القرارات التي اتخذتها الجزائر بخصوص اللغة الأمازيغية مناسبة
رحّب عالم اللسانيات و الفيلسوف الأمريكي الشهير، نعوم تشومسكي، بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية فيما يخص ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية، و تعميم تدريسها في المؤسسات التعليمية للبلاد، مبديا في تصريح حصري للنصر، أمله في أن تتبع باقي دول شمال أفريقيا هذه الخطوات التي وصفها بـ «المناسبة جدا».
النصر استطاعت التواصل مع المفكر الأشهر في العالم الحديث، و ذلك عبر بريده الالكتروني التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي لا يزال أستاذا فخريا به على مستوى قسم اللسانيات و الفلسفة، حيث رد العالم على سؤال طرحناه عليه بخصوص رأيه في القرارات التي اتخذتها الجزائر بجعل 12 جانفي المصادف لبداية السنة الأمازيغية، عطلة رسمية، و كذلك بدء الحكومة في تعميم تدريس هذه اللغة المعترف بها رسميا في بلادنا كلغة وطنية، بالقول “يبدو لي أن هذه القرارات مناسبة جدا، و آمل أن تنجح الخطط الموضوعة بشأنها».
و يرى «أب علم اللسانيات الحديث”، كما يطلَق عليه، أن على باقي دول منطقة شمال أفريقيا التي يعيش بها الأمازيغ، أن تحذو حذو الجزائر فيما يخص الإجراءات التي اتخذتها من أجل حماية اللغة الأمازيغية، المصنفة ضمن أقدم اللغات في العالم، من الاندثار، إذ أردف قائلا في إجابته التي تتزامن مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية 2969، «هذا الأمر من شأنه أن يكون فكرة جيدة للغاية، على ما أعتقد”.
و تعتبر هذه التصريحات، رغم اقتضابها، من الخرجات الإعلامية النادرة جدا لتشومسكي، التي يتحدث فيها عن اللغة الأمازيغية، فهذا العالم المصنف كأبرز مثقفي المعمورة خلال القرنين العشرين و الحادي و العشرين، يُعد من الداعمين للتنوع اللغوي و حماية اللهجات من الزوال، حيث يقول إن “اللغة هي مكتبة و ثروة أية ثقافة»، كما يرى أن اللغة عبارة عن وسيلة و طريقة لفهم و تفسير العالم و فقدانها يعني فقدان الأفراد لهوياتهم، على اعتبار أنها تدعم ثراء التقاليد و التاريخ و التاريخ الشفهي، و قد سبق للفيلسوف المعروف بآرائه السياسية الجريئة، انتقاد «التراجع الجذري” لعدد اللهجات في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، و أرجع هذا الأمر إلى العوامل السياسية.            
ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى