صدر منذ أيّام قليلة، كِتاب «أدونيس: بروميثيوس عربي»، للكاتب و الباحث أحمد دلباني، عن منشورات معهد العالم العربي بباريس،  و قد كتبه المؤلف باللّغة الفرنسية مباشرة.
الكتاب يندرج ضمن سلسلة و مشروع «مائة كِتاب وكِتاب» لمعهد العالم العربي بباريس، و التي تتناول أهم الوسطاء الثقافيين الكبار بين ضفتي المتوسط أو بين العالم العربي وفرنسا منذ القرن التاسع عشر.
كتاب «أدونيس: بروميثيوس عربي»، يُمثل مدخلا لدراسة أدب وفكر أدونيس، وقد تناول فيه صاحب «قُداس السقوط»، مشروع أدونيس ومنجزه الإبداعي والفكري، مُركزا على المفاتيح الأساسية التي تتيح للقارئ الولوج إلى عوالم الحداثة الفكرية والشّعرية، كما تمثلها أدونيس و جيله من الرواد العرب منذ الخمسينيات.
 وقد ركز الباحث على هذا الجانب، وأفرد له مقاربات نقدية وتحليلية تفكيكية أحاطت بعوالم أدونيس الحداثية والفكرية والشّعرية، و قد تمّ التطرق إلى هذا الأمر، خاصة من خلال مشكلية المعنى التي جابه بها الشاعر ثقافته الموروثة القائمة على المسبقات و المُطْلقات بمغامرة جديدة تجعل المعنى لاحقا لا سابقا، وتجعله نتاجا للكتابة وهي تسافر في ليل العالم.
كما تمّ التطرق إلى مشكلة الهُوية في الفكر الأدونيسي الّذي يجعل منها إبداعًا مستمرا للذات و سمفونية لا تكتمل لا إرثا جامدا أو هوية متعالية على التاريخ والصيرورة،  فالهوية -حسب الدكتور دلباني- في سياق كتابه، وبهذا المعنى تحديدا، ليست أقنوما أزليًا وإنّما هي تشكل تاريخي واغتناء لا ينتهي من خلال الجدل مع العالم والآخر الّذي يشكل جزءا من الذات.
الكِتاب الّذي اشتغل عليه وأنجزه الباحث خلال صائفة 2018، مُذيل بمختارات طويلة من شِعر أدونيس و نثره..  وهذا ما يعطي للكتاب نكهة مضاعفة من المتعة والجمالية.. إنّها نكهة الفكرِ والشّعر معا.
أحمد دلباني، من أكثر المشتغلين على فكر وشِعر وأطروحات أدونيس،  وهو للإشارة، باحث وشاعر ومفكر جزائري، يعمل أستاذا للفلسفة في جامعة بسكرة. مُهتم بقضايا الفكر العربيِّ وأسئلة النهوض الحضاري والتنوير والحداثة من زاوية نقدية/ تفكيكية.
 كما يهتم بمشكلات الفن والإبداع الأدبيِّ،  نشر وأصدر العديد من المؤلفات الفكرية والنقدية في الجزائر والبلاد العربية، منها «مقامُ التحول: هوامش حفرية على المتن الأدونيسي» عام 2009. «قداسُ السقوط: كتاباتٌ ومراجعات على هامش الربيع العربي» عام 2012. «رمل اليقين: المُجتمع العربي وأسئلة الثورة والديمقراطية» عام 2015. «صندوقُ باندورا: هوامش على خطابات الهوية والعنف» عام 2017، عن منشورات ضفاف/ لبنان، ومنشورات الاختلاف/ الجزائر.
نوّارة لحــرش

الرجوع إلى الأعلى