الأرشيف في الجزائر مهمش و الرقمنة غير متاحة حاليا  
أكد خبراء ومختصون في مجال الأرشيف بالجزائر أمس خلال ندوة انعقدت بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، أن هذا المجال يبقى يعاني جملة من المشاكل بسبب تهميشه رغم أهميته التاريخية، إذ يعتبر الذاكرة الرسمية والحية لأي دولة.
  الندوة المنظمة من طرف قسم التاريخ بكلية الآداب والحضارة الإسلامية  التي جاءت تحت عنوان الأرشيف و التاريخ، شارك فيها خبراء وأخصائيون في هذا الميدان،  حيث تم  تناول  عدة مواضيع منها الحركة الإصلاحية في الأرشيف الكولونيالي ، و مراكز الأرشيف الفرنسي المتعلق بالجزائر ، والكيفية المثلى لإعداد أرشيف صالح لكتابة التاريخ، إضافة إلى أدوات التعريف بالأرشيف التاريخي، ويعتبر الأرشيف في بلدنا حسب المختصين غير منظم ولا مرتب، ويفتقد للتكوين المتين لجل المشرفين عليه، حيث أكد محمد رحايل أستاذ محاضر بقسم التاريخ بكلية الآداب والحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر، أن الأرشيف يكتب باللغة الفرنسية حتى في مرحلة ما بعد الاستعمار بل يمتد ليومنا هذا، في المقابل يتم تكوين المشرفين عليه باللغة العربية،  وهو ما يجعلهم يعانون كثيرا، نقطة أخرى توضح مدى تقهقر هذا المجال وهي،  حب المتدخل التهميش الذي يعانيه في مختلف المؤسسات، حيث يتم اختيار أسوأ مكان ليكون محطة للأرشيف، كما يعتبر أمرا ثانويا  وحتى المشرف الأرشيفي    لا يتم منحه مكانة مهمة في المؤسسة، وهذا راجع كما يقول ، لسياسة بعض المسؤولين على مستوى المؤسسات، كما لا يلجأ المؤرخون إلى الأرشيف، بل يفضلون المكتبات كمصدر للمعلومة، وهذا خطأ حسب المختصين لأن الأرشيف يعد أكثر دقة من الكتب.
وأضاف مختص في الأرشيف أن الدولة توفر كل الإمكانات المادية اللازمة من أجل الارتقاء بالأرشيف لمستوى أفضل على غرار مشروع الذاكرة الوطنية الذي بدأ سنة 2004 بمشاركة العديد من الوزارات، ولكن لم يتم الوصول للأهداف المرجوة رغم المجهودات المبذولة، معترفا بوجود تطور طفيف من حيث التنظيم والترتيب، إلا أنه حسب المتحدث يبقى بعيدا كل البعد  عما يمكن الانتقال به إلى المرحلة الالكترونية أو الرقمنة ، لأن الجزائر تعمل حاليا على التحكم في الأرشيف الورقي وتطويره أولا قبل التحوّل إلى الإلكتروني، مضيفا أن بعض المؤسسات حاولت التوجه نحو رقمنته لكنها لم تجد  مختصين لولوج هذه الخطوة،    وحتى أن وجدوا فهم محدودين حسبه، ورغم ذلك يبقى الهدف الأساسي هو مسايرة التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، وأوضح أنه على العاملين في هذا المجال أن يتعمقوا أكثر.وطرح متدخلون جملة من الحلول لإعداد أرشيف صالح بالجزائر، ومنها الاعتناء بمراكز الأرشيف لإعداد أرصدة وثائقية صالحة لكتابة التاريخ، وانجاز مراكز حديثة  ، مع جمعه عبر كامل المستوى الوطني، كما جاء ضمن الحلول المقترحة استرجاع الأرصدة المتواجدة في الدول الأجنبية وخاصة في فرنسا، والتحول للأرصدة الحديثة من خلال إنشاء أرشيف الكتروني.
وتم التطرق لمراكز الأرشيف الفرنسي المتعلق بالجزائر، وتدخل خلال هذا الموضوع أستاذان أحدهما   يدرس بجامعة «السوربون» الفرنسية وآخر بجامعة «الأمير عبد القادر»، وأكدا أن فرنسا تولي اهتماما كبيرا للأرشيف حتى أن وضع أرشيفها في صف مستقيم وصل طوله إلى 450 كلم وهي المسافة الفاصلة بين قسنطينة والعاصمة، كما أضاف أحدهما أن فرنسا عرضت فيلما وثائقيا صامتا حول الهجوم على الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 بأحد قاعاتها السينمائية وكان ثمن حضورها باهظ جدا لأنه فيلم فريد من نوعه ويعبر عن الأرشيف الحقيقي ويضطر كل مشاهد إلى دفع 120 أورو مقابل كل دقيقة، وهو ما يثبت قيمة الأرشيف حسبهما، مضيفين أن الأرشيف ليس عبارة عن وثائق مكتوبة فقط، بل يمكن أن يكون عبارة عن صور وأفلام وخرائط.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى