحية...
فعاليات المسابقة الوطنية الجامعية بميلة: «ثلاثة أيام في غزة» يتوّج بجائزة أفلام الموبايل
اختتمت يوم أمس، فعاليات المسابقة الوطنية الجامعية لأفلام الموبايل، بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، بتتويج فيلم «ثلاثة أيام في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)